اللياقة الشاملة تحقق سلامة الجسد والعقل وتشفي الروح

اللياقة الشاملة هي مفتاح الصحة المتكاملة للجسم والعقل والروح .. كيف يمكن تحقيقها؟

ريهام كامل

مع زيادة الضغوط اليومية وكثرة التحديات في عالمنا المعاصر، أصبح الاهتمام بالصحة ضرورة ملحة لإنقاذ حياتنا من الكثير من المشاكل الصحية التي قد تتربص بنا وسط رتم الحياة السريع. يعتقد كثيرون أن الصحة تقتصر على الجوانب الجسدية فقط، في حين أن الصحة العامة ترتكز على ثلاثة أعمدة هامة: اللياقة البدنية، اللياقة العقلية، واللياقة الروحية. واللياقة الشاملة هي محصلة هذه الأعمدة، والاهتمام بها يسهم في تحقيق الحياة الصحية المتوازنة التي تعزز طول العمر والصحة.

لذلك، ولتعزيز الصحة العامة لا يمكن الاعتماد على ممارسة الرياضة مثلًا دون الاهتمام باللياقة العقلية، ودون تجنب سلوكيات عديدة لتحسين اللياقة الروحية التي تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الاستقرار الداخلي ومن ثم تحقيق الراحة الذهنية.

إن الفهم الدقيق لأهمية الربط بين كل من اللياقة البدنية والعقلية والروحية يساهم في تحقيق توازن شامل في الحياة ويحقق صحة جيدة بل ممتازة مصحوبة بشعور دائم بالحيوية والنشاط والسعادة. الأمر الذي يساهم في تعزيز قدرة الجسم على مواجهة كل الضغوط الحياتية بصدر رحب وبثقة عالية. ثقة تنبع من قوة داخلية كبيرة تردد بداخلنا أننا أقوى من أي ضغوط بفضل اللياقة الشاملة التي نتمتع بها.

من أجل ذلك، يروق لي أن أقدم لكم هذا الموضوع الهام للبدء بالاهتمام باللياقة الشاملة (البدنية والعقلية والروحية) لتحسين جودة الحياة والاستمتاع بها.

تحقيق اللياقة الشاملة يتطلب دمج اللياقة البدينة والعقلية والروحية مع بعهم البعض
تحقيق اللياقة الشاملة يتطلب دمج اللياقة البدينة والعقلية والروحية مع بعضهم البعض

كيف يمكن تحقيق اللياقة الشاملة؟

لتحقيق اللياقة الشاملة يجب الجمع بين اللياقة البدنية والعقلية والروحية. يتطلب ذلك تناول كل منها على حدة والاستعداد للاستمتاع بصحة جيدة وحياة سعيدة.

  1. اللياقة البدنية

تقول سارة أحمد مدربة لياقة بدنية بدبي، أن تحقيق اللياقة البدنية له أهمية كبيرة في تحسين جودة الحياة وتعزيز الصحة العامة. وفوائد اللياقة هنا لا يُقصد بها الحصول على مظهر جيد للجسم أو ظهور العضلات فقط، بل تشمل تحقيق فوائد صحية متعددة تؤثر بشكل إيجابي على العقل والجسد معًا. مثل:

  • تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
  • تحسين وظائف الجهاز التنفسي.
  • تقوية المناعة ومن ثم تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري، ضغط الدم المرتفع، وأمراض القلب.
  • زيادة الطاقة والنشاط طوال اليوم ومن ثم تعزيز القدرة على انجاز المهام اليومية بكفاءة أكبر.
  • تحسين المزاج والصحة العقلية. لأن التمارين الرياضية تؤدي إلى إفراز مواد كيميائية في الدماغ مثل الإندورفين، التي تعزز الشعور بالسعادة وتقلل من مستويات القلق والاكتئاب. كما أن ممارسة الرياضة تساعد على تقوية الذاكرة والتركيز.
  • السيطرة على الوزن: تحقق اللياقة البدنية القدرة على إدارة الوزن بشكل صحي حيث أن ممارسة الرياصة بانتظام يساهم في حرق السعرات الحرارية والدهون.
  • تعزيز صحة العضلات والمفاصل وبخاصة مع اتباع تعليمات مدرب اللياقة.
  • ممارسة الرياضة علاج فعال للاكتئاب.

وهنا، تؤكد سارة على أن الانتظام في ممارسة الرياضة هي البداية السليمة لتحقيق اللياقة الشاملة.

اللياقة البدنية تتطلب ممارسة الرياضة بانتظام
اللياقة البدنية تتطلب ممارسة الرياضة بانتظام
  1. اللياقة العقلية

"العقل السليم في الجسم السليم" تقول سارة أن الجسم السليم يحقق سلامة العقل، مشيرة إلى أن اللياقة العقلية هي القدرة على التعامل مع الضغوط النفسية والعاطفية بمرونة وكفاءة، والحفاظ على حالة من التوازن الذهني يعزز الاستجابة السليمة في المواقف الحياتية التي نمر بها، ما يساعد على اتخاذ قرارات صحيحة.

ولتحقيق اللياقة العقلية فوائد جمة مثل:

  • تعزيز القدرة على التعامل مع الضغوط الحياتية المختلفة.
  • تعزيز التركيز والانتباه.
  • تعزيز القدر على إدارة المشاعر بشكل جيد ومن ثم الوقاية من المشاعر السلبية كالقلق والتوتر.
  • تعزيز المرونة الذهنية.
  • تحفيز الذات وبذل الجهد لتحقيق الأهداف الشخصية.
  • الوقاية من الاكتئاب.
اليوغا أحد أهم الرياضات التي تحقق الاسترخاء ومن ثم تحقيق اللياقة الروحية
اليوغا أحد أهم الرياضات التي تحقق الاسترخاء ومن ثم تحقيق اللياقة الروحية

نصائح لتعزيز اللياقة العقلية

لتعزيز اللياقة العقلية يجب الالتزام بتطبيق النصائح التالية:

  • ممارسة التأمل واليوغا.
  • الحفاظ على نمط حياة متوازن يشمل النوم الجيد والتغذية الصحية.
  • تنمية التفكير الإيجابي وتعزيز القدرة على التصدي للأفكار السلبية.
  • ممارسة النشاطات العقلية مثل القراءة وحل الألغاز.
  • عمل تمارين التنفس العميق والاسترخاء.

بحسب سارة، ترتبط اللياقة العقلية بتحقيق اللياقة البدنية لأن، الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية  يساهم في تعزيز الصحة العقلية حيث تحسين النوم والمزاج، والعلاج والوقاية للمشاعر السلبية كالقلق أو الكآبة النفسية ومن ثم تحقيق الوقاية من الاكتئاب.

  1. اللياقة الروحية

اللياقة الروحية هي عنصر أساسي في اللياقة البدنية، ولها دورًا كبيرًا في تعزيز الصحة العامة. تتحقق الروحانية من خلال ممارسة بعض الرياضات الروحية مثل اليوغا إذ تعد من أبرز الممارسات التي تجمع بين الجوانب الثلاثة للصحة: البدنية، العقلية، والروحية.

وتؤكد سارة، أهمية ممارسة اليوغا لأنها تساهم في تطوير الروح وتعليم الجسد والعقل الوعي الكامل بالطبيعة إضافة إلى أنها تجمع بين التوازن والقوة والمرونة عبر ممارسة تمارين التنفس (براناياما)، أوضاع الجسم (أسانا)، وتقنيات التأمل، تساهم اليوغا في تقوية الجسم وتحقيق التوازن العقلي والروحي.

يلعب التأمل دورًا كبيرًا في تعزيز اللياقة الروحية، لأنه يقوم على أساليب فعالة تساهم في تحقيق توازن داخلي، حيث يساعد الأفراد على التفاعل مع أفكارهم ومشاعرهم بطريقة هادئة ومدروسة. وأضافت سارة أن العلاج بالطاقة، مثل الريكي أو التأمل التوجيهي، يمكن أن يساعد في إعادة توازن الطاقة في الجسم وتعزيز الشفاء على المستوى الذاتي والعاطفي. والمحصلة تحقيق اللياقة الشاملة للجسم، والاستمتاع بصحة عامة جيدة وحياة سعيدة خالية من الأمراض سواء النفسية أو الجسدية.

اللياقة الروحية تتحقق بالتأمل وتمارين الطاقة
اللياقة الروحية تتحقق بالتأمل وتمارين الطاقة

خلاصة القول

اللياقة الشاملة لا تقتصر على الاهتمام بالتمارين الرياضية الجسدية؛ إنها دعوة لتحقيق التوازن بين الجسد والعقل والروح. ممارسة التمارين الرياضية المتنوعة واليوغا، والتأمل، والعلاج بالطاقة يساهم في تحسين الصحة العامة وتحقيق التوازن الشخصي من خلال دمج هذه الأنماط الصحية في حياتنا اليومية.