معلومات عن الأوبال والتورمالين حجر مواليد اكتوبر
شهر أكتوبر يُمثل فترة من التغير والجمال، حيث ينتقل الطقس بين دفء الصيف وبرودة الخريف، وخلال هذا التوقيت تتألق ألوان الطبيعة وهو ما ينعكس بوضوح في الأحجار الكريمة المرتبطة بهذا الشهر وهي أحجار الأوبال والتورمالين الوردي، فهذان الحجران بجاذبيتهما الساحرة يرتبطان بشهر أكتوبر كأحجار ميلاد، حيث يجمعان بين الجمال والمعاني الرمزية والتاريخ، لتقدم لمواليد هذا الشهر أناقة راقية ورمزية عميقة.
وسواء تم اختيار هذه الأحجار لجاذبيتها البصرية أو لقيمتها التاريخية، فإنها تظل رموزاً قوية لجمال شخصية مواليد شهر أكتوبر، وتعبر عن السحر والطاقة المميزة التي يتمتع بها مواليد هذا الشهر، كما يعكسان قوة التحول التي يحملها فصل الخريف.
ونتعرف اليوم على أبرز المعلومات حول حجر الأوبال وحجر التورمالين الوردي أحجار ميلاد شهر أكتوبر المميزة بالفخامة والمعبرة عن قيّم الإتزان والجمال في موسم الخريف.
حجر الأوبال
يُعتبر الأوبال أحد أكثر الأحجار الكريمة غموضاً وتقديراً عبر العصور، ويُعتقد أن كلمة "أوبال" مشتقة من الكلمة السنسكريتية "أوبالا" التي تعني "الحجر الثمين"، ثم من الكلمة اليونانية "أوباليوس" والتي تعني "رؤية تغير في اللون"، وكانت الحضارات القديمة بدءاً من الإغريق والرومان وصولاً إلى العرب تؤمن بأن للأوبال قدرات تتعلق بالتبصر والحماية والتنبؤ.
وقد ربط الرومان حجر الأوبال بالأمل والنقاء، بينما اعتبره الإغريق حجراً للتنبؤ، وفي الثقافات العربية كان يُعتقد أن الأوبال يسقط من السماء مع البرق، وظل الأوبال لعصور رمزاً للفخامة والسلطة عند الرومان حيث كان يُعتبر من أثمن الأحجار.
والأوبال حجر كريم فريد من نوعه، حيث يتميز بلونه المتغير مثل قوس قزح، وهو ما يجعله واحداً من الأحجار الأكثر سحراً من الناحية البصرية، وهذا التأثير البصري المعروف بإسم الومضية الأوبالية يحدث نتيجة انكسار الضوء داخل الهيكل الداخلي للحجر.
وتُعد أستراليا موطناً لأشهر مناجم الأوبال في العالم، حيث تُنتج أكثر من 90% من الإمداد العالمي لهذا الحجر ويتواجد الأوبال في أنواع متعددة كل منها يتميز بخواص مختلفة مثل:
- الأوبال الأبيض، وهو النوع الأكثر شيوعاً، ويتميز بلون أساسي فاتح أو حليبي يتخلله وميض من الألوان المتغيرة، ويحظى بشعبية كبيرة بسبب توهجه الناعم، ومثاليته للمجوهرات العصرية والبوهيمية.
- الأوبال الأسود، ويتواجد في أستراليا ويعد الأندر والأكثر قيمة بين أنواع الأوبال، فلونه الداكن يُبرز بشكل دراماتيكي تلاعب الألوان، مما يجعله محط تقدير خاص خصوصاً في المجوهرات الفاخرة.
- الأوبال الناري، ويشتهر بلونه البرتقالي أو الأحمر المشرق، وغالباً ما يكون شفافاً أو شبه شفاف، مع وجود قدر قليل من الألوان المتغيرة، ويُستخرج بشكل رئيسي في المكسيك ويرتبط بالعاطفة والإبداع، كما يستخدم بكثرة في المجوهرات العصرية.
كما يوجد أيضاً الأوبال الوردي وهو أحد أندر الأنواع ويتواجد في صحراء بيرو، والأوبال الأثيوبي الأبيض ويشتهر بلونه المتوهج وتلاعبه الناري بالألوان، كما يتميز هذا النوع بقدرته على امتصاص الماء وتغيير شفافيته عندما يكون مبللاً، والأوبال البني البولدر وهو نوع نادر أيضاً ويشبه الصخور أكثر مما يشبه أحجار الأوبال.
رمزية حجر الأوبال
نظراً لتأثيره القزحي الذي يعكس جميع ألوان الأحجار الكريمة الأخرى يحمل الأوبال لقب "ملك الأحجار"، ويُعتبر رمزاً للأمل والنقاء والصدق، وقديماً كان يُعتقد أن للأوبال خصائص حماية خاصة للمسافرين، وأنه يجلب الحظ السعيد.
وعلى مر العصور ارتبط الأوبال بالإبداع والإلهام والعفوية، ويُقال إنه يُضخم المشاعر ويساعد الشخص على فهم ذاته الحقيقية والتعبير عنها، كما يُعتقد أيضاً أن ارتداء الأوبال يُقرب الإنسان من أحلامه ويعزز شعوره بالقيمة الذاتية.
العناية بالأوبال
يُعتبر الأوبال حساساً للتغيرات في درجة الحرارة وقد يتشقق إذا تعرض لتسخين أو تبريد مفاجئ، ونظرًا لأن صلابته منخفضة (5.5-6 على مقياس موهس)، يُنصح بحمايته من الخدوش وتخزينه بعيداً عن الأحجار الأكثر صلابة، فهو من الأحجار الرخوة بشكل ملحوظ.
حجر التورمالين الوردي
في حين أن للأوبال تاريخاً عريقاً يمتد عبر الحضارات القديمة، فإن التورمالين الوردي ظهر على الساحة لاحقاً، و سرعان ما اكتسب شعبية كبيرة، خاصة بعدما تم اعتباره حجر ميلاد شهر أكتوبر، ويُعد التورمالين حجراً مثيراً للاهتمام بألوانه المتعددة، واسمه مشتق من الكلمة السنهالية "تورمالي" التي تعني "الأحجار المختلطة"، مما يعكس تنوع ألوانه التي تشمل جميع ألوان قوس قزح تقريباً.
وإكتسب التورمالين الوردي مكانة خاصة في أواخر القرن التاسع عشر عندما أبدت الإمبراطورة الصينية الأرملة "تسي شي" إعجابها بلونه الوردي، وقد اكتُشفت رواسب كبيرة من التورمالين في ولاية كاليفورنيا خلال تلك الفترة، حيث تم تصدير كميات كبيرة منه إلى الصين، مما زاد من شعبيته.
ومن أبرز الأماكن التي يتم استخراج التورمالين الوردي منها: البرازيل، أفغانستان، موزمبيق، ومدغشقر، وعلى الرغم من أن عائلة التورمالين تشمل العديد من الألوان، إلا أن التورمالين الوردي يتميز بتدرجات لونية مختلفة مثل:
- التورمالين الوردي العادي، ويتواجد بشكل كبير في الولايات المتحدة وتحديداً في ولاية كاليفورنيا وولاية مين.
- الروبليت، و هو نوع من التورمالين الوردي يتميز بلونه الزاهي الذي يتراوح بين الوردي والأحمر ويُشبه أحياناً الياقوت، مما يجعله جذاباً للغاية في تصميمات المجوهرات العصرية والفاخرة.
- التورمالين البطيخي، و يُعد واحداً من الأنواع الأكثر جاذبية من الناحية البصرية، حيث يتميز بقشرة خارجية خضراء ولب داخلي وردي أو أحمر، مما يجعله يُشبه شريحة من البطيخ. وغالباً ما يتم قطع الحجر بحيث يظهر كلا اللونين في الحجر الواحد، وهذا التكوين المفعم بالمرح يجعله من الأحجار المفضلة لدى مصممي المجوهرات العصرية.
رمزية حجر التورمالين
يرتبط التورمالين الوردي بالقلب والرحمة والشفاء العاطفي، ويُعتقد أنه يُعزز مشاعر الحب واللطف والرقة، كما أن لونه الدافئ والهادئ يرتبط بالشعور بالراحة والفرح والتوازن العاطفي، مما يجعله خياراً مناسباً للتخلص من التوتر أو القلق أو الصدمات العاطفية.
وعلى المستوى الروحاني، يُعتقد أن التورمالين الوردي يساعد في الربط بين العقل والقلب، مما يُشجع على الوضوح العاطفي والتعاطف مع الذات، كما يراه البعض حجر الحب وليس فقط الحب الرومانسي، بل أيضاً حب الذات والرحمة تجاه الآخرين والشعور بالاهتمام الشامل.
العناية بالتورمالين الوردي
التورمالين الوردي أكثر صلابة نسبياً من الأوبال (7-7.5 على مقياس موهس)، ولكن لا يزال يتطلب بعض الحذر، حيث يُنصح بتجنب تعريضه للحرارة العالية أو المواد الكيميائية القاسية، ويمكن تنظيفه بالماء الدافئ والصابون وفرشاة ناعمة.