وراء الأضواء: قصة جوستين ويلسون شاركت في بناء امبراطورية أيلون ماسك وخرجت خالية الوفاض
مع أنها لم تعد تتكلم في الموضوع، وتعيش حياتها لأولادها وأدبها ومؤلفاتها؛ لا تزال جوستين ويلسون زوجة أيلون ماسك السابقة مثار فضول الكثيرين. لأن حياتها الزوجية السابقة مع الملياردير الأمريكي المثير للجدل أيلون ماسك تعطي ملمحًا عن شخصيته وطريقة تعامله مع أقرب المقربين منه.
جوستين ويلسون المولودة في بيتربورو، أونتاريو، 2 سبتمبر 1972. وخريجة جامعة كوينز في كينغستون، في الأدب الإنجليزي. تزوجت أيلون ماسك في يناير 2000.ومن خلال التلقيح الصناعي، أنجبت توأمين في عام 2004 وثلاثة توائم في عام 2006. وفي سبتمبر 2008، أعلنت أنها وماسك سيحصلان على الطلاق وسيتقاسمان حضانة أطفالهما.
جوستين ويلسون وأيلون ماسك .. علاقة سامة
من خلال لقاءاتها الصحفية القليلة وكتاباتها في الصحف الكندية والأمريكية حكت جوستين ويلسون عن العلاقة السامة التي جمعتها بأيلون ماسك. وكم كان أنانيًا ومتحكمًا إلى درجة فرض لون شعرها عليها. ووقف في وجه طموحها أن تصبح كاتبة، فارضًا عليها أن تتفرغ لتربية أولادهما الخمسة فيما كان حرًا بطريقة مبالغ فيها. لدرجة مرور أشهر قبل أن يعود إلى المنزل في كل مرة يغيب فيها عن أسرته سواء للعمل أو الترفيه وقضاء الوقت مع أصدقائه وصديقاته.
مشيرة إلى وصفه لنفسه بأنه "الألفا" في العلاقة، وضغطه عليها لتصبح "البيتا" ومع ذلك ظلت تمارس دورها كـ"زوجة سابقة نموذجية". وكانت على علاقة جيدة مع زوجة ماسك الثانية، تالولا رايلي، إلى أن انفصلت هي الأخرى 2012. ورغم طلاقها؛ ظلت جوستين محتفظة بلقب "ماسك" لتتمكن من إبقاء أولادها إلى جوارها. مع أنه في سنة 2022، قامت إحدى توائمهما، فيفيان، بتغيير اسمها إلى "ويلسون" لقبًا لها بدلا من ماسك لأنها لم تعد ترغب في الارتباط بوالدها.
الكاتبة جوستين ويلسون .. مسيرة إبداع
خلال زواجها كتبت جوستين ويلسون معظم أعمالها الإبداعية: ملاك الدم BloodAngel 2005. وغير مدعو 2007. وسيد العظام 2008. وأحتاج المزيد منك2009 ومجموعة قصصية بعنوان "ضياع" 2010. فيما لم تكتب على مدى 14 سنة إلا قصة واحد هي "فتاة كندية من بلدة صغيرة" 2016.
لكنها في العموم متفرغة للتدريس والتعليم ورعاية أولادها والاهتمام بهم وتوجيههم وتعليمهم. وتقضي معظم وقتها في قراءة الأدب من روايات ودواوين والتعليق على ما تقرأ في مدونتها الشخصية. كما أنها عضوة نشطة في الأنشطة الثقافية المجتمعية في محل إقامتها. وهي على عكس طليقها غير مهتمة بالشهرة أو الأضواء وتفضل الهدوء وحياة الدعة.
شخصية عصامية
جوستين ويلسون شخصية عصامية اعتمدت على نفسها في كسب رزقها ولم تأخذ أي أموال من ماسك "رغم محاولتها ذلك". كما أنها لا تنفي أنها كانت ساذجة حين تنازلت عن كل حقوقها المالية حين وثقّت زواجها من ماسك. ولم تأخذ أي أموال تعويض بعد الطلاق رغم ثروة طليقها الخيالية. وقالت إنه دفعها للتوقيع على التنازل عن حقوقها المالية "قال إنها ليست اتفاقية ما قبل الزواج، لذا وثقت به". ومع مرور سنوات وسنوات على قضية اقتسام الثروة بين جوستين وأيلون في المحاكم إلا أنها لم تخرج منها بأي شيء.
وقد حكت جوستين كيف طلب منها إيلون، الذي كان في المراحل الأولى من بناء إمبراطوريته، والذي سيصبح فيما بعد أغنى رجل في العالم، التوقيع على "اتفاقية مالية" قبل شهرين فقط من زفافهما سنة 2000.وقد صاغ إيلون الاتفاقية على أنها شيء أراد مجلس إدارة شركته أن يوقعا عليه، قائلاً: "إنه ليس اتفاق ما قبل الزواج".
تنازل وثقة
ووقعت جوستين على الوثيقة دون أن تفهم تداعياتها بالكامل. وذلك لأنها كانت تثق في زوجها المستقبلي. وتتذكر قائلة: "لقد وثقت بزوجي، فلماذا تزوجته إذن؟. وقلت لنفسي إن هذا لا يهم"، وهو القرار الذي كان له عواقب بعيدة المدى.
"لقد تنازلت فعليًا عن كل حقوقي كشخص متزوج، بما في ذلك أي مطالبة بالممتلكات المشتركة باستثناء منزلنا.والذي كان من المقرر أن يُمنح باسمي بمجرد أن ننجب طفلًا"، ثم أدركت جوستين لاحقًا أن هذا الاتفاق قيد حقوقها المالية، ولم يترك لها سوى منزلهما المشترك.
رحلة نجاح أيلون وجوستين
حين استحوذت شركة إيباي على شركة باي بال في عام 2002، كانت ثروة إيلون ماسك قد ارتفعت إلى أكثر من 100 مليون دولار، الأمر الذي أدى إلى اتساع الفجوة المالية بين الزوجين. وتقول جوستين ويلسون: "لقد حول معظم ثروته الجديدة إلى شركته الثانية، وهي مؤسسة مصرفية عبر الإنترنت، X.com، والتي أصبحت فيما بعد باي بال".
وتتذكر كيف جمعا ثروة هائلة وأسلوب الحياة الذي أعقب ذلك. فقد تحول منزلهما إلى عقار مساحته 6000 قدم مربع في منطقة بيل إير، وكانت رحلاتهما تشمل الطيران على متن طائرة إيلون الخاصة. وتتذكر قائلة: "عندما كنا نسافر، كنا نقود السيارة إلى المطار حتى نصل إلى طائرة إيلون الخاصة، حيث قدمت لنا مضيفة طيران خاصة الشمبانيا".
رحلة في الصقيع
مع تقدم الزواج، تصف جوستين شعورها المتزايد بالتهميش والضغوط التي تتعرض لها لتكون دائما في الظل. ويكون هو تحت الأضواء ولتظل ثروته المتنامية بعيدة عنها. كما أنها شعرت مرارا وتكرارا بـ"الرخص"، وهي ترى أصدقاء أيلون ماسك يصطحبون كل مرة المزيد من الفتيات في الحفلات والرحلات. وشعرت وكأنها واحدة من أولئك الفتيات اللواتي يتم تغييرهن مثلما يتم تغيير السيارات والساعات وباقي الاكسسوارات. لكنها استمرت في دعم مشاريعه المتنامية والتكيف مع نمط حياتهما المتطور ونزواته التي لا تنتهي.
وبعد سنوات، ومع اقتراب زواجهما من نهايته، نظرت جوستين إلى خياراتها والعواقب المالية المترتبة على تلك الوثيقة التي وقعتها في وقت مبكر. فوجدت أنها ستخرج صفرة الوفاض، فوافقت ولم تتردد، ولم تكن لتسمح لنفسها بالانحدار إلى صراع قضائي وإعلامي سيقضي على سمعتها وسمعة أولادها.
ذكريات ما قبل الزواج
تحكي جوستين ويلسون أنها عندما قابلت إيلون لأول مرة، كانت كاتبة طموحة في سنتها الجامعية الأولى في جامعة كوينز في أونتاريو بكندا. وأنها نشأت في بلدة صغيرة وكانت أتعافى من حالة صعبة من حب سابق مع الرجل أكبر منها سنًا تركته وراءها لتلتحق بالجامعة. وتشير إلى أنها أحببت الأكبر سنًا، كما أحبت الشعروالتمرد والمعاناة!. ثم أحببتالرجل الذي ركن دراجته النارية تحت نافذة غرفتها في السكن الجامعي ونادى باسمها عبر الشفق وكأنه روميو مرتديًا سترة جلدية بنية داكنة.
وعن لقائها الأول بأيلون تقول جوستين ويلسون: كان زميلاً لي في الدراسة يسبقني بعام. وكان فتى أنيق المظهر من الطبقة العليا يتحدث بلهجة جنوب أفريقية. وظهر أمامي ذات مساء بينما كنت أصعد درجات السلم إلى مسكني. قال لي إننا التقينا في حفل لم أحضره من قبل!. ثم دعاها لتناول الآيس كريم فوافقت، لكنها تجاهلته بعد ذلك. وبعد عدة ساعات، بينما كانت مكبّةً على نصٍ لها باللغة الإسبانية في غرفة شديدة الحرارة في بيت الطلاب، سمعت سعالاً مهذباً خلفها. وكان إيلون يبتسم بشكل محرج، وكان يقطر من يديه مخروطان من الآيس كريم برقائق الشوكولاتة. وبدا وكأنه ليس من النوع الذي يقبل الرفض كإجابة.
نهاية معتادة
مع أنها لم تظفر بالكثير من زوجها، أغنى رجل في العالم، إلا أنها تعيش في سلام نفسي واستقرار عقلي. كما أن لديها عالمها الخاص مع أولادها وأصدقائها. أصدقائها الذين يحبون الكتب والقراءة أكثر من المال والنساء.