مشاعل الجابر

خاص لـ"هي": رحلة مشاعل آل جابر في عالم الأزياء من شغف الطفولة إلى الريادة العالمية

رهف القنيبط
19 ديسمبر 2024

من باريس، عاصمة الموضة، إلى لندن التي أعطتها الجرأة لتجربة الابتكار، استطاعت المصممة السعودية مشاعل آل جابر أن تجمع بين الأناقة الكلاسيكية والابتكار العصري، مشكّلة هوية تصميمية تُحاكي الثقافة السعودية وتواكب تطلعات المستقبل. 

تفتتح مشاعل آل جابر حديثها لـ"هي" قائلة: "عالم الأزياء هو أكثر من مجرد صناعة، إنه لغة تُعبّر عن الذات، وهويّة تتناغم مع الزمن والابتكار." لكن وراء كل نجاح، هناك قصة مليئة بالتحديات واللحظات المفصلية. من تأسيس بوتيك "فّلام" في عام 2013، إلى دعم المواهب المحلية من خلال "نادي المصممات"، تروي مشاعل لـ"هي" كيف تمكنت من تحويل شغفها إلى مشروع مستدام، موجهةً رسالة ملهمة لكل امرأة تطمح لدخول عالم الأزياء وريادة الأعمال.

مشاعل الجابر
"جزء كبير من رسالة مشاعل هو تمكين النساء السعوديات في مجال الأزياء وريادة الأعمال"

الدراسة وريادة الأعمال: الأساس الذي بني عليه النجاح

دراستها لريادة الأعمال كانت حجر الزاوية في نجاح مشروعها، حيث جمعت بين الإبداع والإدارة لتحقيق الاستدامة في عالم الأزياء. هنا، تبرز أهمية الاستثمار في الابتكار المستدام وليس الصيحات المؤقتة. تقول مشاعل: "الأزياء وحدها لا تكفي، بل يجب أن تترافق مع فهم عميق لإدارة الأعمال"

التحديات الأولية: كيف نجحت مشاعل في افتتاح بوتيك فّلام؟

عندما افتتحت مشاعل بوتيك فّلام في عام 2013، واجهت تحديات كبيرة من بينها التغيرات المستمرة في الذوق العام، والإجراءات النظامية، والتنافس الشديد في السوق. لكنها، وبإصرار ورؤية واضحة، نجحت في تقديم منتجات تجمع بين الأناقة الكلاسيكية والابتكار الحديث بأسعار معقولة، لتؤكد بذلك أن الجمال والبساطة هما المفتاح لتحقيق النجاح في سوق مليء بالتحديات.

مشاعل الجابر
تقول مشاعل:" لا نسعى لتقديم موضة سريعة، بل التركز على تقديم قطع مميزة تدوم وتبقى خالدة"

تأثير باريس ولندن: كيف شكلت التجارب العالمية رؤية مشاعل للأزياء؟ 

تجربة مشاعل في باريس ولندن كانت أكثر من مجرد دراسات وأوقات عابرة؛ فقد كانت مصادر إلهام قوية جمعت بين الفن، الأزياء، والابتكار. هذه التجارب دفعتها لدمج الأناقة الكلاسيكية مع التجديد في تصاميمها، لتصبح "فّلام" رمزًا للأناقة التي تعكس الأصالة والحداثة معًا.

بوتيك فّلام: مزيج فريد بين الأصالة والابتكار

أحد المفاهيم الإبداعية التي تؤمن بها مشاعل هو الجمع بين التقليد والحداثة. بوتيك "فّلام" هو مثال حي لهذا المفهوم، حيث يتم اختيار القطع بعناية من مصممين غير معروفين لكنهم شغوفين بما يفعلون، مما يضمن تقديم تصاميم فريدة وأصلية. مشاعل لا تسعى لتقديم موضة سريعة، بل تركز على تقديم قطع مميزة تدوم وتبقى خالدة.

مشاعل الجابر
"إيمانًا منها بأهمية دعم المصممات السعوديات، أطلقت مشاعل آل جابر مبادرة "نادي المصممات""

دعم المواهب المحلية: مشاعل آل جابر و"نادي المصممات"

إيمانًا منها بأهمية دعم المصممات السعوديات، أطلقت مشاعل مبادرة "نادي المصممات" الذي يتيح للمصممات الشابات عرض تصاميمهن في بوتيك فّلام دون أي مقابل مالي. تهدف هذه المبادرة إلى دعم المواهب المحلية وتوفير منصة لهم لتعريف المشترين بهم.

تمكين رائدات الأعمال السعوديات: مشاعل تلهم الأجيال القادمة 

جزء كبير من رسالة آل جابر هو تمكين النساء السعوديات في مجال الأزياء وريادة الأعمال. من خلال ورش العمل التدريبية وبرامج الإرشاد، تسعى مشاعل إلى مساعدة النساء على بناء مشاريعهن الخاصة وفهم أساسيات العمل في هذا المجال، إضافة إلى فتح الفرص لهن للمشاركة في عروض الأزياء المستقبلية.

مشاعل الجابر
"النجاح يتطلب شغفًا، إصرارًا، ورؤية واضحة"

التوازن بين الابتكار والهوية الثقافية في التصميم 

تؤمن مشاعل أن الابتكار يجب أن يتماشى مع الحفاظ على الهوية الثقافية. في كل قطعة تصميمية تقدمها، تحرص على أن تكون مزيجًا من التراث والحداثة، حيث الابتكار لا يكون على حساب الهوية التي تميز الأزياء السعودية.

نصيحة مشاعل للنساء الطموحات في عالم الأزياء

"النجاح يتطلب شغفًا، إصرارًا، ورؤية واضحة"، هذه هي نصيحة مشاعل آل جابر لكل امرأة ترغب في دخول هذا المجال. تؤمن مشاعل أن التحديات جزء من الطريق، وأن التفرد والإصرار هما مفتاح التغلب عليها والوصول إلى النجاح.

في الختام، تقدم مشاعل آل جابر شكرها العميق لقادة المملكة العربية السعودية على دعمهم المستمر لتحقيق رؤية 2030، ولعائلتها على الدعم اللا محدود، معتبرة أن هذا الدعم مهد الطريق للنجاح الذي تحقق، سواء في مجال الأزياء أو في جوانب حياتها الأخرى.