خاص بـ"هي": معرض عندما استيقظت شهرزاد للفنانة غادة المحمدي يعيد إحياء التراث الإسلامي

خاص بـ"هي": معرض عندما استيقظت شهرزاد للفنانة غادة المحمدي يعيد إحياء التراث الإسلامي

رهف القنيبط
14 ديسمبر 2024

في خطوة فنية مميزة، تُقيم الفنانة التشكيلية السعودية غادة المحمدي المعرض الفردي بعنوان "عندما استيقظت شهرزاد" في المساحة الإبداعية "إصدار" من 17 ديسمبر 2024 وحتى 16 يناير 2025. يسلط المعرض الضوء على الإرث الثقافي العربي والإسلامي بأسلوب معاصر يجمع بين السرد التاريخي والتعبير البصري. 

ويتميز المعرض بالتعاون مع الفنانة القديرة لولوة الحمود كقيم فني وضيفة مميزة تُقدم من خلال مساحتها الإبداعية "إصدار" أول معرض شخصي للفنانة المحمدي في الرياض.  

في حديثها مع "هي"، تُشاركنا غادة رؤيتها الإبداعية لمعرض "عندما استيقظت شهرزاد" لتكشف عن تفاصيل معرضها الجديد والتقنيات التي استخدمتها لإحياء التاريخ بطريقة تخاطب جمهور اليوم.

عندما استيقظت شهرزاد
"جاءت فكرة المعرض بعد بحث الفنانة في علم الفلك عند العرب عام 2019"

عندما استيقظت شهرزاد: رسالة فنية مستوحاة من فن المنمنمات 

استلهمت غادة فكرة معرضها الجديد "عندما استيقظت شهرزاد" من خلال بحثها في علم الفلك عند العرب عام 2019، حيث تأثرت بفن المنمنمات والمخطوطات الإسلامية القديمة. تقول غادة لـ"هي" عن هذا المشروع:  

"أسعى من خلال هذا المعرض لرواية قصص مصورة نابضة بالحياة من عصور النهضة الإسلامية، تربط بين العوالم الداخلية والخارجية، المرئية وغير المرئية. يهدف المعرض إلى تسليط الضوء على العصور الإسلامية الوسطى وجعلها نابضة بالحياة مجددًا، مُثيرًا تساؤلات حول التاريخ، الهوية، والثقافة الإسلامية."  

شهرزاد: رمز السرد وحافظة التراث 

تُعيد غادة المحمدي تقديم شخصية شهرزاد، الأيقونة النسائية المعروفة، كرمز للسرد في معرضها الجديد. تحدثت عن هذا الرابط قائلة:  

"شهرزاد كانت تروي الحكايات لتنقذ الفتيات، وأنا أسرد قصصًا متنوعة من التاريخ العربي والإسلامي، بدءًا من إعادة كتابة مخطوطات للقرآن، مرورًا بالشعر، وعلم الفلك، وحتى علم النبات. أستعيد الإرث الحضاري العظيم للحضارة الإسلامية وكأن شهرزاد تستيقظ اليوم لتروي قصصًا لم تُروَ بعد."  

عندما استيقظت شهرزاد
المحمدي تقول: "أحوّل الحكايات التاريخية إلى قصص مصورة باستخدام أسلوب السرد ورموز التراث"

تقنيات جديدة في معرض "عندما استيقظت شهرزاد" 

يُعد هذا المعرض تجربة استثنائية بالنسبة لغادة من حيث الأفكار والأسلوب. تقول لـ"هي" عن تقنياتها الجديدة: "للمرة الأولى أقدم فن المخطوطات والمنمنمات بأسلوب الكولاج. كما يركز هذا المشروع على خدمة الثقافة العربية والإسلامية وإبراز مساهماتنا في بناء الحضارة والعلوم. يميز المعرض أيضًا تعاوني مع الفنانة القديرة لولوة الحمود كقيم فني للمعرض وضيف في مساحتها الإبداعية "إصدار" والتي تعرض من خلالها لأول مرة معرض شخصي بالرياض."

 لغة بصرية معاصرة تخاطب الروح 

غادة تعمل على ترجمة الحكايات التراثية إلى لغة بصرية حديثة تخاطب جمهور اليوم، حيث تمزج بين الرموز القديمة والعناصر المعاصرة. تقول غادة:  

"أحوّل الحكايات التاريخية إلى قصص مصورة باستخدام أسلوب السرد ورموز التراث. أدمج عناصر المخطوطات القديمة بخامات حديثة، مستخدمة خط يدي بأسلوب عفوي مشابه لما كان يفعله علماء القرون الوسطى. الهدف هو خلق تواصل روحي عميق بين المتلقي والعمل الفني."

عندما استيقظت شهرزاد
توضح غادة: "أستخدم وسائط متعددة تجمع بين الخامات التقليدية والمعاصرة لتجسيد أعمالي." 

غادة المحمدي: 15 عامًا من السرد الفني المستوحى من التراث 

تُعتبر الفنانة التشكيلية السعودية غادة المحمدي واحدة من أبرز الأصوات الفنية التي تستلهم التراث العربي والإسلامي لإعادة صياغته بلغة فنية حديثة. تحدثت غادة لـ"هي" عن مسيرتها قائلة:  

"أنا خريجة علم اجتماع من جامعة الملك عبد العزيز وأعمل كفنانة تشكيلية مستقلة منذ 15 عامًا. أسلوبي الفني يعتمد على السرد باستخدام رموز وحكايات خيالية من التراث العربي والإسلامي، بهدف إعادة إحياء هذا الإرث الثقافي وربطه بالأجيال الجديدة وجامعي الأعمال الفنية محليًا وعالميًا. أستخدم وسائط متعددة تجمع بين الخامات التقليدية والمعاصرة لتجسيد أعمالي." 

معرض "عندما استيقظت شهرزاد": إحياء الإرث بأسلوب معاصر 

معرض غادة المحمدي ليس مجرد تجربة فنية، بل مشروع ثقافي فكري يهدف إلى إعادة إحياء التراث الإسلامي بأسلوب يخاطب الروح والعقل معًا، ليعيد تعريف العلاقة بين الماضي والحاضر بلغة الفن التشكيلي.