هكذا يصبح الحلم حقيقة.. إليك أهم طرق علاج تأخر الحمل بدون سبب
يعد تأخر الحمل من أكثر المشاكل التي تعترض مسيرة الحياة الزوجية في الأعوام الأولى من الزواج؛ كما أنه قد يكون سببًا في التأثير سلبًا على جودة العلاقة بين الزوجين، وذلك بسبب تفشي القلق والتوتر، وزعزعة الشعور بالأمان والاستقرار في ما بينهما.
ولتفادي العديد من السلبيات التي تستهدف مصير الحياة الزوجية، ومن أجل الحفاظ على استمراريتها بطريقة إيجابية، يجب معرفة كل المعلومات الطبية التي تتعلق بمشكلة تأخر الانجاب حتى يتم البحث في أسبابها، والتعامل معها بطريقة سليمة منذ البداية. فقد يكون من الجيد استشارة طبيب متخصص لمعرفة أسباب تأخر الحمل وتعطيل الانجاب.
وحول هذا الموضوع الهام، ولتكون الإفادة أعم وأشمل، وليتم التعرف على كل ما يتعلق بمشكلة تأخر حدوث الحمل، يقدم الدكتور وائل إسماعيل مدكور، استشاري في أمراض النساء والتوليد والإخصاب والغدد الصماء التناسلية (أطفال الأنابيب) في مركز هيلث بلاس للإخصاب معلومات هامة وقيمة في السطور التالية من خلال الإجابة على أكثر الأسئلة شيوعًا.
ما هي مدة تأخر الحمل الطبيعي؟
تأخر الحمل هو الحالة التي لا يحدث فيها الحمل رغم المحاولة الجادة لفترة طويلة تصل لمدة عام كامل على الأقل، ودون استخدام وسائل منع الحمل. ويمكن أن يكون تأخير حدوث الحمل ناتجًا عن مجموعة أسباب تتعلق بكل من الرجل أو المرأة، وأحيانًا تكون المشكلة غير واضحة.
وبوجه عام، وبحسب الدراسات العلمية المعلنة في هذا الصدد، فإن نحو 80% من الأزواج ينجبون بعد 6 أشهر من استمرارية المحاولة، في حين يحدث الإنجاب لنحو 90% من الحالات بعد 12 شهرًا من محاولة الحمل. ما يعني أن تأخر الحمل الذي لا يتجاوز هذه المدة لا يعد تأخرًا في الحمل. وأن ما حدث يشير فقط إلى ضرورة الانتباه والبدء بعمل الفحوصات الطبية اللازمة لفهم الأسباب والمضي قدمًا نحو العلاج.
متى يجب القلق من تأخر الحمل؟
يجب القلق من تأخر الحمل، إذا بلغت المرأة عمر 35 سنة وفشلت محاولاتها للحمل بشكل طبيعي لمدة عام. أو إذا كانت قد تجاوزت هذا العمر، وفشلت جميع محاولاتها في حدوث الحمل لأكثر من ستة أشهر، في هذا الحالة يجب القلق من تأخر حدوث الحمل، والذهاب إلى الطبيب واستشارته وعمل كل الفحوصات الطبية للطرفين، والبدء باتخاذ خطوات فعلية نحو حل المشكلة لأنه كلما تقدمت المرأة في العمر كل ضعفت الخصوبة.
ما هو علاج تأخر الحمل بدون سبب؟
يمكن أن يشمل علاج تأخر الحمل بدون سبب اعتماد تغييرات في نمط الحياة، أو العلاج الطبي بالاستعانة بتقنيات التلقيح المساعد أو عمليات الحمل المساعدة.
وتفصيلًا يقول الدكتور وائل أن 40% من حالات تأخر الحمل تعود إلى وجود مشاكل لدى الرجل، ومثلها لدى السيدات، في حين يكون 20% من الحالات ناتجاً عن مشاكل لدى الرجل والسيدة. وتكون معظم حالات الرجال عبارة عن ضعف إنتاج الحيوانات المنوية لسبب غير معروف، إلا أنه قد يكون بسبب انسداد في القنوات الدافقة أو مشاكل في القذف. وبالنسبة للسيدات، فإن أكثر الأسباب شيوعاً هي ضعف الإباضة أو انسداد قنوات فالوب. في حين أنه في حالات عدة توجد نسبة من حالات تأخر الحمل غير معروفة السبب.
وأوضح دكتور وائل، أنه يتعين على الأزواج الذين يعانون من مشكلة تأخر الإنجاب القيام باختبارات تشخيصية، مشيرًا إلى أن أهم تحليل بالنسبة للرجال هو اختبار السائل المنوي، والذي يتم على ضوئه دراسة الحاجة لأي فحوصات هرمونية أخرى. وبالنسبة للسيدة، يتم فحص الإباضة عن طريق التحقق من هرمون الإباضة، إلى جانب إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية للتأكد من سلامة الرحم والمبيض، وفحص قناة فالوب.
وعلى ضوء نتائج الفحوصات الطبية سيتم دراسة أسباب تأخر الحمل بدقة في حالة وجودها وفي حالة الجهل بالأسباب لعدم وضوحها بالفحص الأخذ بالاعتبار عمر المريضة وفترة تأخر الحمل.
وأشار الدكتور وائل إسماعيل أن العلاج يتضمن تصميم خطط علاجية وتقييم شامل للتاريخ الطبي لكل مريض، بما في ذلك علاجات الخصوبة السابقة والظروف الصحية والتفضيلات الشخصية إذ يمكن من خلال فهم الاحتياجات والاهتمامات الفردية للمرضى وضع بروتوكولات العلاج المناسبة لتحسين النتائج وتقليل المخاطر.
ما هي العوامل التي تساعد على الحمل؟
تختلف معدلات نجاح علاجات الخصوبة بشكل كبير استناداً إلى عوامل عدة تساعد على حدوث الحمل، وهذه العوامل مثل، العمر ومعرفة أسباب تأخر الحمل، ونوع العلاج.
وبشكل عام، يشهد الأفراد الأصغر سنًا معدلات نجاح أعلى في علاجات الخصوبة، في حين قد يواجه المرضى الذين يعانون من حالات طبية معينة تحديات أكبر.
كما أن مناقشة التوقعات والنتائج المحتملة مع المرضى لمساعدتهم على اتخاذ قرارات صحيحة فيما يتعلق بخيارات العلاج يعد أمرًا ضروريًا للغاية لأنه يساهم في زيادة احتمالات نجاح محاولات الحمل، بما في ذلك طريقة التعامل مع المخاطر والآثار الجانبية المرتبطة بعلاجات الخصوبة.
وختامًا لا يمكن اهمال دور الاستشارات الشاملة التي تتم مع المرضى، والمراقبة الدقيقة طوال فترة العلاج، بالإضافة إلى تحسين بروتوكولات الدواء، واستخدام التقنيات المتقدمة التي تساعد في التغلب على مشكلة تأخر الحمل. وتعزيز فرص الانجاب فضلًا عن تقديم الرعاية الكاملة لكل زوجين بعناية. وتقديم الدعم طوال رحلة العلاج الذي يساهم في تحقيق أفضل النتائج الممكنة مع ضمان سلامة الزوجين.