الأسبوع العربي في اليونسكو.. المملكة تثري الثقافة العربية بمبادرتها الأولى من نوعها في باريس
لأول مرة في تاريخ عمل الدول العربية مع اليونسكو منذ أكثر من نصف قرن.. اجتمعت الدول العربية في باريس لتجسد ثقافتها من خلال مبادرة المملكة العربية السعودية "الأسبوع العربي في اليونسكو" التي تعد المبادرة الأولى من نوعها عربياً، والتي سلطت الضوء على التراث الثقافي الغني للعالم العربي الذي يمتد لقرون.
المملكة تثري الثقافة العربية بمبادرتها "الأسبوع العربي في اليونسكو" في باريس
احتضنت العاصمة الفرنسية باريس أعمال مبادرة المملكة العربية السعودية "الأسبوع العربي في اليونسكو" بتنظيم المجموعة العربية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وحضور ممثلي الوفود الدائمة للدول العربية في اليونسكو، وعدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي للدول العربية والعالمية في فرنسا، ومجموعة من المسؤولين والقياديين في اليونسكو، والتي حظيت بحضور ثقافي كثيف من مختلف دول العالم.
وجاء الأسبوع العربي في اليونسكو كمبادرة ثمينة من قبل المملكة العربية السعودية، وأسهمت جهود ودعم الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، في إنجاح هذا الحدث الاستثنائي الذي قدمته الدول العربية، وهو الحدث الذي حظي بدعم لامحدود من قبل اللجنة، مما عكس قصة نجاح أول تجمع عربي تقوده المملكة العربية السعودية في اليونسكو.
منصة عربية مُلهمة لمخاطبة المنظومة الثقافية العالمية
شكلت فعاليات الأسبوع العربي في اليونسكو، منصة عربية مُلهمة تخاطب المنظومة الثقافية العالمية، بصناعة أثر حقيقي يسهم في تعزيز التعاون العابر للحدود الجغرافية، وجعل النوافذ الثقافية العربية مشرعة للشراكة فيما بينها، والتعاون مع بيئتها الخارجية انطلاقًا من منظمة اليونسكو التي تعد محضنًا للثقافة ورمزًا عالميًا لها.
وكانت مبادرة الأسبوع العربي في اليونسكو التي انطلقت من قبل المملكة العربية السعودية في العام الماضي قد أسهمت في استلهام رؤى مستقبلية جديدة تؤسس لمزيد من التعاون بين الدول العربية، كما تمثل شهادة فريدة واستثنائية لتقليد ثقافي وحضارة عريقة ترتبط بشكل مباشر وملموس بحاضر العرب المستند على تقاليد عريقة لا تزال نابضة بالحياة رغم مضي فترات زمنية طويلة عليها.
أبرز فعاليات وأنشطة الأسبوع العربي في اليونسكو
وضمت منظمة اليونسكو خلال فعاليات الأسبوع العربي 22 ركنا تقاسمتهم الدول العربية، لإبراز موروثاتها الثقافية وتراثها وتاريخها وجوانب من حضارتها، كما تفاعلت عبر تلك الأركان مع زوارها، وتواصلت مع جمهورها، فضلا عن دعم أواصر العلاقات الثقافية بين أطراف التنظيم وضيوف الفعالية من جميع أنحاء العالم.
وعُقدت ضمن أعمال المبادرة 7 ندوات تشمل اللغة، والخط، والأدب العربي، والذكاء الاصطناعي، والتعليم والفن التشكيلي، والتراث الثقافي غير المادي، والتراث العالمي، وشارك في تلك الندوات مؤسسات أكاديمية، وخبراء ومتخصصين من قطاعات التربية والثقافة والعلوم، للوصول إلى مجموعة من الأفكار الطموحة المستندة على أسس بحثية عميقة نابعة من التجربة العربية المرتبطة بمفاهيم التراث والحضارة والتاريخ منذ قرون.
ونجحت مبادرة الأسبوع العربي في اليونسكو بإحداث مواءمة غير مسبوقة تمتزج فيها ثقافة العرب بالتراث العالمي الذي يتخذ من اليونسكو مقرا له، عبر أنشطة مصاحبة تتمثل في عروض الأزياء العربية، والحرف اليدوية، والعروض الموسيقية، والطهي العربي، إضافة إلى 4 معارض تنقسم بين معرض الثقافة ومعرض الخط العربي، ومعرض صور عن المواقع التراثية في العالم العربي، وأخيرًا معرض المنتجات الثقافية العربية.
الدول العربية تشيد بنجاح مبادرة المملكة "الأسبوع العربي في اليونسكو"
أكّدت المجموعة العربية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، نجاح مبادرة المملكة العربية السعودية ممثلة في اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، "الأسبوع العربي في "اليونسكو"، الذي انعقد في مقر المنظمة في باريس، بتنظيم من المجموعة العربية لدى اليونسكو.
وقدمت المجموعة العربية لدى اليونسكو في البيان الختامي لـ "الأسبوع العربي في اليونسكو"، شكرها للمملكة العربية السعودية على إطلاق المبادرة، مثمنة الجهود التي تبذلها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله - وحرصهما على تعزيز الجهود في مجالات التربية والثقافة والعلوم.
كما عبّرت المجموعة العربية لدى اليونسكو عن شكرها لصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، على ما حظي به الأسبوع العربي في اليونسكو من دعم لامحدود من قبل اللجنة، التي تكفلت بتمويل المبادرة وبذلت جهودًا مشكورة في تنفيذها على أتم وجه، مما عكس قصة نجاح أول تجمع عربي تقوده المملكة العربية السعودية في اليونسكو.
كما قدمت المجموعة العربية لدى اليونسكو شكرها وتقديرها للدول العربية على مشاركاتها الفاعلة، وما بذلته من جهود رفيعة المستوى في تعزيز التنسيق خلال رحلة العمل لإنجاح الأسبوع العربي في اليونسكو، الذي سيشكل على المدى البعيد بوابة مثالية للازدهار الثقافي بين العرب والعالم، عبر بناء جسور حضارية أكثر متانة، موضحة بأن صدور هذا البيان يأتي إيمانًا بأهمية هذه المبادرة، وأن تكون قاعدة أساسية ورائدة تهدف إلى استمرار تحقيق التكامل، وتعظيم الأثر الإيجابي الذي تحقق من خلال عقد هذه المبادرة.
وذكر البيان الختامي أن مبادرة الأسبوع العربي لدى اليونسكو تأسست لتصبح منصة مستدامة تقام سنويًا في مقر "اليونسكو"، للاحتفاء بالثقافة العربية وتسليط الضوء على تراثها وثراء حضارتها، وتعزيز الحوار بين الثقافات، والإسهام في تحقيق أهداف التنمية الثقافية المستدامة للدول العربية، وبناء جسور التواصل مع العالم، مشيرا إلى أن الأسبوع العربي في اليونسكو يعد الأول في تاريخ عمل الدول العربية في منظمة "اليونسكو"، منذ أكثر من 70 عاماً، ويعكس حجم الثقة والاحترام المتبادل بين الدول العربية، والرغبة الحقيقية لديها في أن تنمو وتزدهر مثل هذه المبادرات الحضارية الكبرى.
الصور من حساب المجموعة العربية لدى اليونسكو.