كيف تحدّت لوجينا صلاح مشكلة البهاق وفرضت حضورها في مسابقة ملكة جمال الكون 2024؟
المؤثرة وعارضة الأزياء لوجينا صلاح واحدة من النساء اللواتي أعدن تعريف الجمال، وشجعن الجميع على تقبل الإختلاف في بشرة الوجه بل والفخر به بدون أي خجل، حيث لم تحد إصابتها بالبهاق من طموحاتها واستعراض جمالها المختلف، وبهذا كسرت المعايير السائدة في مجتمعنا. وما كان لافتا بأن لوجينا رفعت شعار التصالح مع النفس وأطلت بكل شجاعة على جمهورها كما طبيعتها وبدون أن تخفي إصابتها، لإيفاد رسالة للجميع بأن يفتخرن بهويتهن الجمالية ويحتفلن بهذا الإختلاف بدون خجل. رسالة لوجينا صلاح وصلت الى المجتمع خاصة بعد إعلانها قبل أيام قليلة مشاركتها في منافسات مسابقة ملكة جمال الكون التي ستقام في المكسيك الشهر المقبل. وكانت لوجينا الحائزة على لقب ملكة جمال مصر للعام الجاري قد اشتهرت كناشطة تتحدث عن التحديات التي يواجهها مرضى البهاق في المجتمعات العربية، حيث أنها عانت لسنوات من التنمر بسبب المرض الذي أصابها في طفولتها. دعونا نلقي نظرة على إطلالاتها الجمالية التي عكست فيها روح الإختلاف بطريقة مميزة جعلتها واحدة من المؤثرات في العالم العربي.
لوجينا صلاح تستعد للمشاركة في مسابقة جمال الكون 2024
أعلنت لوجينا صلاح، صاحبة الـ 34 عاما، وهي عارضة أزياء، وأم لطفلة من زواج سابق، عن استعدادها للمشاركة في منافسات مسابقة ملكة جمال الكون التي ستقام في المكسيك الشهر المقبل. وأعربت في رسالة مكتوبة لها على انستغرام عن سعادتها الكبيرة بهذه المشاركة وفخرها بكسر المعايير الجمالية التقليدية حيث كتبت :" كوني شخصية عامة على وسائل التواصل الاجتماعي لم يكن ضمن خططي أن أمثل مصر لملكة جمال الكون"، وتتابع :"عندما كنت فنانة مكياج، وقررت مشاركة صورتي بدون مكياج وإظهار وجهي العاري على وسائل التواصل الاجتماعي، عندها بدأت في الحصول على المزيد من المتابعين، وتحولت إلى منصة قوية لإلهام الفتيات والنساء لكسر الصور النمطية، واليوم أصنع التاريخ بتواضع لأكون أول امرأة تعاني من حالة جلدية تفوز بمسابقة عالمية. وكوني أماً أثبتت أنه لا شيء يمكن أن يمنع المرأة من تحقيق أحلامها. وأعدكم بأنني سأستمر في كسر قالب معايير الجمال الضيقة ، وسأواصل رسالتي كقائدة تحويلية ملهمة وسنواصل معا كتابة التاريخ والارتفاع فوق الشدائد ...يسعدني أن أقدم مصر الحبيبة على المسرح العالمي، نراكم في المكسيك".
نظرة على الأساليب الجمالية لـ لوجينا صلاح
ثورة جمالية أحدثتها لوجينا صلاح من خلال تحدي المعايير السائدة في المجتمع، فجعلت اختلافها نقطة قوة لها وتميز في رحلتها نحو عالم الجمال والأزياء. تجرأت في العديد من إطلالاتها على انستغرام وفيسبوك، في إبراز ميزتها الجمالية من خلال اختلاف لون بشرتها التي تتضمن تباين بالألوان بفعل مرض البهاق، وحرصت على أن تكون هذه الخاصية سمة افتخار لها. بعدها، تكمل مكياجها بالأسلوب الذي تراه مناسبا، سواء من خلال تطبيق المكياج الترابي، او المكياج المواكب للموضة بألوانه الصارخة، مثل أحمر الشفاه القوي، ولا تجعل اختلافها بتباين لون البشرة عائقاً امام أي مكياج ترغب بتطبيقه على ملامحها، بل على العكس استغلت تباين البشرة لتتفن في رسم مكياج متفرد.
من الأساسيات التي تحب التركيز عليها في مكياجها، ابراز رموشها بالماسكارا السوداء، والكحل الأسود الداكن لتحديد العين، كونتور الشفاه البارز، والألوان الحيادية لأحمر الشفاه كما سترون من خلال الصور المرفقة.
كما تبرز جمال شعرها الكثيف بلون الداكن بالعديد من الموديلات المتنوعة بين الكلاسيكية والعصرية، مثل تسريحات الشعر المنسدل، والويفي والنصف رفعة، لتزداد إطلالاتها جمالاً وجاذبية متفردة.
من رسمات مكياجها المبتكرة، اخترنا لها إطلالتها بصيحة مكياج اللؤلؤ. حرصت هنا على ترك بشرتها بمظهرها الطبيعي مع التباين في اختلاف الجلد نتيجة اصابتها بمرض البهاق الجلدي، وهي ميزة جعلتها تنتفض على المفاهيم السائدة في عالمج الجمال، وتحاول من خلال اطلالاتها عدم اخفاء هذه المشكلة الجلدية لتوجه رسالة للجميع بأن عليهم تقبل الإختلاف.
زينت وجهها بحبات اللؤلؤ بطريقة فنية محترفة على الخدين وعلى الجبين وجانب الوجه، وهي صيحة شاهدناها في عروض الأزياء الماضية وما تزال رائجة. ونسقت مع هذا اللوك صيحة كونتور الشفاه البني مع احمر الشفاه البرونزي، لتبدو ملامحها جذابة وفائضة ثقة وتمرد على المفاهيم الجمالية السائدة.
اختارت مع هذا اللوك، تسريحة شعر عصرية بتصفيفة الشعر المرفوع للأعلى بالكعكة الضخمة، مع مقدمة الشعر المبلل وبعض الخصلات "بيبي هير" التي طوعتها بشكل فني على جبينها بأسلوب دوائر الريترو، كما استعانت بحبات اللؤلؤ الأبيض لتزيين مقدمة شعرها.
معلومات عن لوجينا صلاح ورحلتها مع مرض البهاق
لوجينا تروي تفاصيل قصتها عبر الإعلام وتقول إن رحلتها مع المرض بدأت عندما كان عمرها 8 سنوات، حيث اكتشفت أنها تعاني من مرض الصدفية وهو مرض يهاجم الجهاز المناعي للجسم، مضيفة أن المرض هاجم الخلايا الخاصة بجلدها، حتى بدأ في التقشير، ثم خاضت معه معركة طويلة من العلاج بالكورتيزون.
العلاج أثمر عن اختفاء الصدفية، لكن ظهرت بقع بيضاء على وجهها ثم جسدها خلال أسبوع فقط، وفوجئت بالطبيب يخبرها أنها مصابة بالبهاق وأنه لا يوجد علاج لهذا المرض، مؤكدا لها أنه يوجد فقط بعض الأدوية ولكن نتائجها غير مضمونة. تقول لوجينا إنها بسبب هذا المرض تعرضت للتنمر، إلا أن والديها وقفوا بجانبها ودعموها نفسيا لمواجهة محنتها.
وتكشف لوجينا أنها بدأت في سن المراهقة في استخدام مساحيق التجميل لتخفي مرضها، وتعلمت كيفية مزج الماكياج لكي يظهر بالشكل الذي يتناسب مع لون بشرتها، ومن هنا بدأت تنجذب لمهنة التجميل وتتفاعل معها، لكنها لاحقاً غيرت مفهومها للجمال وبدأت بتقبل شكلها قائلة: "ربنا ميزني بهذا المرض فيجب أن أتقبل ذاتي ولا أحاول أن أخفيه" لتبدأ ثورتها على معايير الجمال السائدة، وتوجهت لأميركا لدراسة المكياج والتجميل وبالفعل أتمت دراسته وعادت لمصر لتمارس مهنتها المفضلة.
لوجينا تدعو النساء بعدم تقييم أنفسهم من خلال نظرة المجتمع أو من خلال السوشيال ميديا، وتشدد على ضرورة تقبل الذات ومناهضة القواعد الجمالية المفروض علينا كنساء، والاهتمام أكثر بالنجاح وتطوير النفس والشخصية.
مصدر الصور من حساب لوجينا صلاح على انستغرام.