مجموعة من أبرز المدن التاريخية في انجلترا للاستمتاع بعطلة كلاسيكية ساحرة

المدن التاريخية في إنجلترا تشكل نافذة فريدة على ماضيها المتنوع والمليء بالتفاصيل، حيث تتيح لكل زائر فرصة لاستكشاف تراثها الثقافي الغني بأسلوب مختلف، فهناك الأسواق التي تعود إلى العصور الوسطى والأسوار والمباني الرومانية القديمة، وصولاً الى العصور الحديثة مثل العصر التيودوري والفيكتوري.

وتقدم هذه المدن قصصاً ساحرة تُروى من خلال معالمها المعمارية وتقاليدها الأصيلة، فإذا كنتم من عشاق التاريخ، أو من محبي الشوارع المرصوفة بالحصى التي تحمل عبق الماضي، و جمال المناظر الطبيعية الساحرة، فإن هذه المدن تستحق أن تكون ضمن برنامج رحلاتك أثناء السياحة في انجلترا.

ونتعرف اليوم على مجموعة من أبرز المدن التاريخية في إنجلترا التي تجمع بين عبق الماضي وسحر الحاضر، والتي توفر لعشاق التاريخ والكلاسيكية أجواء ساحرة ومثالية لعطلات الشتاء.

باث

تعد مدينة باث المُدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، واحدة من أبرز الوجهات التاريخية التي تجمع بين روعة الهندسة الجورجية وحضارة الرومان القديمة، فهي وجهة تمتزج فيها عناصر التاريخ والهندسة والثقافة لتقدم تجربة لا تُنسى، وقد تأسست المدينة في العام 43 ميلادياً حيث أقام الرومان مجمعاً حول ينابيعها الحارة الطبيعية، واليوم تظل الحمامات الرومانية من أبرز المعالم التي يمكن للزوار اكتشافها، للتعرف على الطقوس القديمة والهندسة المبتكرة لتلك الحقبة.

وتشمل معالم باث الأخرى شارع "رويال كريسنت" و"ذا سيركس"، اللذان يعكسان جمال التصاميم في القرن الثامن عشر، إلى جانب كنيسة باث التي تلفت الأنظار بنوافذها الزجاجية المزخرفة وطرازها القوطي المميز، كما يمكن للزوار التجول فوق جسر "بولتيني" الذي يُعد من القلائل في العالم الذي يحتضن محلات تجارية، أو الاسترخاء في منتجع "ثيرماي باث سبا" الحديث للاستمتاع بالمياه العلاجية.

مدينة يورك

يورك مدينة غارقة في سحر التاريخ حيث تمتد جذورها إلى العصور الرومانية، وتُعرف بكاتدرائية "يورك مينستر" الشهيرة التي تُعد واحدة من أكبر الكاتدرائيات القوطية في شمال أوروبا، بفضل نوافذها الزجاجية المعقدة وتصميمها المبهر، وتوفر جدران المدينة التي تمتد بطول نحو ثلاثة أميال فرصة مميزة للاستمتاع بجولة سيراً على الأقدام تمنحك إطلالات بانورامية على المدينة وما يحيط بها.

وتتميز شوارع يورك القديمة مثل "شامبلز" بمبانيها ذات الإطارات الخشبية المتداخلة ومحلاتها الصغيرة التي تنقل الزائر إلى أجواء خيالية، كما يُمكن زيارة مركز "جوروك الفايكينغ" لاستكشاف تراث الفايكينغ الغني عبر شوارع معاد بناؤها ومعروضات تفاعلية، حيث تعتبر يورك وجهة فريدة تجمع بين التاريخ الروماني والتراث الفايكنغي وسحر العصور الوسطى.

مدينة تشيستر

تقع تشيستر بالقرب من الحدود مع ويلز، وتشتهر بجدرانها الرومانية المحفوظة جيداً وهندستها المعمارية التي تعود للعصور الوسطى، ويمكن للزوار استكشاف تاريخ المدينة من خلال السير فوق أسوارها القديمة، حيث يمكن التوقف عند معالم بارزة مثل ساعة "إيستغيت" وكاتدرائية تشيستر، كما تُعد "ذا روز" وهي شرفات تسوق مزدوجة الطوابق، شاهداً على النشاط التجاري الذي ازدهر في المدينة قديماً.

وتضم تشيستر أيضاً مدرجاً رومانياً يُعد الأكبر في بريطانيا ويُظهر أصول المدينة كحصن روماني، أما محبي التنزه فيمكنهم الاستمتاع بجولات على ضفاف نهر دي أو استكشاف المقاهي والمتاجر الأنيقة المنتشرة في أرجاء المدينة.

مدينة ستراتفورد أبون آفون

تشتهر ستراتفورد أبون آفون بكونها مسقط رأس الكاتب الشهير وليام شكسبير، ما يجعلها وجهة مميزة لعشاق الأدب والتاريخ، وتتميز المدينة بمنازلها ذات الإطارات الخشبية وشوارعها المرصوفة، والتي تعكس أجواء الحقبة التيودورية، ويمكن للزوار استكشاف منزل شكسبير ومزرعته التي تقدم لمحات عن حياة الكاتب وعائلته.

ولا تقتصر معالم المدينة على تاريخ شكسبير فقط، إذ يمكن حضور عروض مسرحية تقدمها "رويال شكسبير كومباني" أو الاستمتاع بجولة بالقوارب على نهر آفون، حيث تُضفي الأسواق التقليدية والحدائق والجسور التاريخية طابعاً خاصاً على المدينة، ما يجعل زيارتها تجربة ثرية ومتنوعة.

مدينة كانتربري

تُعد كانتربري واحدة من المدن التي تحمل بصمة دينية وأدبية عميقة، حيث يشتهر اسمها بفضل كاتدرائية كانتربري المُدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، فقد ظلت الكاتدرائية محط أنظار الحجاج منذ مقتل رئيس الأساقفة توماس بيكيت عام 1170، وهي قصة خلدها جيفري تشوسر في "حكايات كانتربري"، وتدهش الكاتدرائية زوارها بطرازها القوطي وزجاجها الملون الذي يحكي قصصاً بصرية مبهرة.

وإلى جانب الكاتدرائية تتميز كانتربري بشوارعها المرصوفة ومنازلها ذات الطراز القديم، إضافة إلى بقايا دير القديس أوغسطين وكنيسة القديس مارتن التي تقدم لمحات عن بدايات المسيحية في إنجلترا، وتربط المدينة بين تراثها الديني وجاذبيتها الأدبية لتوفر تجربة فريدة لعشاق التاريخ والثقافة.

دورهام

تتميز مدينة دورهام بمعالمها البارزة التي تشمل الكاتدرائية والقلعة المدرجتين ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث تُعد كاتدرائية دورهام تحفة فنية من العمارة النورمانية ومعروفة بسقفها المقبب المميز، وقد اكتسبت شهرة إضافية كأحد مواقع تصوير سلسلة أفلام "هاري بوتر"، أما قلعة دورهام المجاورة والتي أصبحت جزءاً من جامعة دورهام، فتُقدم جولات تعريفية تأخذ الزوار عبر تاريخها كموقع دفاعي ومقر إقامة.

وعلى امتداد شوارعها التاريخية المتعرجة التي تنحدر نحو نهر وير، تنفتح أمام الزائرين أجواء خلابة تشجع على التنزه والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، كما تضيف هذه المدينة لمسة فريدة إلى تجربة استكشاف الكنوز التاريخية لإنجلترا، مما يجعلها وجهة ممتعة ومليئة بالتفاصيل المثيرة.

سالزبري

تُعرف مدينة سالزبري بجاذبيتها التاريخية التي تجمع بين كاتدرائيتها الرائعة وقربها من معلم ستونهنج الشهير، وتُعد كاتدرائية سالزبري مثالاً بارزاً للعمارة القوطية، حيث تضم نسخة محفوظة بعناية من وثيقة الماغنا كارتا، إلى جانب امتلاكها أعلى برج كنسي في إنجلترا وساعة ميكانيكية تعود إلى العصور الوسطى، أما محيط الكاتدرائية المعروف باسم "ذا كلوز" فهو يضم مباني تاريخية توفر أجواءً هادئة بعيداً عن صخب المدينة.

وبالقرب منها يمثل ستونهنج واحداً من أبرز المعالم الأثرية في العالم، حيث يمكن للزوار الاستمتاع باستكشاف أسرار هذا الموقع القديم، حيث تمتزج العراقة المعمارية مع الغموض التاريخي.

لينكولن

في لينكولن يمتزج الماضي مع الحاضر لتقديم تجربة تاريخية متكاملة، وتُعد كاتدرائية لينكولن التي كانت يوماً أطول مبنى في العالم، تحفة من الطراز القوطي وتوفر إطلالات خلابة من أبراجها، وعلى مقربة منها تحتضن قلعة لينكولن سجناً فيكتوري الطابع ونسخة من وثيقة الماغنا كارتا.

كما يُعتبر "ستيب هيل" الشارع المرصوف بالحصى والمليء بالمحلات الصغيرة والمقاهي التقليدية، ممرًا ساحراً يأخذ الزوار من قلب المدينة الحديثة إلى منطقتها التاريخية، وبفضل اندماج معالمها العريقة مع الحياة الثقافية النابضة، تقدم لينكولن للزوار تجربة فريدة تعكس روحها المميزة.

وينشستر

تتمتع مدينة وينشستر بتاريخ عريق حيث كانت العاصمة القديمة لإنجلترا، وتزخر بالأساطير والمعالم البارزة، وتُعد كاتدرائية وينشستر واحدة من أكبر الكاتدرائيات في أوروبا، فهي مشهورة بصحنها الطويل ومكانتها كموضع دفن الكاتبة الشهيرة جين أوستن، كما تبرز "القاعة الكبرى" التي تحتوي على الطاولة المستديرة للملك آرثر، لتضيف بُعداً أسطورياً إلى سحر المدينة التاريخي.

وتُزيّن شوارع وينشستر التقليدية بالعديد من المتاجر المستقلة والحانات التقليدية والمعالم التاريخية، مما يجعلها وجهة مثيرة تجمع بين روعة التصميم المعماري وروابطها الأدبية وأجوائها الحيوية.

لادلو

وسط تلال شروبشاير الجميلة تحتضن بلدة لادلو مزيجاً متناغماً من الطبيعة والتاريخ، وتعد قلعة لادلو التي بدأت كحصن نورماني وتحولت لاحقاً إلى قصر ملكي من أبرز معالمها، حيث توفر إطلالات رائعة على المناطق الريفية المحيطة، وتنتشر في شوارعها القديمة المباني الخشبية ذات التصميم التقليدي، مثل "فندق ذا فيذرز" الذي يُعد من أجمل أمثلة العمارة الجاكوبيّة.

كما تشتهر لادلو بمكانتها كوجهة لعشاق الطعام، حيث تقدم أسواقها ومطاعمها أطباقاً مميزة تعتمد على المنتجات المحلية، ومع تنوع معالمها التاريخية والثقافية، تُعد لادلو تجربة فريدة تضيف أبعاداً مختلفة إلى رحلة استكشاف المدن الإنجليزية.