حوار خاص بـ"هي" مع ريهانا بعد تربعها على عرش مملكة "جادور": الأمومة وتأسيس عائلتي أفضل ما حصل في حياتي
مرة أخرى وبعد نحو خمس سنوات من لقائي معها أصحبكم اليوم مع هذه المبدعة الرائعة والمغنية الأكثر مبيعا في القرن الحادي والعشرين، والممثلة، والمصممة، ورائدة الأعمال "ريهانا" Rihanna التي تُعتبر من أكثر النساء المؤثرات عالميا، بكل ما تقدّمه من فنّها إلى أزيائها. وها هي اليوم وبخطوات واثقة تعبر مدخل القصر التاريخي"فرساي"، مغازلة ليله بغموض إطلالتها السوداء، قبل أن تتحول إلى ملكة خيالية تتلألأ من رأسها إلى قدميها، وتراقص ببريقها ذهب ديكوره وانعكاسات مراياه.
في الفيديو الخاص بعطر "جادور لور" الجديد، نتعرّف إلى ملهمته الجديدة "ريهانا"، التي ترافقها في كل مشاهده أغنية أطلقتها في سبتمبر 2016 بعنوان LOVE ON THE BRAIN. على أنغام صوتها العذب، تدخل بوابة "فرساي"، وهي مرتدية إطلالة سوداء بالكامل من "ديور" كنّا قد رأيناها فيها سابقا حين حضرت عرض الأزياء الراقية لربيع وصيف 2024 من الدار الفرنسية. أما في الجزء الثاني من الفيديو، فتظهر بإطلالة متناغمة مع دفء وجهها وخصلات شعرها العسلية، فتكتسي بفستان ذهبي مطرّز بالترترة من تصميم "ماريا غراتسيا كيوري"، وتزيّن عنقها بخيوط اللؤلؤ التي تبدو تحيّة إلى العقد اللؤلؤي الأيقوني الذي رأيناه في إطلالة سابقة لها ويعود إلى مجموعة أزياء راقية أرشيفية صممها "جون غاليانو" لدى دار "ديور" لموسم خريف 2007. وقبل أن تسير بين مياه قناته الكبرى، تتبختر "ريهانا" داخل قصر "فرساي" عبر المساحات الفاخرة لإحدى أشهر غرفه وأكثرها رمزية: قاعة المرايا! وتعكس هذه القاعة المذهّبة هالة لامعة تحتضن سطوع "ريهانا" التي نراها نفسها كما عرفناها دوما، ولكن في الوقت نفسه بطريقة لم نرها فيها من قبل.
عودة إلى البداية
كان لا بد لي من أن أسأل "ريهانا" عن التغييرات الكبيرة التي حصلت في حياتها الشخصية منذ لقائنا الأخير قبل خمسة أعوام، فقد دخلت في علاقة ثابتة مع شريكها مغني الراب "أيساب روكي"، وصارت أمّا لطفليها "ريزا" و"ريوت". وكان جوابها السريع والعفوي نابعا من القلب، حين قالت إن تأسيس عائلتها كان أفضل ما حصل في حياتها، وأمومتها هي أجمل أجزاء قصّتها. هي قصة حياة فتاة تملك موهبة فنّية استثنائية أوصلتها إلى مكانة النجمة والقدوة والأيقونة، وجمعتها بأهم الأسماء العالمية في مجالات الفن والموضة والجمال. وأما علاقة "ريهانا" بدار "ديور" تحديدا، فهي ليست جديدة أبدا، إذ صارت الفنانة المتعددة المواهب في عام 2015 أول سفيرة سمراء للدار، حين شاهدناها بطلة حملة "الحديقة السرّية الرابعة" التي صوّرها في الواقع "ستيفن كلاين" أيضا في أراضي قصر "فرساي".
وعن تجربة العمل مرة جديدة مع "ستيفن كلاين"، خصوصا في قصر "فرساي"، قالت: "أستمتع دائما بالعمل مع "ستيفن"، فعلى الرغم من كل ما أنجزه، ما زال شغوفا بفنّه شغفا حقيقيا ونقيا يشبه شغف الأطفال. ومن دواعي سروري العمل مع فنانين مثله. أما العودة إلى "فرساي" مع "ستيفن كلاين" ودار "ديور" فهي بمنزلة عودة إلى نقطة البداية، ومع فريق الأحلام".
بين الماضي والحاضر
من كلاسيكية المبنى الفرنسي العائد إلى القرن السابع عشر، إلى إطلالة "ريهانا" المعاصرة والعالمية الجاذبية، بنى "ستيفن كلاين" جسرا يعبر الأماكن والأزمان، في حملة مصوّرة تحكي أوّلا عن السحر الخالد لقارورة عطرية صمدت في وجه اختبار الزمن، وثانيا عن الطاقة المتجددة التي تنبض بها روح دار "ديور" وهي تدخل حقبة جديدة. في عتمة الليل، تتحوّل "ريهانا" إلى ملكة في مملكة من الذهب والنور تفرض أسلوبها الفريد الذي يحقق ما تصفه "ريهانا" بالحلم، الحلم بالذهب! فعن الفكرة الرئيسة خلف "ليلتها في فرساي"، تخبرنا نجمة "جادور": "الموضوع الأساسي هو حلم بالذهب. إن عطر "جادور" مرتبط ارتباطا وثيقا بالذهب، من خلال لونه وزجاجته وصورته في ذهن الناس. ولا يوجد مكان آخر في العالم يمكن أن تكون محاطا فيه بالذهب كما تكون في قصر فرساي".
كانت "ريهانا" سعيدة جدا بالعودة إلى "فرساي" الذي يجسّد في عينيها "الكثير من التاريخ وعظمة الفخامة الفرنسية". في هذا المكان الساحر، حيث كل شيء مدهش الجمال بحسب قولها، حظيت بفرصة التجوّل في الصباح الباكر: "كان ذلك شرفا وتجربة تخطف الأنفاس من البداية إلى النهاية".
خيوط الحلم الذهبي
حاكت دار "ديور" أول خيــــوط هــذا الــحــلــــم الــــذهبي قبل 25 عاما، حين أطـــلــقــــت عـــــطر "جــــادور" في 1999 فأحبّته نساء العالم منذ تلك اللحظة، وما زلن يعشقنه. تتذكّر "ريهانا" كيف كانت والدتها التي عملت في متجر للعطور تعود إلى المنزل ومعها قوارير عطرية شبه فارغة، من بينها "جادور": "لم يخلُ منزلنا من قارورة "جادور"، العطر الذي عرفته وأحببته منذ وقت بعيد". يحتلّ هذا الأريج العابر للصيحات والمواسم والسنين مكانا خاصا في قلب "ريهانا"، وتعرف أنه بعد أن رافق نساء العالم بتأثيره السحري، عاما بعد آخر، صار أكثر بكثير من مجرّد عطر، حاملا معاني عميقة لكل امرأة ترشّه، ومعيارا ذهبيا يبقى مرجعا في صناعة العطور الفاخرة. وتشدد "ريهانا" على قوّة العطر قائلة: "له قدرة كبيرة على منحنا الثقة بالنفس وإحياء الذكريات والسفر بالمخيلة إلى أماكن أخرى".
قصة نساء العطر
قـــارورة الــعــطـــــــر التي نــــــــرى "ريهانا" تحملها في الفيديو الإعلاني الجــــديـــــد هي قارورة التركيبة الحديثة "جادور لور" من تصوّر "فرانـــســيــــس كــــوردجـــيــــان" الــمــــشـــــرف على ابتكار عطــــور "ديور"، والذي اختار الحفـــــاظ على جوهر "جادور" الكلاسيكي نفسه وإهداءه باقة عصرية متــــجـــددة تــســلــــط ضوءا "ذهبيا" على جمال زهور "ديور" وغنـــاها: من زهــــر البرتقال إلى الياسمين، مرورا بورد "سنتيفوليا" أو الورد المئوي. وقد تم تحديث القارورة أيضا دون المساومة على عناصرها التصميمية الأيقونية التي تجعلنا نتعرّف إليها من النظرة الأولى. جريء، حــسّي، مشوّق.. هكذا هو عطر "جادور لور"، الذي كما تقول عنه "ريهانا": "إنه يجعل المرأة تشعر بأنها تستطيع أن تصبح ما تريد أن تكون عليه في أعماق أعماقها".
من إرث بني على مـــــدى 25 عـــامــــــا، وتـــألــقــــت فيه العارضة الشهيرة "كارمن كاس"، وبـعــدها الممثلة النـــجــمــــة "تــشــارلـــــيز ثيـــــرون"، تنطلــــق حملــــة عطر "جادور" مع أيقونة موسيقى البوب "ريهانا"، لتروي قصة كل نساء هذا العطر الأسطوري، وقصة تحاكي قصة "ريهانا" التي حلمت وحقـــــقت كل ما تـــريـــد بأنوثتها المتحررة والمستقلة والمنتصرة.