لماذا تخشى النساء دائمًا مرحلة انقطاع الطمث؟ خبيرٌ يجيب على هذا السؤال
اليوم العالمي لانقطاع الطمث، أو يوم سن اليأس العالمي كما يُطلق عليه؛ يُقام كل عام في 18 من شهر أكتوبر بإيعازِ من الجمعية الدولية لسن اليأس IMS. والغرض من هذا اليوم هو زيادة الوعي بانقطاع الطمث وخيارات الدعم المتاحة لتحسين الصحة والعافية؛ كما أنه حملةٌ عالمية تهدف إلى زيادة الوعي حول التحديات الجسدية والعاطفية التي تواجهها النساء أثناء مرحلة انقطاع الطمث. وبينما هذه المرحلة الطبيعية في حياة المرأة لا يمكن تجنَبها، إلا أن الأعراض يمكن أن تكون مخيفةً للبعض، بسبب عدم التثقيف الضروري والصحيح والتحضَر اللازم لتلك المرحلة.
ما هو انقطاع الطمث؟
يحدد انقطاع الطمث جراء انتهاء دورات الحيض؛ ويتم تشخيص ذلك بعد مرور 12 شهرًا من دون دورةٍ شهرية. ويمكن حدوث انقطاع الطمث في حدود 40 أو 50 عامًا، إلا أن متوسط العمر هو 51 عامًا في الولايات المتحدة.
انقطاع الطمث هو عمليةٌ حيوية طبيعية؛ ولكن يمكن للأعراض البدنية، مثل الهبّات الساخنة والأعراض النفسية لانقطاع الطمث، أن تؤثر على جودة النوم أو تتسبببخفض الطاقة أو التأثير في الصحة النفسية. لكن الخبر المفرح، أن هناك العديد من العلاجات المتاحة، بدءًا من تغييرات نمط الحياة إلى العلاج الهرموني.
بشكلٍ عام، تخشى معظم النساء مرحلة انقطاع الطمث فقط بسبب الشكوك التي تظل غير مُفسرة أو معروفة. وينشأ جزءٌ كبير من خوفهنَ من انقطاع الطمث، جراءالنقص العام في المعرفة والوعي. وعلى الرغم من أن كل امرأة فريدةٌ في تجربتها مع انقطاع الطمث، فإن هذا الغياب للمعلومات المشتركة والمُتسقة، يضيف إلى عنصر عدم اليقين. وغالبًا ما تكون التغيرات الجسدية والعاطفية التي تحدث طوال فترة انقطاع الطمث، بما في ذلك الأعراض المختلفة، مثل الهبات الساخنة وتقلبات المزاج واضطرابات النوم؛ غير معروفة أو غير مفهومة تمامًا. ثم يخلق ذلك قلقًا بشأن المجهول، ما يؤدي إلى الخوف.
يمكن التقليل من هذا الخوف بشكل أفضل من خلال زيادة وعي الجمهور وتثقيفه. وإذا تم تثقيف النساء، أي تلقَي المعلومات الصحيحة - إما عن طريق الاستشارة أو مجموعات الدعم أو الأدوات التعليمية – فإنه بإمكانهنَ التقدم خلال انقطاع الطمث بثقة وليس بالخوف. يساعد التعليم والطمأنينة من الآخرين بأن تجربتهنَ ستختلف عن البقية،في تقليل الخوف والارتباك.
للإضاءة على هذه المخاوف المرتبطة بشكلٍ أساسي بقلة معرفة السيدات حول ما يمكن توقعه قبل وخلال فترة انقطاع الطمث؛ تحدثنا إلى هرميك سينغ؛ مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة Plan B ، رئيس سباق الجري النسائي ومؤسس قمة سن اليأس في دول مجلس التعاون الخليجي الذي أجاب مشكورًا على الأسئلة التالية..
كيف يمكن إعادة برمجة أفكارنا للتعامل بشكلٍ أفضل مع مرحلة انقطاع الطمث؟
إن إدارة مرحلة انقطاع الطمث بشكلٍ أفضل، لابد أن تبدأ بتغييرٍ جذري في المواقف. ولابد من تعزيز قنوات الاتصال المفتوحة، وخلق قدرٍأكبر من الوعي. تزدهر النساء عندما يتم تبادل القصص الناجحة المتعلقة بالانتقال عبر المراحل المختلفة؛وتُعدَ القصص حول التغلب على الأعراض أو تحقيق التوازن بين الرفاهية العاطفية والجسدية، هي مصادر رائعة للتوجيه والطمأنينة.
من المهم للغاية بناء بيئةٍ، حيث تشعر النساء بأنهنَ قادرات على مناقشة المشاكل والحلول والتجارب التي تواجههنَ. إن مجرد حقيقة أن هذه المرحلة تُشكَل إحدى المراحل الطبيعية في الحياة، تحول دون أن تتحولإلى حالة مأزومة. إن تبادل المعلومات حول الطرق التي أثبتت نجاحها مع الآخرين، واحتضان التعليم والوعي والحكمة بشكلٍ جماعي، من شأنه أن يمكّن المزيد من النساء من مواجهة انقطاع الطمث بمزيدٍ من المرونة والتفاؤل.
ما مدى وعي الفتيات والنساء الصغيرات بمرحلة انقطاع الطمث؟
على الرغم من التقدم والدعاية حول انقطاع الطمث في السنوات الأخيرة، وخاصةً بالنسبة للنساء الأصغر سنًا في معظم المجتمعات؛ إلا أن الحديث عنه لا يزال يبدو محظورًا إلى حدٍ ما. لقد تغيَر هذا النوع من التفكير، من الوسائل المُحافظة التي لا تتحدث عن ذلك، مع الحداثة نحو الوسائل التقدمية - إن تشجيع المحادثات بين الفتيات والنساء اليوم يتماشى أكثر مع ما يقوله المختصون في هذا الشأن، ولكن يبقى هناك الكثير من اللغط لإخراجه إلى العلن وتصحيحه.
من المهم أيضًا أن نتذكر أن كل امرأة تختلف عن الأخريات، لذلك لا يوجد أسلوبٌ واحد يناسب الجميع، عندما يتعلق الأمر بانقطاع الطمث. إن التوصل إلى المحادثات مع الأطباء، وخطط الرعاية الصحية المخصصة، والمعلومات المناسبة، من شأنه أن يساهم بشكلٍ كبير في كسر الصور النمطية حول السنَ وإعدادهنَ وفقًا لذلك بالمعرفة والدعم.
كيف ينبغي للمرأة أن تستعد لمرحلة انقطاع الطمث منذ سنٍ مبكرة (الطعام، وممارسة الرياضة، والرفاهية، وما إلى ذلك)؟
يبدأ الاستعداد لانقطاع الطمث مبكرًا بالصحة العامة والعافية. يدعم هرمون DHT ويحافظ على صحة العظام، والتي يمكن إدارتها عند اتباع نظامٍ غذائي متوازن، مدعومًا بتناول العناصر الغذائية الأساسية مثل الكالسيوم وفيتامين د والفيتوستروجين، والتي يمكن أن تتوفر من خلال فول الصويا أو مصادر غذائية أخرى. النشاط البدني المنتظم، وبصرف النظر عن الوصول إلى وزنٍ أكثر صحة، لا يزال وسيلةً رائعة لتجنب أمراض القلب وهشاشة العظام أثناء انقطاع الطمث.
سيكون من المهم بنفس القدر، الاعتناءبالجوانب العاطفية والعقلية أيضًا. إن اليقظة، وإدارة التوتر من خلال اليوغا أو التأمل، وإقامة علاقات اجتماعية قوية؛ يمكن أن يُثبت أنها تعمل في انتقالٍ أسهل بكثير نحو انقطاع الطمث، طالما أن الرعاية المناسبة لصحتنا الجسدية والعقلية مضمونة. والرعاية المناسبة هي التي ستُجهَزنا لمواجهة انقطاع الطمث.
ختام القول؛ أن البدء بالاطلاع على كافة معلومات مرحلة انقطاع الطمث والتباحث فيها مع المختصين ومن سبق لهنَ المرور بذات التجربة، يُسهَل كثيرًا على السيدة ولوجو هذه المرحلة دون خوفٍ أو قلة دراية. كما أن الاستعداد الجسدي والنفسي من سنٍ مبكرة، يُسهمان في تعزيز الجسد لتحمل أية أعراضٍ قد تُصاحب انقطاع الطمث مثل الهبات الساخنة وغيرها.
لذا بادري عزيزتي، لاتخاذ كافة التدابير المطلوبة لتحضير نفسكِ وبناتكِ لمرحلة انقطاع الطمث التي لا مناص منها؛ كي تنعمي براحةٍ وعدم خوف منها، وكي تكون على استعداد لكل ما تحمله من آثارٍ سلبية على صحتكِ البدنية والنفسية. وقومي بالتحدث إلى طبيبتكِ الخاصة والاستماع لتجارب نساء سابقة في هذا الخصوص، لتكوين فكرةٍ أكبر وأوضح عن انقطاع الطمث.