المدة الأمثل لاستخدام الشاشات للأطفال من الأمور المهمة التي يجب على الآباء الالتزام بها لحماية أطفالهم

الشاشات ما بين الإيجابيات والسلبيات والمدة الأمثل لاستخدام طفلك لها

ريهام كامل

تُعد المدة الأمثل لاستخدام الشاشات من الأمور المهمة التي يحرص الآباء والأمهات على معرفتها في عصر التكنولوجيا الحديثة. وبخاصة مع تطور الأجهزة الإلكترونية وانتشارها في حياتنا اليومية. فقد أصبح الأطفال يقضون وقتًا أطول أمام الشاشات سواء كانت تلفزيونات، أو أجهزة لوحية، أو هواتف ذكية أو غير ذلك من الشاشات الإلكترونية.

للشاشات إيجابيات عديدة منها أنها توفر محتوى تعليمي وترفيهي جيد، ولكن قد تتحول هذه الإيجابيات إلى سلبيات خطيرة عند التعرض المفرط لها. إذ يسبب ذلك العديد من المخاطر الصحية والنفسية. فما هي هذه المخاطر؟، وما هي المدة الأمثل لاستخدام الشاشات للأطفال؟، وكيف يمكن الوقاية من هذه المخاطر؟

معرفة المدة الأمثل لاستخدام الشاشات للأطفال حسب العمر يحميهم من مخاطر جمة
معرفة المدة الأمثل لاستخدام الشاشات للأطفال حسب العمر يحميهم من مخاطر جمة

المخاطر الصحية لاستخدام الشاشات لفترات طويلة

يجب على الأمهات معرفة المدة الأمثل لاستخدام الشاشات، ليتابعن وقت جلوس أطفالهن عليها تجنبًا للمخاطر التي تنتج عن الجلوس عليها لفترات طويلة والتي من بينها ما يلي:

  • التأثير على النظر

يسبب التعرض المطول للشاشات إجهادًا للعين، جفافها، ومشاكل في الرؤية مثل قصر النظر. الدراسات الحديثة تؤكد أن المدة الأمثل لاستخدام الشاشات للأطفال يجب أن تكون محدودة لتجنب تأثيرات الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات. ولذلك يفيد معرفة المدة الأمثل لاستخدام الشاشات في الحماية من مشاكل الرؤية.

  • اضطرابات النوم

يؤدي الإفراط في استخدام الشاشات، خاصة قبل النوم إلى عرقلة إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم. ولذلك، فإن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات قد يواجهون صعوبة في النوم والاستيقاظ مبكرًا، مما يؤثر على نموهم وصحتهم النفسية.

  • نقص النشاط البدني

يقلل استخدام الشاشات لوقت طويل من النشاط البدني، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة لدى الأطفال. ولذلك، يجب على الآباء تحديد المدة الأمثل لاستخدام الشاشات للأطفال للوقاية من السمنة.

  • الإصابة بالعزلة

يعيق الاستخدام المفرط للشاشات من قدرة الأطفال على تطوير مهارات التواصل الاجتماعي التي من الممكن لهم اكتسابها من خلال ممارسة الأنشطة التفاعلية مثل اللعب مع الأصدقاء أو العائلة.

  • التعرض لمحتوى غير لائق

قد يتعرض الأطفال لمحتوى غير لائق، مما قد يؤثر على سلوكهم وقيمهم. لذا يجب دائمًا مراقبة المحتوى وتحديد المدة الأمثل لاستخدام الشاشات لضمان حماية الأطفال من رؤية مثل هذه المشاهد.

  • الإدمان الرقمي

يؤدي الاستخدام المفرط للشاشات إلى الإصابة بما يعرف بالإدمان الرقمي، حيث يصبح الطفل متعلقًا بالتكنولوجيا بشكل يؤثر على أنشطته اليومية الأخرى.

يجب معرفة المدة الأمثل لاستخدام الشاشات للأطفال لوقايتهم من مخاطر الافراط في الجلوس عليها
يجب معرفة المدة الأمثل لاستخدام الشاشات للأطفال لوقايتهم من مخاطر الافراط في الجلوس عليها

ما هي المدة الأمثل لاستخدام الشاشات حسب الفئات العمرية؟

بحسب توصيات الخبراء، تختلف المدة الأمثل لاستخدام الشاشات تبعًا للعمر:

فيما يأتي بعض الإرشادات لتنظيم وقت استخدام الأطفال للشاشات، يقدمها سريديفي راغافان، نائب الرئيس الأول للتعليم والجودة والاستدامة لدى بابيلو فاميلي :

للأطفال من عمر 0 إلى 3 سنوات

لا شاشات للأطفال دون سن الثانية أو حتى تنمو لديهم مهارات لغوية قوية. بالنسبة إلى الأطفال بين 2-3 سنوات، يجب تقليل وقت استخدام الشاشات إلى أقل وقت ممكن (30 دقيقة في اليوم) مع الإشراف عليهم دائمًا. في الحقيقة، قد يكون وقت استخدام الشاشات مفيدًا جدًا للأطفال إذا كان وقتًا مشتركًا يستمتع فيه الأطفال سويًا مع أولياء أمورهم، وإن كان من المستحسن تشجيع الحركة واللعب التفاعلي بدلاً من الشاشات والابتعاد تمامًا عن استخدام الشاشات غير الخاضع للإشراف.

للأطفال من عمر 3 إلى 6 سنوات

بالنسبة لمرحلة ما قبل المدرسة، يُنصح بالحد من وقت استخدام الشاشات إلى ما لا يزيد عن ساعة واحدة يوميًا مع الحرص على أن يكون ذلك خاضعًا للإشراف. اختر جهازاً واحد فقط ليستخدمه الطفل، مع إبقاء الوقت المسموح قصيراً، وقضاءه في مشاهدة مقاطع الكرتون القصيرة والمحتوى الذي تسهل مشاهدته. امنع جميع الألعاب عبر الإنترنت، باستثناء الألعاب اللوحية. حدد طقوسًا لوقت استخدام الشاشات، لكي تساعد الطفل على فهم متى يبدأ ومتى ينتهي. تجنب استخدام في غرف النوم، وقبل المدرسة، وأثناء تناول الوجبات، وقبل النوم. استخدم تطبيقات مراقبة وقت استخدام الشاشات في وضع حدود مقصودة ومعقولة.

مي زلط رئيسة قسم التعليم في حضانة بلوسوم

للمتخصصين بمجال التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة

بالنسبة إلى مَن يعملون مع الأطفال الصغار، بإمكان التكنلوجيا أن تحسّن من عملية التعلم، ولذلك، ينبغي للخبراء تثقيف أنفسهم وتعليم الأطفال التصفح الآمن، وسلامة الإنترنت، ومخاطر التنمر الإلكتروني. ويمكن الاعتماد عليها أيضاً لدعم عمل الخبير دون إشراك الأطفال بشكل مباشر.

في هذا الصدد، قالت مي زلط، رئيسة قسم التعليم في حضانة بلوسوم: "يمنح معلمونا الأولوية لتجارب البرمجة العملية على استخدام الشاشات الرقمية؛ حيث يشارك الأطفال بسن 3-5 سنوات، في مختبر الابتكار في البرشاء، ويتعلمون حل المشكلات بصورة تعاونية، من خلال اللعب والتجريب والعمل الجماعي. نحن نركز على التفاعل والتعاون، لأننا نؤمن بأنهما مفتاح تعزيز الإبداع والتفكير النقدي. ولدعم أولياء الأمور في تقليل وقت استخدام الشاشات في المنزل، نقدم لهم اقتراحات لأنشطة بديلة ونطلعهم على الأبحاث التي تسلط الضوء على أهمية الحد من تعرض الأطفال الصغار للشاشات".

خلاصة القول:

إن إدارة وقت تعرض الأطفال الصغار للشاشات الإلكترونية من خلال معرفة المدة الأمثل لاستخدام الشاشات هي جزء جوهري من تربية الأطفال في العصر الحديث. كما أن اتباع هذه الإرشادات، يساعد أولياء الأمور في التأكد على استخدام أطفالهم للشاشات بطريقة مفيدة وآمنة ويدعم نموهم الصحي؛ حيث يوفّر نهج بابيلو فاميلي إطارًا متينًا لإدخال الشاشات في حياة الأطفال بطريقة مدروسة؛ والحفاظ على استخدامها بشكل معتدل وممتع، والأهم من ذلك، بشكل آمن.