140 عاما من Breitling... جورج كيرن في حديث خاص لـ"هي": بعد أن كنّا علامة لساعات الطيّارين فقط صرنا اليوم للجو والبرّ والبحر
سويسرا: Adnan Alkateb
خلال رحلتي الشهر الماضي مع دار الساعات الشهيرة "بريتلينغ" إلى مدينة زيوريخ السويسرية، حيث زرت متحفها الرائع، وقبلها إلى العاصمة جنيف، حيث زرت بوتيكها ومطعمها المجاور، واطّلعت على أحدث تصاميمها، واختبرت أجواءها النابضة بالحركة والطاقة والحياة، التقيت مرتين في جلستين غنيتين مع رئيسها التنفيذي المبدع والشغوف "جورج كيرن" Georges Kern، والذي كنت قد التقيته أيضا في نيويورك قبل نحو عام (عند إطلاق ساعتين جديدتين "نافيتايمر 32 و36"، كما التقيت هناك مع الوجه الإعلاني للدار النجمة الساحرة "تشارليز ثيرون"). وفي كل مرة ألتقي هذا الخبير والشغوف بعمله أخرج سعيدا ومعجبا به أكثر، فهو يضيف إلى جعبتي المزيد من المعلومات الغنية.
في لقائنا الأخير عبر لي "جورج" عن إعجابه بكل ما تشهده وتحققه السعودية اليوم، وعن رغبته في زيارتها من جديد، وأكد أنه سعيد بمشاركتنا والدار في مناسبتنا السنوية المهمة "هي هب". ونحن أيضا في "هي" سعيدون أيضا باستقباله ودار "بريتلينغ" التي تجمع في تاريخها وحاضرها بين الكلاسيكي والعصري في سيمفونية استثنائية غنية بالجمال المتكامل، وترفع باستمرار معايير صناعتها وتعتز بأنها من الدور المستقلة القليلة التي تتحكم تماما بتصميم وتصنيع ساعاتها.
كيف تحتفل دار "بريتلينغ" هذا العام بالذكرى الـ 140 لتأسيسها؟
نحن سعداء للغاية بالاحتفال بهذا اليوبيل الكبير لتأسيس الدار، وسيكون كل ما نفعله خلال هذه السنة، فيما يتعلّق بالمنتجات والفعاليات والحملات، مرتبطا بهذه الذكرى، ومندرجا تحت عنوان "140 عاما من الإبداعات الأولى من نــوعــهــــا" . على سـبــيــــل المــثــــــال، استقبلنا اليوم في جينيف المغامر "بيرتران بيكار"، وقـــد وضــعنــــا أيـــضـــا إلى جـــانـــب بوتيكنا ومطعمنا Breitling Kitchen تصميم منـــطاد كبير Orbiter 2، في تحية إلى منطاد "أوربيتر3" الذي طار حول العالم قبل 25 عاما بدعم من "بريتلينغ"، وهي رحلة تاريخية نكرّمها أيضا من خلال ساعة يد جديدة صممناها خصيصا لها.
ما أهم الإنــجــازات التي كــانــــت فيـــهـــا "بــريــتــليــنــــغ" الأولى والرائدة؟ وكيف تسلّطون الضوء عليها؟
نلقي الضوء مع أولى منتجات "بريتلينغ" المعروفة والأقل شهــــرة على إنــجــازاتــنـــا وريـــادتــنــــا من خـــــلال مشــــاركة قصص مهمة من تاريخنا، وأيضا من خلال معرض سيـــجول العالم، وسنــطــلــــق كتابا بعنوان "140 عاما في 140 قـــــصة" يحتفل بيوبــيـــل الـ140 عـــامــــا مع أول منتــجـــات بريتـــلــيـنـــــغ. وبالنسبة إلى الإبداعات التي حققت من خلالها "بريتلينغ" إنجازات كانت الأولى من نوعها، هناك على سبيل المثال الرحلة التي ذكرتُها بمنطاد "أوربيتر"، والتي أجراها "بيرتران بيكار"، وكانت أول رحلة حول العالم تكتمل في منطاد. وكيف ننسى الكرونوغراف المرتبط ارتباطا قويا بتاريخ "بريتلينغ"، فإن كل ما نعرفه اليوم عن الكرونوغراف العصري يأتي من عائلة "بريتلينغ" وأجيالها الثلاثة الذين وضعوا أسس الدار وركائز عملها.
نحن موجودان الآن في بوتيك ومطعم "بريتلينغ" في جنيف. بماذا يتميز هذا العنوان؟ ولماذا يتهافت الناس على زيارته؟
نعم، نحن في مكان مشوّق للغاية، وهو بوتيك الدار ومطعمها! لدينا أصدقاء كثر، يأتون إلينا على مدار الساعة، ويمضون وقتا ممتعا بضيافتنا. الأجواء مريحة للغاية، وغير رسمية أبدا، ويتحول العنوان إلى مكان حيويّ وديناميكي في الليل، حيث نختلط بزبائننا ونتفاعل معهم بطرق جديدة ومبتكرة.
ماذا تغيّر منذ لقائنا في نيويورك حين كشفتم النقاب عن أحدث ساعاتكم النسائية مع وجهها الإعلاني "تشارليز ثيرون"؟
ازدادت مبيعاتنا من الساعات النسائية بشكل كبير، ونمت فئة هذه الساعات لدينا نموّا هائلا. ولا أقصد فقط ساعات "نافيتايمر"، بل هناك أيضا ثمار تعاوننا الرائع والناجح جدا مع مصممة الأزياء "فيكتوريا بيكهام". كانت أصداء هذا التعاون وتجربة العمل عليه رائعة، وقد ساعدنا ذلك في نشر الوعي حول ساعاتنا النسائية التي تمثل حاليا نحو 12 في المئة من مبيعاتنا الإجمالية، بعد أن كانت نسبتها صفرا قبل ست أو سبع سنوات! ونتوقع أن تزداد هذه النسبة مع "نافيتايمر" و"كرونومات"، وبفضل تعاوننا مع "تشارليز ثيرون"، ومشاريع التعاون الآتية لتصميم ساعات نسائية جديدة.
فيما يتعلق بـ"بريتلينغ" والمرأة العربية، كيف تجد مبيعات ساعاتكم النسائية في منطقة الشرق الأوسط؟ وهل لديكم خطط معينة لهذه السوق الإقليمية؟
نلقى نجاحا رائعا مع زبوناتنا في الشرق الأوسط. ونعرف أن المستهلكين في الشرق الأوسط يحبّون ما هو فريد وحصري ومحدود الإصدار. وأنا متأكد من أنه يمكننا إيجاد الشيء المناسب لهم. عموما، لدينا مشاريع كثيرة قيد التنفيذ، وما أعتقد أنه سيهمّ العميل الشرق أوسطي جدا هو ما سنقدّمه تحت راية علامة "يونيفرسال جنيف" التي استحوذنا عليها، وسنعيد إطلاقها بوصول عام 2026 مع ساعات جذابة وعصرية للغاية.
جودة ساعات "بريتلينغ" استثنائية بالفعل، لكن نقاط تسعيرها لا تعكس هذا الواقع. لماذا لا ترفعون أسعار ساعاتكم؟
نحن اليوم موجودون في مكان جيد جدا. معدل أسعارنا هو 7200 دولار أمريكي، وهناك علامتان أو ثلاث علامات كبرى في هذه الفئة. رفعنا أسعارنا المتوسطة، ولكن لا يمكن أن نبالغ في تمديد نطاق العلامة بشكل لا متناهٍ، وهذا ما دفعنا أيضا إلى شراء "يونيفرسال جنيف" التي ستبدأ أسعار ساعاتها من 12 ألفا أو 13 ألف دولار أمريكي. ففي النهاية، علينا الحفاظ على حمضنا النووي وتموضعنا، وإن أردنا فعل شيء مختلف، فعلينا فعل ذلك مع علامة أخرى.
لا تنتمي "بريتلينغ" إلى مجموعة ضخمة معينة مثل "إل في إم إتش" أو "ريتشموند"، فهل هذا يشكل تحدّيا بالنسبة إليكم؟
سواء انتميت إلى مجموعة معيّنة أم لا، هناك دائما حسنات وسيئات. ما من قوة سحرية في المجموعات الضخمة، بل من يشرف عليها هم مديرون فرديون، وإن عملها يجمع الأداء الــفـــردي لكل مـــديــــــر، فتـــكـــون هــنــــاك في المجــمــوعــــة الواحدة علامات تجارية ناجحة، وأخرى أقل نجاحا. لو نظرنا إلى السنوات الأخيرة، لوجدنا أن "بريتلينغ" نجحت في تجاوز علامات كثيرة، لتصبح من بين أفضل عشر علامات في قطاعها، وذلك لأن لدينا استراتيجية واضحة ومثبتة تسمح لنا بمواصلة توسيع نطاق أعمالنا لنكون من بين العلامات الخمس الأفضل في العالم.
ما أهم إيجابيات الاستقلالية برأيك؟
حين تكون مستقلا، تعمل بشكل أسرع. وهو ما نرى تداعيـــاتــــه خــصــوصــــا بــعـــد "كوفيـــد"، حين بدأت العلامات المستقلة تحتل حصصا أكبر في الــسوق بدلا من العلامات المنتمية إلى مجموعات. والسبـــب هو سرعتها، ومرونتها، وتفاعليتها، إذ يجري اتّخاذ القرارات بسرعة وبساطة أكبر، وقد تستمر اجتماعاتنا أو نقاشاتنا أحيانا بضع دقائق أو حتى ثوانٍ، ويخرج القرار!
ما التحدّي التالي أمامك؟ وما الذي يمكننا توقعه من "بريتلينغ" في المستقبل القريب؟
هناك دائما مجموعات جديدة، ونحن دائما في صدد العمل عليها. اليوم، لدينا استراتيجية مثبتة النجاح، ولذلك علينا أن نفـــعـــل الــمــزيـــد من الــــشيء نفسه. هناك علامات تفعل الشيء نفسه منذ عقود، ولكن بطريقة متقنة وجيدة، وما نفعله نحن الآن هو الالتزام باستراتيجيتنا الناجحة. أعتقد أن بإمكاننا مضاعفة مبيعاتنا مرتين أو ثلاث مرات، وذلك بتماسك واستمرارية، ولكن أيضا بالكثير من التشويق واللمسات الجديدة المبتكرة.
ما حلمك لدار "بريتلينغ"؟
لا أحلم، بل أنا رجل واقعي جدا. برأيي، يمكننا بسهولة أن نكون من بين العلامات الخمس الأفضل في العالم، ويجب أن نكون كذلك لأننا نملك كل المقومات. وسنصل إلى هذه المكانة، فالمسألة الآن هي فقط مسألة إنضاج العلامة.
ماذا عن استراتيجيتك لفتح متاجر جديدة؟
عدد بوتيكاتنا اليوم هو 270، وأعتقد أن هذا الرقم سيزيد ويصل إلى 350 عنوانا حول العالم. أهم ما علينا فعله حاليا هو تعريف فئة العملاء المستهدفة لـ"بريتلينغ" الجديدة، والتي لا يعرفها معظمهم. فقد غيّرنا استراتيجيتنا قبل بضع سنوات، بعد أن كنّا علامة لساعات الطيّارين فقط، وصرنا أكثر كثيرا من ذلك: لدينا الجو والبرّ والبحر. وهذا هو تماما ما علينا التحدّث عنه وإيصاله إلى فئة المستهلكين التي نستهدفها، لأن نسبة 10 أو 15 في المئة فقط منها تعرف ذلك، وهو ما يعني أن 85 في المئة منهم لا يعرفون، ونراهم يتفاجؤون وينبهرون حين يكتشفون ما هي عليه "بريتلينغ" اليـــوم. إذا، من المـــهـــــم جـــدا نــشــــر الـــوعي حــــول "بريتلينغ" الجديدة، وهذا هو تماما ما سنفعله في السنوات التالية.
دار مرموقة
من مشغل ساعات متواضع أنشأه "ليون بريتلينغ" في بلدة "سانت إيمييه" السويسرية، إلى إحدى أهم علامات صناعة الساعات في العالم.. إنها رحلة "بريتلينغ" Breitling، رحلة 140 عاما من الإبداع والابتكار والريادة. مع سلسلة من المنتجات والنشاطات والمبادرات، تحتفل الدار السويسرية المرموقة هذا العام بالذكرى الـ140 لتأسيسها، من خلال فعاليات عديدة ومعرض عالمي وكتاب غني بالوثائق والصور النادرة، فتشاركنا قصصا وإنجازات ومحطات مهمّة من تاريخها الذي بدأ في عام 1884، وأسهم بشكل كبير في تشكيل تاريخ صناعة الساعات كما نعرفه اليوم. وقد اختارت مثلا تكريم مغامرة "بريتلينغ أوربيتر 3"، التي كانت أول رحلة حول العالم تقام بالمنطاد دون توقف، وجرت مع "بيرتران بيكار" و"بريان جونز" في عام 1999 بدعم من دار "بريتلينغ"؛ وبمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لهذه الرحلة من دون توقف حول العالم، صممت ساعة Aerospace B70 Orbiter الجديدة المستوحاة من تلك اللحظة الأيقونية بحركة Breitling Manufacture Caliber B70. والمصممة حديثا والمعتمدة من قبل COSC، وهي حركة عرض تناظرية ورقمية ™SuperQuartz ذات تعويض حراري توفر دقة 10 أضعاف دقة ساعة الكوارتز القياسية. أما الهيكل، فمستوحى بألوانه من ذلك المنطاد الشهير، والأهم في ذلك أنه يحمل قطعة صغيرة من المنطاد الأصلي يمكن رؤيتها في الظهر المكشوف لكل ساعة.
