خاص"هي" بالفيديو دليل الأم للتعامل مع الابنة المراهقة لعلاقة مليئة بالفهم والدعم
تعتبر مرحلة المراهقة من أخطر المراحل التي تمر على الأبناء الإناث والذكور على حد سواء، وتعود خطورتها إلى إختلافها الكبير عن مرحلة الطفولة التي تسبقها كونها مرحلة انتقالية حرجة في حياتهم، حيث يمر المراهق والمراهقة خلالها بتغيرات جسدية، عاطفية، وعقلية كبيرة. وتبدأ عادة من عمر 12 عامًا وتستمر حتى 18 عامًا.
يمكن القول بأن هذه المرحلة تعد بمثابة تحديًا كبيرًا في حياة المراهقين، لا ليس هم بمفردهم!، الحقيقة أنها تعد بمثابة تحديًا كبيرًا للآباء أيضًا، وبخاصة عندما يتعلق بكيفية التعامل بالابنة المراهقة. إذ يختلف الأمر نوعًا عندما نتحدث عن المراهقات.
من أجل ذلك، يُسعدني أن أقدم معلومات هامة اليوم ونصائح فعالة حول التعامل مع الفتيات المراهقات من خلال هذا اللقاء المهم مع "دليا شيحة" خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية بدبي، للتوصل إلى آلية التعامل السليمة مع الابنة المراهقة حماية لها، وتحقيقًا لشعورها بالأمان، وشعور الأم بالاطمئنان.
ما هي متطلبات مرحلة المراهقة؟
تتطلب مرحلة المراهقة معرفة التطورات السريعة التي تحدث لعقل وجسد المراهق بوجه عام، وفهم الصراعات الداخلية التي يعاني منها المراهقين. ولذلك، فمن الطبيعي أن تلاحظ الأم ظهور تغيرات كبيرة على ابنتها في هذه المرحلة شأنها شأن أي مراهق مثلها. هذه التغيرات لا تقتصر فقط على الجوانب الجسدية، بل تمتد لتشمل التوجهات النفسية والاجتماعية أيضًا. لذلك يجب علينا كأمهات أن ننتبه لها جيدًا لهذه التغيرات لنكون قادرين على استيعاب متطلبات مرحلة المراهقة بوعي تام.
ويجب أن تعلم كل أم مدى خطورة هذه المرحلة وكيف لها أن تكون بالقرب من ابنتها المراهق بدون صدام، لأنها تعد بمثابة رحلة للبحث عن الهوية، والشعور بالتفرد وتحقيق الاستقلال، وهي مرحلة فاصلة في حياة المراهقين. بعدها يظهر المراهق بالشخصية التي تشكلت خلال هذه التغيرات.
لذلك، ولتكون شخصية الابنة المراهقة سوية يجب أن تتفهم كل أم متطلبات هذه المرحلة التي من أهمها، فهم التغيرات التي ترافقها، ومعرفة كم التحديات التي تواجهها الابنة، واحتواءها بدلا من التعامل معها بقسوة أو عصبية أو عناد. الابنة المراهقة تحديدًا بحاجة إلى دعم معنوي كبير جدًا، واستيعاب جيد لها ولهويتها التي تكافح من أجل اثباتها. المرونة أيضًا أحد المتطلبات التي يجب أن تتوافر في التعامل معها. كل ذلك يسهم في خلق بيئة صحية وآمنة تشعر فيها الابنة بالراحة والثقة لمشاركة مشاعرها وما يحدث لها من مواقف حياتية قد تؤثر في شخصيتها.
ما هي التحديات التي تواجه الأم في التعامل مع الابنة المراهقة؟
توجد تحديات عديدة تواجه الأم في التعامل مع الابنة المراهقة، وأنا كأم وليس كخبيرة علاقات زوجية وأسرية، أواجه تحديات عديدة مع ابنتي المراهقة، ومن أهم هذه التحديات، ظهور السلوكيات التي تطرأ على المراهقين بوجه عام مثل: العناد، التمرد، رفض النصيحة، الرغبة في الاستقلال، اختلاف الآراء، الصراع مع الأصدقاء، مشاكل في تقبل الجسم تحدث في بعض الحالات، والعصبية والتقلبات المزاجية. ولكي لا تقلق الأمهات، كل هذه الأمور طبيعية للغاية، ولكن عاطفة الأمومة هي التي تدفعنا كأمهات للخوف والقلق الدائم.
كيف يمكن التعامل مع الابنة المراهقة؟
يمكن أن يكون التعامل مع البنات المراهقات صعبًا في بعض الأحيان، ويعود ذلك لاختلاف الإناث عن الذكور في العديد من الصفات، فهن نشيطات، ذكيات بحسب الدراسات، وقويات أيضًا، ويناضلن من أجل آرائهن بحماس شديد. كما أن التغيرات التي تمر بها المراهقات أعمق من تلك التي يمر بها المراهقين الذكور، والتي من أهمها التغيرات الجسدية والعقلية إذ يوجد اختلافات كبيرة يجب الاهتمام بتأثيرها عليهن.
ولكي لا يحدث الصدام مع الابنة المراهقة، ولكي لا تكون الأم في حالة دائمة من الخوف والقلق يجب عليها أن تلتزم التزامًا شديدًا بتطبيق النصائح التالية لتحديد آلية سليمة للتعامل مع الابنة المراهقة، وهذه النصائح هي:
- فهم التغيرات التي ترافق مرحلة المراهقة وسؤال الأطباء والمختصين على تأثيراتها على الابنة المراهقة. لأن الفهم أساس التعامل السليم.
- ضرورة عدم أخذ طريقة تعامل الابنة مع الأم بشكل شخصي لأنها لا تعني أن تمارس كل السلوكيات المرفوضة مع أمها لأن السلوك عام لعمومية التغيرات أيضًا.
- يجب تقديم الدعم العاطفي باحتواء الابنة المراهقة ومحاولة تكوين صداقة معها، فهذا هو الانجاز الحقيقي للأم خلال هذه المرحلة تحديدًا.
- الحرص على التواصل الناجح والفعال مع الابنة المراهقة، الانصات هو البداية السليمة لاستيعاب الابنة المراهقة، ومعرفة كل ما يدور معها.
- وضع قواعد وحدود واضحة وبطريقة لطيفة تشعر الابنة بحرية في التعامل.
- احترام آراء الابنة والانصات إليها جيدًا ومحاورتها بطريقة هادئة دون انفعال أو عصبية.
- يجب أن لا يقتصر دور الأم على التوجيه فقط، لأن التعامل مع الابنة المراهقة يتطلب مرونة كافية، ويحتاج مزيد من الحكمة والذكاء العاطفي.
- ممارسة التعاطف مع الابنة المراهقة سيساعدها في تخطي التحديات المرافقة لهذه المرحلة.
- ممارسة أسلوب المدح، والتركيز على الإيجابيات لأن ذلك يعزز من ثقة الابنة بنفسها ويحول دون معاناتها من أي مشاكل كتلك التي تتعلق بصعوبة تقبل التغيرات الجسدية أو الخجل منها.
- بذل الجهد لكسب ثقة الابنة المراهقة، والحرص على عدم خدشها لأي سبب.
- احتواء الابنة المراهقة واحتضانها يحقق لها الشعور بالأمان وسط كل الصراعات التي تحيط بعقلها، وتعبث بنفسيتها ومزاجها.
- المراقبة ولكن دون أن تشعر الابنة المراهقة بذلك والتدخل عند وجود خطر على الابنة في الوقت السليم.
- يجب أن تحرص الأم على مشاركة الابنة المراهقة في الأنشطة المحببة إليها، لذلك أن يؤثر ايجابًا على مشاعرها ويحقق هدوئها.
"ابنتي المراهقة قاسية جدًا معي ما سبب قسوتها معي؟" هذا هو سؤال أحد الأمهات، تُرى لماذا تتعامل الابنة المراهقة مع الأم بقسوة؟
بداية، أناشد الأم السائلة أن لا تفكر بهذه الطريقة أبدًا، وأن لا تتعامل مع التغيرات التي تحدث لابنتها المراهقة وكأنها موجهة ضدها هي، لأن ردود فعل الابنة التي تراها الأم قاسية هي نتاج التغيرات الجسدية والعاطفية والعقلية التي تحدث لابنتها، وهي تغيرات لا يجب الاستهانة بها أبدًا. ويجب أن تعلم كل أم أن البلوغ له تأثيرات قوية جدًا على حياة الابنة المراهقة حيث تغيير الهرمونات والتقلبات المزاجية الناتجة عن ذلك. كما أن دماغها يخضع هو أيضًا للعديد من التطورات وبخاصة الجزء الخاص باتخاذ القرارات. نصيحتي لهذه الأم ولكل أم، أن تحتوي ابنتها وتحتضنها، وأن تحاول جاهدة بأن تكون الصديقة المقربة لابنتها.
وفي الختام، أوصت داليا شيحة بعدم التردد في استشارة المختصين خلال مرحلة المراهقة مهما بدا لهم السؤال سهلًا وبسيطًا، لتمر هذه المرحلة بسلام تام.