استكشفوا الدرعية والمراكز الثقافية في الرياض

استكشفوا الدرعية والمراكز الثقافية في الرياض.. منارات تاريخية ومنصات فنية لاستقطاب المبدعين في مختلف المجالات

شروق هشام
27 نوفمبر 2024

تعد المراكز الثقافية التي تحتضنها العاصمة السعودية منارات تاريخية ومنصات فنية استثنائية، حيث تستقطب بمعارضها وفعالياتها وأنشطتها المتنوعة المبدعين في مختلف المجالات، لتمثل واجهة تاريخية وحضارية مشرقة للمملكة العربية السعودية عموما ولسكان وزوار الرياض خصوصا.. لنستكشف معا الدرعية وأبرز المراكز الثقافية في الرياض.

استكشفوا الدرعية

مركز الدرعية لفنون المستقبل
مركز الدرعية لفنون المستقبل

في عاصمة الدولة السعودية الأولى "الدرعية" تكتمل التجربة وتخلد الذكرى بين أرقى المرافق وأعرق المعارض، حيث تمثل المعالم الثقافية والحكايا التاريخية في قلب الدرعية الوجهة المتكاملة بخدماتها والفريدة بأجوائها، ويمكن لزوار الدرعية التعرف على بعد متميز من أبعاد الترفيه، الذي يتوسط مدينة تاريخية يعود إنشاؤها إلى عام 1446م، ليطلعوا من خلال أحيائها القديمة، ومعالمها التراثية، ومقوماتها الطبيعية الفريدة، على تاريخ المملكة العريق، إذ تحظى بموقع استراتيجي في شمال غربي مدينة الرياض، على ضفاف وادي حنيفة، لتكون ضاحية ثقافية بمستوى عالمي، فيما تحتضن مبانيها القديمة متاحف وأماكن تاريخية وثقافية تمكن الزوار من استكشاف صور من الماضي، خاصة وأن الدرعية قد حظيت بمكانة تاريخية وتراثية عالمية، بتسجيل حي الطريف ضمن قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو عام 2010م.

وتمثل الدرعية مجتمع عالمي للإبداع، ووجهة للمواهب الإبداعية المتنوعة في عالم الفنون، حيث عزز "حي جاكس" من مكانته كوجهة عالمية للفن والإبداع في العاصمة السعودية، بما يحتضنه من أحداث مثل بينالي الدرعية للفن المعاصر، وبمساحاته ومراكزه الفنية المتنوعة، مثل المساحة الإبداعية فِكر  FCR - Future Creative Residence والتي تمثل مساحة للإبداع اللامتناهي، وكذلك مركز الدرعية لفنون المستقبل، المركز الأول من نوعه المخصص لفنون الوسائط الجديدة والرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،

مركز الملك عبدالعزيز التاريخي

عزيزة جلال في مهرجان الغناء بالفصحى في مركز الملك فهد الثقافي
عزيزة جلال في مهرجان الغناء بالفصحى في مركز الملك فهد الثقافي

يعد مركز الملك عبدالعزيز التاريخي أحد أهم المعالم الحضارية والثقافية في العاصمة الرياض، ولقد أُنشيء ليكون معلما وطنيا على مستوى المملكة العربية السعودية، وليكون مركزا ثقافيا وواجهة حضارية مشرقة تعكس تاريخ جزيرة العرب، ورسالة الإسلام الخالدة، وتعرف بتاريخ المملكة العربية السعودية، والأسس التي قامت عليها، والجهود التي بذلت لبنائها، ويعكس تصميم مركز الملك عبدالعزيز التاريخي الهوية التراثية والثقافية والتاريخية لمدينة الرياض، كما تتلاءم منشآته مع النسيج المعماري والعمراني للمنطقة المحيطة، حيث يمثل هذا المشروع أحد برامج الهيئة الملكية لمدينة الرياض التطويرية في منطقة وسط المدينة.

وقد تم تجهيز المركز بكافة المرافق والعناصر الحديثة ذات الأغراض المتعددة التي تجعل منه واحة ثقافية وسط عاصمة المملكة العربية السعودية يجد فيه الزائرون المتعة والفائدة، فهناك المنشآت الثقافية مثل دارة الملك عبدالعزيز، كما يتضمن المركز عدداً من المنشآت التاريخية، في مقدمتها قصر المربع، وعدداً من المباني القديمة التراثية التي كانت جزءاً من مجمع قصور المربع، بالإضافة إلى أجزاء من سور المجمع القديم وأحد أبراجه، ويشمل المركز كذلك مجموعة متكاملة من المرافق العامة، في مقدمتها جامع الملك عبدالعزيز، بالإضافة إلى المسطحات الخضراء والمعالم الطبيعية، مثل أرض الحدائق وواحة النخيل.

المتحف الوطني السعودي

المتحف الوطني السعودي
المتحف الوطني السعودي

من الأرض إلى القمر، ومن عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث.. تمثل أروقة المتحف الوطني السعودي رحلة شيقة، تتجاوز الزمان والمكان، وتقف على شواهد فنية وتاريخية في قلب مدينة الرياض بحي المربع، بجوار قصر الملك عبدالعزيز، حيث تنتشر في المتحف حكايات 3,700 قطعة تراثية من تماثيل، ومخطوطات، ومنحوتات لا مثيل لها، والذي يعد معلماً ثقافياً وطنياً بارزاً في المملكة، بتصميمه المعماري المميز، وبمحتواه المعرفي الثمين الذي يعكس الثراء التاريخي والحضاري للجزيرة العربية.

ويضم المتحف الوطني السعودي ثمانية أقسام مفعمة بروح التاريخ، تبدأ في قاعة الإنسان والكون، حيث نتعرّف على نشأة الكون والمجموعة الشمسية، والعوامل الطبيعية المؤثرة في تطوره منذ ملايين السنين، وتتيح قاعة الممالك العربية القديمة لزوارها الانغماس في حضارات امتدت من الألف الرابعة قبل الميلاد إلى القرن الثاني بعد الميلاد، كما تظهر أنماط الحياة الدينية والاجتماعية قبل الإسلام في قاعة العصر الجاهلي، وتتجلى سيرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في قاعة البعثة النبوية، منذ نزول الوحي وحتى هجرته إلى المدينة المنورة، ثم يظهر تاريخ توحيد المملكة في فيلم وثائقي داخل قاعة توحيد المملكة، وتضم قاعة الحج والحرمين الشريفين، جوانب التطور العمراني للحرم المكي والنبوي.

هذا بالإضافة إلى استضافة المتحف الوطني للأنشطة التفاعلية الموسمية في الأعياد والمناسبات الوطنية، واستضافته للعديد من المعارض العالمية مثل معرض "عطور الشرق" الذي أقيم بالشراكة مع معهد العالم العربي في باريس، في أوّل محطّةٍ دولية له، واستضافته حاليا لمعرض "كريستيان ديور: مصمم الأحلام" الأول من نوعه في المنطقة، ضمن فعاليات موسم الرياض 2024.

مركز الملك فهد الثقافي

من عروض أوبرا زرقاء اليمامة في مركز الملك فهد الثقافي
من عروض أوبرا زرقاء اليمامة في مركز الملك فهد الثقافي

يمثل مركز الملك فهد الثقافي منارة إشعاع للثقافة السعودية، ويعد أحدث وأكبر المراكز الثقافية في الشرق الأوسط، إذ يشكل صرحاً ثقافياً وحضارياً ورمزاً من رموز الثقافة في المملكة وفي الوطن العربي بصفة عامة، من خلال استضافته للعديد من المعارض والمهرجانات والمؤتمرات والندوات والاحتفالات العلمية والثقافية والأمسيات الأدبية والثقافية والأنشطة المسرحية، ولقد صمم المركز وفق أحدث أساليب فن المعمار المعاصر والتقنيات الفنية المالية المستوى، ويحتوي على عدة قاعات، كالمسرح الرئيس والمسرح الصغير وقاعة المحاضرات وصالة العرض والقبة الفلكية والمكتبة والمتحف.

ومنذ افتتاحه رسمياً، جعل المركز أبوابه مشرعة وإمكاناته متاحة لكل الفعاليات والنشاطات التي تستقطب المبدعين في مختلف مجالات الفكر والأدب والفنون، والتي بدورها تدفع بالشأن الثقافي إلى فضاءات أوسع وعطاءات أفضل، تتواكب مع تطلعات المثقفين والمبدعين، ويشهد المركز، منذ أن تم ضمه لقطاعات وزارة الثقافة والإعلام مطلع عام 2002 م، حركة دائبة وفاعلة من خلال الفعاليات التي استضافتها المملكة والزيارات التي استقبلها سواء المحلية منها أو العربية أو العالمية، حتى أصبح بوابة للحراك الثقافي المحلي والعربي والعالمي، كما يتميز المركز باستضافته للمعارض الفنية التي يقدمها معهد مسك للفنون، وكذلك الأمسيات والحفلات والمهرجانات الموسيقية الأبرز في المملكة مثل مهرجان الغناء بالفصحى وأوبرا زرقاء اليمامة.

مركز فناء الأول

من حديقة المنحوتات في مركز فناء الأول
من حديقة المنحوتات في مركز فناء الأول

يعد مركز "فناء الأول" الذي يقع في حي السفارات بالرياض، سفارة للإبداع والفن والثقافة، فهو مركز ثقافي متكامل ومخصص لاحتضان المفكرين والمبدعين وأصحاب المواهب الإبداعية المتعددة، عبر المساحات المتنوعة التي يوفرها للمعارض الفنية وورش العمل والملتقيات الثقافية، فضلاً عن الفضاء الثقافي والمعرفي الذي يُتيحه المركز لزواره من مختلف الشرائح، بالإضافة إلى المجموعة الواسعة من البرامج الثقافية والفنية الغنية والمتنوعة التي يسعى المركز من خلالها إلى تقديم رحلة فكرية ومعرفية ممتعة للزائرين.

ويتميز مركز فناء الأول بمرافقه المتنوعة ومن أبرزها "حديقة المنحوتات" التي تضم مجموعة من 6 قطع فريدة من نوعها، صمّمها فنّانَون سعوديون و 3 فنّانين عالميين من الولايات المتحدة الأميركية والأرجنتين ومصر خصّيصاً لفناء الأول، وتشكّل هذه المنحوتات المجموعة الفنية الدائمة لفناء الأوّل وهي معروضة في حديقة مفتوحة تطلّ على الدوّار الثالث في حي السفارات، وتوفر للزوّار فرصة لاكتشاف أعمال الفنانين العالميين والمحليين المشهورين، كما يستضيف المركز العديد من المعارض الفنية الاستثنائية مثل معرض "السفارة الافتراضية" ومعرض "فناء فون" والذي قدم تجربة استثنائية للزوار لاستكشاف الجوانب الثقافية المختلفة من التراث الموسيقي السعودي، هذا بالإضافة إلى احتضان المركز للملتقيات والمنتديات الثقافية، مثل منتدى "أنوارٌ من الداخل: دور الفن المعاصر في عصر التغيير"، والذي جمع نخبة من المبدعين والمبدعات من مجالات تخصص متنوعة تشمل الفنون البصرية، والأفلام، والموسيقى، والأزياء، والطهي، لمناقشة واستكشاف موضوعات فنية وثقافية من خلال رؤاهم الإبداعية وخبراتهم وتجاربهم الشخصية والمهنية المتميزة.

مركز سرد الثقافي

من قاعات المتحف الوطني السعودي
من قاعات المتحف الوطني السعودي

يفتح "مركز سرد الثقافي" الذي يعد أحد البرامج المدعومة من الصندوق الثقافي ضمن برنامج "تحفيز المشاريع الثقافية" بالشراكة مع "برنامج جودة الحياة"، أبوابه للمواهب السعودية المبدعة كنموذج مبتكر يلتقي مع مشهد ثقافي سعودي مزدهر ومتطلع، وليكون الوجهة الأولى لكل من يبحث عن تحفيز لإبداعه وتطوير مهاراته الفنية لأجل بناء مجتمع فني مبتكر يجمع بين شتى المواهب ويسهم في تنمية الفن والثقافة في المجتمع ويساهم في ازدهار المملكة العربية السعودية لمجتمع فني متنامي يجمع بين الشغف والموهبة.

وبالتركيز على الأدب والفنون البصرية وقطاع الموسيقى بشكل أساسي، يهدف مركز سرد الثقافي الذي يعد أحد المشاريع الثقافية الواعدة، إلى احتضان المواهب الفنية المتنوعة، وبناء الكوادر المتميزة في القطاع وتنمية المهارات الفنية وتنويع الأنشطة الثقافية وتعزيز حضورها، حيث تتضمن رؤية المركز السعي لتوفير بيئة إبداعية داعمة لكل من يرغب في تطوير مهاراته الفنية والتعبير عن ذاته من خلال الفن، ويسعى ليكون منصة فنية عالمية ترسم الآفاق لتعيد تعريف الموسيقى والفن والثقافة والمحتوى الفني من خلال تنظيم فعاليات فريدة في الشرق الأوسط، وتتضمن أبرز قطاعات سرد: الأمسيات الموسيقية، المسرح، التدريب الموسيقي، الأدب، السينما المستقلة، والتجارب والفعاليات، ومن أبرز فعاليات المركز "صالون أهل الفن" وفعالية "أمسية موسيقية شرقية"، كما يقدم مركز سرد دورات لتطوير المواهب في مجالات متنوعة وورش عمل عديدة في مجالات الفنون المختلفة.

الصور من حسابات المراكز الثقافية والمعارض والجهات المنظمة لها.