مصممة الأزياء العمانية أمل الرئيسي تطلق "بطاقة بريدية من مسقط"
كشفت المصممة العمانية أمل الرئيسي عن مجموعتها الرائعة لربيع وصيف 2025 التي تحمل اسم "بطاقة بريدية من مسقط"، في عرض أقيم مؤخرا في منتجع سانت ريجيس الموج مسقط الفاخر الذي يقع على ساحل عمان، ويقدم مزيجا من الأناقة الخالدة والضيافة الفاخرة، وهو ما يجعله مكانا مثاليا لمجموعة مستوحاة من التراث الثقافي والتاريخي الغني لمسقط.
تمثل مجموعة "بطاقة بريدية من مسقط" تكريما لدور مسقط كمركز بحري رئيس، حيث تشابكت طرق التجارة القديمة، وهو ما أدى إلى تبادل البضائع والثقافات والأفكار، فانعكست هذه التبادلات أيضا على غنى وتميز الأزياء العمانية.
استوحت أمل الرئيسي إلهامها في هذه المجموعة من الحصون العمانية التي تعد رمزا للقوة والصمود. وتميزت بزهرة الورد البيضاء الرقيقة، وهي زهرة سميت تكريما للسيدة الجليلة عهد بنت عبد الله بن حمد البوسعيدية، لأنها رمز للجمال والإنسانية واللطف.
تجمع مجموعة أمل الرئيسي لربيع وصيف 2025 بين العناصر التقليدية العمانية والموضة العصرية. حيث تشكل العباءات الفضفاضة والفساتين المفصلة والطبعات المعقدة العمود الفقري للمجموعة، مع إضافات من التطريزات الذهبية وتقنيات التطريز ثلاثي الأبعاد التي تضيف عمقا وفخامة. فكل قطعة تعكس رقي عمان الخالد، وقد تحولت إلى فن يرتدى.
وتقول أمل الرئيسي عن المجموعة: "إنها رسالة حب إلى المدينة التي ألهمت الكثير من أعمالي. فمن خلال هذه المجموعة، أردت الاحتفال بأناقة مسقط وتراثها القوي مع إضافة لمسات عصرية إلى كل قطعة. أنا ممتنة جدا لشركة محسن حيدر درويش ذ.م.م ورينج روفر على تقديم هذا الحدث، ولمنتجع سانت ريجيس الموج مسقط لتوفير المكان الفاخر الذي أتاح تحقيق رؤية عرض الأزياء. وأود أيضا أن أشكر أمواج وفنر على شراكتهما القيمة في إنجاح هذه الأمسية".
-
بما أن سلطنة عمان هي مصدر الوحي لمعظم مجموعاتك، فمن ماذا استوحيت تحديدا مجموعة الأزياء الجديدة التي أطلقتها لربيع وصيف 2025؟
استوحيت هذه المجموعة من العاصمة مسقط، ومسقط هي مدينة ساحلية شهدت الكثير من عمليات التبادل التجاري منذ سنوات طويلة، وفيها خليط من الثقافات المتنوعة، وهو ما أدى إلى تبادل البضائع والثقافات والأفكار وتأثير هذا التبادل على الأزياء، فتنوعت اللمسات فيها من الإسباني إلى البرتغالي إلى لمسات بلاد فارس والهند من خلال التجارة بينهما.. كل هذه الحضارات كان لها تأثير مباشر في عمان على كافة الصُعُد، وأيضا في الملابس والأزياء العمانية التي يقال عنها إنها تحاكي بتفاصيل معينة الأزياء الهندية أيضا.
لذلك أردت أن أعرض هذا الخليط الثقافي في هذه المجموعة التي تضمنت عددا منوعا من القصات على عكس ما كنت أعتمده في المجموعات السابقة.
-
تميزت المجموعة أيضا بزهرة الورد البيضاء الرقيقة التي ترمز إلى الرقة والنعومة والجمال، أخبرينا عنها.
تميزت المجموعة بزهرة الورد البيضاء الرقيقة، وهي زهرة سميت تكريما للسيدة الجليلة عهد بنت عبد الله بن حمد البوسعيدية، وكان قد تم الإعلان السنة الماضية في معرض تشيلسي للزهور عن وردة السيدة الجليلة، وقد سميت باسم سيدة عمان الأولى، فأردت في هذه المجموعة أن أبرز هذه الوردة تقديرا مني لوجود ودور السيدة الأولى وجهودها التي تصب في الجانب الإنساني وفي دعم المرأة، ومن هنا جاءت الوردة بمنزلة تتويج لهذه المحبة ولهذا اللطف التي غمرت فيه سلطنة عمان.
-
لقد ارتدت السيدة الأولى تصميما مميزا من توقيعك في يوم المرأة العماني، أخبرينا عنها وعن ذوقها؟
لقد كان تصميما خاصا مستوحى من الأزياء العمانية التقليدية مع إضافة لمسة من الحداثة. وأشير إلى أنه وفي كل مناسبة تحاول السيدة الأولى أن تبرز زي منطقة معينة، وكان الزي الذي صممته لها خليطا من تفاصيل تجمع بين منطقتي الظاهرة والوسطى مع إضافة لمسات حداثة وتطريزات معينة.
-
تضمنت مجموعتك الجديدة مزيجا من العباءات والفساتين بالتطريزات الناعمة والمميزة، مع إضافة تصاميم البنطلونات الواسعة التي تحاكي أسلوب المرأة العصرية، لأي مدى تركت مجالا لتصاميم عصرية كهذه أن تأخذ مكانا في هذه المجموعة على عكس المجموعات الأخرى؟
تميزت هذه المجموعة بغنى تفاصيلها وبكثرة عدد التصاميم فيها، ففي العادة أقدم ما يقارب 40 قطعة أزياء، لكن هذه المجموعة تضمنت 65 قطعة من قطع الأزياء الجاهزة والمنوعة التصاميم التي تميل إلى الفخامة، والتي تحاكي مختلف الأذواق والأعمار. فأردت أن ألبي كافة الأذواق، وخصوصا أن الحاضرات لعرض الأزياء بأعدادهن التي تخطت 350 امرأة كن من مختلف الأعمار.
-
جمعت في هذه المجموعة الألوان الكلاسيكية الداكنة من الزيتي إلى النيلي والأحمر الداكن إلى ألوان الباستيل الفاتحة والناعمة التي تعكس ذوقك الخاص، ماذا عن علاقتك بالألوان التي تختارينها لمجموعتك؟
بطبعي أميل إلى الألوان الناعمة والفاتحة كألوان الباستيل، لكن ألوان كل مجموعة تعتمد على الألوان المختارة في الـMOOD BOARD، والتي تكون متعلقة بفكرة تصاميم المجموعة ومصدر الوحي. وقد اخترت لها الألوان التي نراها عادة في مسقط. وتأتي المرحلة الثانية في اختيار الألوان بتنسيقها مع القصات وتفاصيل القطع، من هنا نتخلى أحيانا عن بعض الألوان، وخصوصا التي تتناسب أيضا مع التطريز، لنصل في النهاية إلى مجموعة من الألوان التي تكون منوعة وترضي مختلف الأذواق، ضمن إطار فكرتها الأساسية، من دون أن أتخلى أبدا عن ألوان الباستيل التي تمثل ألوان الدار منذ بداية انطلاقه، كما برزت الألوان الداكنة كالأسود والنيلي والزيتي لتضفي لمسة استثنائية على هذه المجموعة.
-
شخصيا، أنت أسيرة أي لون؟
أن أسيرة اللون الزهري الناعم الذي لا أتخلى عنه أبدا.
-
ماذا عن الأقمشة التي اخترتها لهذه المجموعة؟
اخترت مجموعة كبيرة من الأقمشة المخصصة من الكريب والديسكو والجاكار الممزوج بالحرير، وابتعدت عن الأقمشة الحريرية الكاملة، لأنه يصعب استخدامها والمحافظة عليها.
-
لاقى واحد من الفساتين السوداء أصداء مميزة، وخصوصا أنه تكلل بالوشاح والتطريزات الذهبية الفخمة، ماذا عن هذه القطعة؟
لا بد أن أعترف بأني نادرا ما أستخدم اللون الأسود في تصاميمي، وخصوصا في المجموعات الصيفية، لكني أردت أن أعطيها مكانة خاصة في هذه المجموعة، إضافة إلى اللون النيلي، فبرزت بقوة على منصة العرض، ولاقت إقبالا كبيرا.
-
جاء اختيار مكان العرض في منتجع مميز يقع على ساحل مسقط، هل افتتحت أبوابه للمرة الأولى مع العرض الذي قدمته؟
أقيم الحدث في منتجع سانت ريجيس الموج مسقط الفاخر، حيث يقع المنتجع على ساحل عمان، ويقدم مزيجا من الأناقة الخالدة والضيافة الفاخرة، وهو ما يجعله مكانا مثاليا لمجموعة مستوحاة من التراث الثقافي والتاريخي الغني لمسقط، وقد افتُتح برعاية ولي العهد، وكان لي الشرف أن يكون العرض الذي قدمته أول فعالية فنية تقام في الفندق. وقد كان عرض الأزياء بحضور شخصيات بارزة، من بينهم مشاهير إقليميون ومؤثرون وأعضاء من العائلة المالكة، إضافة إلى سفراء وشخصيات دبلوماسية.
-
ما النصيحة التي تقدمينها لكل امرأة تبحث عن الأناقة العصرية والمحافظة؟
لا بد أولا أن تختار المرأة الزي الذي يناسبها وينسجم مع شخصيتها، فلا بد أن تبتعد عن الركض وراء تفاصيل الموضة، لأنه ليس بالضرورة أن تكون مناسبة أو جميلة أو حتى عملية. وفي تصاميمي أبتعد عن التعقيد في التصميم، وأسعى وراء أناقة المرأة المريحة والجذابة، فهناك قطع في خزانتي منذ عام 2016 لا أزال ألبسها حتى اليوم، وهي تشعرني بكامل أناقتي. فأنا أشجع المرأة على ارتداء القطع المميزة التي تستثمر فيها أكثر من مرة، حرصا مني على مبدأ الاستدامة.
ما أحلامك المهنية المستقبلية؟
كنت قد بدأت منذ سنة برنامجا خاصا لدعم وتدريب الخريجات في مجال تصميم الأزياء، واليوم أقول إني سعيدة جدا بأني أحدثت فرقا مميزا في حياتهن المهنية، فنلن خبرة وفيرة وإلماما كبيرا بتفاصيل وأسرار هذه المهنة، فأنا مؤمنة بأنه يجب أن ندفع بمجال صناعة الأزياء في عمان، لذلك دفعت بقوة هذه الطاقات الشابة المندفعة والمتحمسة لاكتشاف هذه المهنة، فنقلت المعرفة إليهن، وهن استغللن هذه المعرفة لتطوير أنفسهن بأسلوبهن الخاص. واليوم أنوي أن أكمل في مشوار التدريب للسنة الثانية وأطور صناعة الأزياء في عمان. كما أحلم بعودة أسبوع الموضة في مسقط، ليكون منصة مشجعة ودافعة لمصممين الأزياء العمانيين.