في الذكرى الـ20 لصدور ألبومها الأول.. سيارا نجمة عدد نوفمبر من "هي": في الرياض شعرت بالسلام
قصّة "سيارا برنسيس ويلسون" CIARA PRINCESS WILSON، المعروفة حول العالم باسم "سيارا" CIARA ، تحكي عن شابة آمنت منذ صغرها بموهبتها الفنية الفطرية، وأطلقت مسيرتها المهنية بتأليف الأغاني لفنانين آخرين. وفي عام 2004، حين كانت في الـ18 من عمرها فقط، أصدرت ألبومها الأول "غوديز"GOODIES الذي قدم إلى موسيقى "هيب هوب" و"آر أند بي" صوتا جديدا ومنعشا، وجمعهما بأنغام موسيقى "كرانك"، فأسس بذلك فئة موسيقية قائمة بحد ذاتها. دخل "غوديز" تاريخ الموسيقى، محققا نجاحا كبيرا ومحتلا مكانة ثابتة بين ركائز موسيقى العقد الأول من القرن الحالي، وذلك لم يكن فقط بسبب أنغامه الرائعة والمختلفة، ولكن أيضا بفضل كلماته التي تحدّت سيطرة قصص الرجال على أغاني الهيب هوب، مع رسالة عن تمكين المرأة وقدرتها على الاختيار وشق طريقها بنفسها. هكذا دخلت "سيارا" بقوة عالم الفن، ساطعة بموهبة متعددة الأوجه ما زالت تلمع حتى اليوم، بالكلمة والصوت والأداء. وفيما تحتفل بمرور 20 عاما على إطلاق ألبومها الأول، شاركت "سيارا" في حفل افتتاح موسم الرياض 2024. فبهرت النجمة العالمية جمهورها السعودي بأداء مدهش، قابلناها بعده للتحدث عن رحلتها في صناعة الموسيقى، وتجربتها الفنية والشخصية في المملكة العربية السعودية، وأدوارها الكثيرة بين الغناء وتأليف الأغاني والرقص المتجذر في هويتها الفنية والنشاط الخيري، والرسالة التي تريد نقلها من خلال فنها، وطبعا الأمومة والحب الكبير الذي يجمعها بشريكها لاعب كرة القدم الأمريكية "راسيل ويلسون". مرّ عقدان، ولا تزال "سيارا" تواصل بناء إرثها الفني، وتستمر في استخدام صوتها الجميل للتأثير والإلهام وإحداث فرق..
ماذا يعني لك أن تشاركي في حفل افتتاح موسم الرياض 2024؟ وما أكثر ما كنت متحمسة له؟
تجربة الغناء في حفل افتتاح موسم الرياض 2024 كانت رائعة، ولا سيما لأنني أعرف أهمية هذا الحدث بالنسبة للرياض والسعودية بأكملها! كانت الليلة ساحرة من البداية إلى النهاية، وكان حب الجمهور جميلا جدا إلى درجة أنه ملأ قلبي بفرح وجودي هناك للمرة الأولى. لن أنسى هذه الليلة أبدا.
كيف كانت تجربتك في الرياض؟ وما أكثر شيء وجدته مميزا ومختلفا في السعودية؟
أمضيت وقتا رائعا في الرياض، والتقيت شعبها الطيب المعطاء، ومارست ركوب المركبات الرباعية الدفع في الصحراء، ورؤية الإبل والتقاط صور جميلة ستبقى في قلبي إلى الأبد. وقد تناولت أيضا القهوة السعودية للمرة الأولى، وكانت بالفعل تجربة لا تنسى. أما أكثر ما لفت انتباهي، فهو مدى جمال الشعب السعودي، وأيضا السلام الذي شعرت به في مدينة الرياض.
المملكة العربية السعودية مليئة بالوجهات والتجارب الرائعة، من البحر الأحمر إلى موسم الرياض. هل هناك مكــان أو فــعــالـيــــة هنا تتحـمــسـين بصــــورة خاصة لاستكشافها؟
ما أتطلع إلى فعله عندما أعود إلى الرياض، هو الذهاب إلى أماكن مثل "بوليفارد وورلد"، وتذوق المزيد من الأطباق السعودية، إضافة إلى زيارة البحر الأحمر.
كيف يتردد صــدى موسيقاك مع الثقافة المحلية؟ وكيف كان التفاعل مع الجمهور السعودي؟
كان من المدهش أن أرى كيف يعرف الكثير من السعوديين كلمات أغنــيـــــاتي. يــفــــرح الفــنــــان حيــــن يــــرى أنــــاســــا يعرفون موسيقاه ويرددون كلمات أغنياته من بدايتها إلى نهايتها، وهم من ثـقـافــــات ومنـــاطــــق أخـــرى من العالم، ويتكلمون لغات أخرى. هذه تجربة ستبقى دائما رائعة، ولن أستخف يوما بها. وأعرف أيضا أن الشعب السعودي يحب الرقص، وهو حب أشاركهم إياه.
ما النـصــيــحـــة التي تقـــدميــنـهــــا للفـنــانــــين الســـعـــوديــيــــــــن الصاعدين الذين يحلمون بتحقيق نجاح عالمي؟
نصيحتي هي أن يكونوا على طبيعتهم، لأن ذلك دائما يلفت الأنظار. لقد تعلمت أنه بغض النظر عن المنطقة التي تأتي منها، ستصل موسيقاك إلى الناس بالطريقة التي من المفترض أن تصل بها إليهم بالضبط، عندما تكونين وفية لنفسك.
هل أتيــحـــت لك فـــرصـــــة اختــبــــار أي عناصر ثقافية، مثل الموسيقى أو الأزياء أو التقاليد المحلية؟
الشيء الذي لم أستطع مغـــــــادرة الرياض دون شرائه هو عباءتي الأولى. أتشوق لارتدائها في الولايات المتحدة، وحتى عندما أعود إلى السعودية.
أخبرينا عن تجربة التصوير مع مجلة "هي" في الرياض. ما أكثر ما استمتعت به في هذا التعاون؟
التصوير مع مجلتكم "هي" كان ممتعا للغاية وفريقكم رائع حقا، وسررت برؤية البوليفارد الجميل جدا. وأنــتــــظر بــــــفارغ الـــــصـــبـــر الــعـــــودة إلــيـــه وعيــــــــش كل تــجــاربـــــــــه الممتعة!
يصادف هذا العام الذكرى السنوية العشرين لألبومك الأول: Goodies. ما شعورك عندما تتذكرين تلك اللحظة التي أطلقت فيها مسيرتك المهنية، ولعبت دورا كبيرا في تشكيل موسيقى العقد الأول من القرن الحالي؟
أشعر بأنني محظوظة جدا بأن 20 سنة مرّت على صدور ألبومي الأول، وما زلت أشعر بالحماس والاندفاع لمواصلة تقديم المزيد، والوصول إلى مستويات أعلى، والسعي وراء كل الأهداف التي حددتها منذ البداية. بصراحة، أشعر كأنني بدأت للتو، وأنا متحمسة جدا لما ينتظرني في الغد.
لدى إطلاق Goodies، هل كنت تتخيلين التأثير الذي سيحدثه؟
بصراحة، كنت واثقة جدا منذ اللحظة الأولى لدى إصدار ألبومي الأول، "غوديز". وآمنت بأنه سيكون نقطة الانطلاق المثالية لمسيرتي الفنّية والطريقة الفضلى لتقديم نفسي للعالم. وفرحت كثيرا بوصول أغنية "غوديز" إلى المرتبة الأولى ودخولها التاريخ في ذلك الوقت بتصدر أول أغنية منفردة لي قوائم الأغاني لمدة 7 أسابيع. وقد أثبت لي ذلك قوة إيمان الإنسان بأحلامه.
هل من مشاريع خاصة للاحتفال بالذكرى العشرين للألبوم؟
لقد أتيحت لي فرصة رائعة للاحتفال بألبوم Goodies في جولة مع "ميسي إليوت" و"بستا رايمز"، وأهدتني "سوني" أروع لوحة محفور عليها العديد من الأشخاص الرائعين الذين كانوا جزءا من المشروع، ووقفوا بجانبي في بداية مسيرتي. كانت لفتة مميزة بالفعل، وذكرى سأقدّرها إلى الأبد. وهناك أيضا إصدار محدود من ألبوم Goodies على أسطوانة فينيل، يمكن للمعجبين الحصول عليه، ويضم بعض الأغنيات الإضافية الخاصة.
ما اللحظة المهنية المهمة التي تفتخرين بها بشكل خاص؟
الفوز بجائزة "غرامي" كان أمرا رائعا، وكذلك تأسيس شركة التسجيلات الخاصة بي "بيوتي ماركس إنترتينمنت" Beauty Marks Entertainment، وبعد ذلك حصول "ليفيل أب" Level Up (وهي الأغنية الأولى التي تصدرها شركتي الخاصّة) على الشهادة البلاتينية مرّتين. اليوم، أشعر بأنني أكثر قوة وتمكّنا من أي وقت مضى.
ما الــذي يـحــفـــزك عـــلى الاستـــــمرار في دفــــــع الحدود على الـصـعــيـــد الإبــــــداعي؟ وما أكثر ما يلهمك في تأليف الأغاني؟
شغفي بتطور الموسيقى وتقدمها هو ما يشجعني ويدفعني، إضافة إلى جمهوري، وفرصة التأثير في عدد كبير من الناس من خلال موسيقاي. وبالنسبة إلى مصادر إلهامي لدى تأليف الأغاني، فلا يوجد أفضل من تجارب الحياة التي نعيشها، وهي ستبقى منبعا لبعض أفضل الأعمال الموسيقية على الإطلاق.
إن الرقص جزء مهم من هويتك الفنية. ماذا يمنحك الرقص على المستوى الشخصي؟ وكيف يساعدك على التعبير عن نفسك؟
عندما كنت أصغر سنا، كان الرقص دائما وسيلة رائعة للتنفيس عما أشعر به، وشيئا يبعث في ذاتي الكثير من الفرح. على الصعيد المهني، يسمح لي الرقص بإضافة طبقات أخرى إلى موسيقاي وإثراء طريقة تعبيري عن أفكاري الإبداعية بشكل كامل.
كيف توفّقين بين مهنتك المتطلبة وبين كونك أما متفانية؟
إنها حقا "فوضى منظمة" في عالمي. على سبيل المثال، لقد انتقلت فورا من المسرح في الرياض إلى زجاجات الرضاعة وتوصيل أطفالي ذهابا وإيابا بين المنزل والمدرسة والأنشطة اللامدرسية. الأمر لا يتوقف! ولكن كما يقال، عندما تفعل ما تحب، لن تضطر إلى العمل يوما واحدا في حياتك. وأنا ممتنة جدا لأن "كأسي" مليئة بالكثير من الحب كل يوم.
ما أهم القيم التي تريدين غرسها في أطفالك؟
يهمني أن يعرف أولادي أن بإمكانهم أن يفعلوا ويصبحوا ما يحلمون به، إذا بذلوا الجهد اللازم. ومن المهم دائما لأطفالي أن يحبوا كثيرا ويخدموا كثيرا.
لا يزال أطفالك صغارا، ولكن هل ترين في أي منهم شغفا بالموسيقى أو الرقص؟
ابنـــي الأكبـــــر "فيوتــشـــر" وابنـــــتي الكبـــــــرى "سيينا" يحبان الموسيقى ويحبان الرقص كثيرا، وذلك بالنسبة إلي أحلى شيء يــــمــكــــن رؤيـــتـــه. نجتــمـــع كثيرا حــــول حبـــنــــا المشترك للـــمـــوسيـــــقى والــــرقــــص، ويسعدني أن أراهما يغـــنــيــــان أغاني والدتهما.
كيف يؤثر وجود شريك داعم في حياتك المهنية؟
إن وجود دعم حبيبي "راسل" يعني لي الكثير. وأكثر ما يعطيني الأمان هو أن أعرف أنه حاضر دائما بجانبي ومؤمن بي بقدر إيماني بذاتي.
ما سر إبقــــاء شــــرارة الــحب متــــوهّـــجــــة، على الـــرغــــم من انشغالكما في العمل وكونكما تحت الأضواء؟
هناك بعض الأشياء المهمة جدا بالنسبة لنا والتي تلعب دورا كبيرا، مثل التزامنا بالخروج في موعد غرامي مرة في الأسبوع، وبذل قصارى جهدنا دائما لنكون جاهزين لمنح الآخر الدعم والأمان. ما زلت أشعر بذلك الحب المشوّق الذي شعرنا به منذ الأيام الأولى التي التقينا فيها؛ مرّة بعد أخرى، لا يغادرني ذلك الإحساس الحماسي البريء.
كيف تطوّر أسلوب أزيائك عبر السنين؟ وهل هناك أي مصممين أو صيحات أنت مهووسة بها حاليا؟
أعتقد أن أسلوبي قد تطور بشكل هائل على مر السنين! إن أكبر تطور لي كان ثقتي في تجربة أشياء جديدة وجرأتي في الاختيار. حاليا، أحب أعمال مصممين وعلامات مثل "ويلي شافاريا"، و"ميليتا باوميستر"، و"برادا"، و"لويس فويتون"، و"بيبي"، وغيرها.
ما مدى أهمية التعبير عن الذات من خلال الأزياء بالنسبة لك، ولا سيما عندما تكونين على المسرح؟
التعبير عن ذاتي هو كل شيء بالنسبة إلي، إذ أشعر بأن ذلك يتيح لمعجبيّ أن يكونوا متصلين ومرتبطين بي إلى أقصى حد ممكن. عندما يشاهدونني على المسرح، يرونني وأنا بالفعل أعطيهم كل ما في داخلي.
ما الروتين الجمالي الذي تلجئين إليه للحفاظ على إشراق بشرتك خلال جولاتك الموسيقية أو برنامج أداء مكثف؟
إن علامة مستحضرات البشرة التي أطلقتُها "أو أي إم سكن" OAM Skin هي الفضلى للحصول على أقصى مستوى من الإشراق والتوهّج. ألتزم بروتين عنايتي ببشرتي نهارا وليلا، ويكون ذلك أيضا خطوة تأسيسية مثالية لماكياجي في الحفلات. وبالنسبة إلى الماكياج، أحب استخدام منتجات علامة "نارس" NARS.
ما الأساسيات التي لا يمكنك العيش من دونها أثناء السفر؟
لا يمكنني العيش من دون مروحة محمولة صغيرة، وبطانية صغيرة، ومرهم "أكوافور"، ومحدد شفاه جيد، وأحمر شفاه، وكونسيلر، ونظارات شمسية.
"ميسي إليوت" غنّت أيضا في موسم الرياض. كيف تصفين علاقتك بها، خصوصا أنكما تعاونتما معا في أغانٍ عديدة؟
في كل مرة نجتمع فيها أنا و"ميسي"، يكون للقائنا نكهة خاصة. أنا ممتنة جدا على العلاقة التي تجمعنا أنا وهي خارج نطاق الموسيقى، إضافة إلى الرابط الإبداعي الذي يجمعنا من خلال الموسيقى. في الواقع، إن بعض أهم الأغاني في مسيرتينا هي أغانٍ مشتركة بيننا، وهذا أمر لا أستخف به أبدا، لأنني أعلم أنه من النادر جدا أن يكون لدى الفنانين هذا التوافق الخاص الذي نملكه.
ما أجمل ذكريات العمل مع "ميسي إليوت"؟
إحدى ذكرياتي المفضلة هي عندما تقابلنا للمرة الأولى في موقع تصوير أغنيتي "1، 2 ستيب" . لن أنسى تلك اللحظة أبدا، إلى جانب فوزنا معا بجائزة "غرامي". وكانت "ميسي" أول من تعلّمتُ منه أهمية حمل مروحتي الصغيرة معي.
دعمت على مر السنين قضايا إنسانية مختلفة. ما القضية الأعز على قلبك؟ وكيف تستخدمين منصتك لإحداث فرق؟
من أكثر القضايا التي تهمّني تعليم الشباب، ولهذا السبب أنشأنا أنا وزوجي مؤسسة "لماذا ليس أنت؟" Why Not انطلاقا من مهمّتنا المتمثلة في تمكين الشباب وتزويدهم بعقلية "لماذا ليس أنت؟". نحن نؤمن أنه إذا كان بإمكانك فتح باب أمام طفل للحصول على تعليم وفرص، فسيستطيع فعل الكثير، وستهيّئينه ليكون أفضل وأنجح ما يمكنه أن يكون عليه. وليس هناك فرحة أكبر من معرفة أننا تمكنّا من دعم القضايا والمنظمات التي تتيح لنا فعل ذلك، من خلال مؤسستنا Why Not You Foundation.
أخيرا، كيف تأملين أن تلهمي الآخرين، وخصوصا الفتيات الصغيرات، من خلال موسيقاك؟ وما الرسالة الأهم التي تودين إيصالها لهن من خلال فنك؟
أعظم شيء هو أن أكون مرجعا لفتيات مثلي. عندما كنت طفلة، لم أملك الكثير، ولكنّ تمسّكي بحلمي الكبير كان مهما جدا بالنسبة لي، لأنني آمنت بهذا الحلم، ولطالما رأيت أنني لست محدودة بكوني فتاة. سعيت دائما بثقة وراء ما آمنت به، وآمل أن تعرف الفتيات الصغيرات حين يرينني ويرين رحلتي أن بإمكانهن أيضا أن يفعلن الشيء نفسه. كل ما نحن بحاجة إليه كي نكون متمكّنات موجود في داخلنا. وأتمنّى أن ترى الشابّات ذلك في أنفسهن!