دموع الملكة: وداع مؤثر للأميرة ليونور في لحظة تاريخية
بدت ملكة إسبانيا الملكة ليتيزيا عاطفية بشكل واضح، عندما ودعت ابنتها الكبرى الأميرة ليونور ولي عهد إسبانيا والملكة المستقبلية القادمة، والتي بدأت فصلاً جديدًا مهمًا في حياتها، حيث انطلقت الأميرة البالغة من العمر 19 عامًا في رحلة مدتها ستة أشهر كجزء من تدريبها العسكري.
وأقيم حفل الوداع في قادس، حيث اجتمعت العائلة المالكة الإسبانية في هذه المناسبة، وبدت الملكة ليتيزيا، التي لا تفشل أبدًا في إظهار كل ما لديها من أناقة عندما يتعلق الأمر بأزيائها، بدت أنيقة في سترة زرقاء مقترنة بشريط شعر ذهبي، بينما وقف الملك فيليبي السادس بفخر مرتديًا الزي البحري الإسباني التقليدي.
الأميرة ليونور تبدأ تدريباتها العسكرية البحرية
وصعدت ليونور مرتدية زيها البحري على متن سفينة التدريب خوان سيباستيان دي إلكانو التابعة للبحرية الإسبانية، بينما كان والداها يلوحان لها مودعين،وكانت لحظة مؤثرة اتسمت بالدموع والابتسامات.
ويمثل هذا الوداع حدثاً تاريخياً بالنسبة للملكية الإسبانية، فمن المقرر أن تخضع ليونور لثلاث سنوات من التدريب العسكري، بدءاً من هذه الرحلة، وهو التزام يتجاوز كثيراً فترات التدريب الأقصر التي خضعت لها نظيراتها من الملكات الأوروبيات، مثل الأميرة فيكتوريا من السويد والأميرة إنغريد ألكسندرا من النرويج.
ملك وملكة إسبانيا بين الفخر والحزن
وفي حديثه لوسائل الإعلام، أعرب الملكفيليبي عن حزنه وفخره في الوقت نفسه: "بكل حزن وأمل، سيكون الأمر جيدًا جدًا بالنسبة لها". وأضافت ليتيزيا: "سيكون من الصعب عدم رؤيتها لعدة أشهر".
وانضمت الأميرة الشابة إلى صفوف طاقم خوان سيباستيان دي إلكانو في هذا الفصل المهم، ويُنظر إلى رحيلها على أنه خطوة مهمة في إعداد ليونور لدورها المستقبلي كرئيسة للقوات المسلحة الإسبانية، وملكة قادمة للبلاد.
ملك إسبانيا يودع وريثه الأولى لبدء تدريبها العسكري
وقبل الوداع، شارك فيليبي رسالة صادقة عن رحلة ليونور خلال حفل عيد الفصح العسكري، وفي تأمله لتجاربه الخاصة، قال: عزيزتي ليونور، تجربة ستظل، كما حدث لي ولجدك أيضًا، من بين أفضل ذكريات تدريبك العسكري، وقد أبرزت كلمات الملك أهمية هذه المرحلة في تشكيل شخصية ليونور ومهاراتها القيادية. وكما فعل والدها وجدها من قبلها، فمن المتوقع أن تكتسب ليونور خبرات لا تقدر بثمن ستساعدها في خدمة بلدها.
الدموع تغلب الملكة ليتيزيا في وداع ابنتها ليونور
وعندما بدأت السفينة رحلتها، شوهدت ليتيزيا وهي تمسح دموعها بينما حافظ فيليبي على ابتسامته، ولقد شهدت العائلة المالكة لحظات مثل هذه من قبل، لكن هذا الوداع كان مؤثرًا بشكل خاص، فالرحلة التي تستغرق ستة أشهر تعني أن ليونور ستقضي فترة طويلة بعيدًا عن عائلتها، وهي المرة الأولى التي تقضيها الأميرة الشابة بعيدا عن الأسرة لمثل هذه المدة.
هذا ويشكل التدريب العسكري الذي تلقته ليونور خطوة مهمة في رحلتها نحو أن تصبح ملكة إسبانيا يومًا ما، ويعكس التزامها بهذا البرنامج الصارم تفاني الأسرة في دعم تقاليد الملكية الإسبانية.
الأميرة صوفيا ستقوم بمهام عامة أكثر
في الوقت الحالي، يتعين على ليتيزيا وفيليبي التكيف مع الحياة بدون ابنتهما الكبرى في المنزل، أما في المناسبات العامة فيتوقع أن تأخذ ابنتها الثانية الأميرة صوفيا دورا بارزا فيها في الفترة القادمة، خصوصا أنه تم الدفع بصوفيا مؤخرا للقيام بأول مهمة منفردة لها، وسيقع عليها مساندة شقيقتها حاضرا ومستقبلا.
نظام الحكم الملكي في إسبانيا
من الجدير بالذكر هنا، أنه وعلى عكس العديد من الأنظمة الملكية الأوروبية، والتي تم تحديثها في القرن العشرين، وأصبحت لا تفرق بين الذكور والإناث في وراثة العرش، لا زالت إسبانيا محتفظة بنظام أولوية الذكور في الحكم، لكن الملك فيليبي وزوجته الملكة ليتيزيا لم يتجبا ابنا ذكرا، ولو فعلا لكانت ولاية العهد من نصيبه بغض النظر عن ترتيب ولادته.