
فرص وتحديات وتخطيط.. كل ما يخص الصحة الإنجابية للمرأة في سن الثلاثين
في سن الثلاثين، تمر المرأة بالعديد من التغيرات الجسدية والهرمونية التي قد تؤثر عليها سلبًا مع إهمال كيفية التعامل معها. تبدأ المرأة في هذا السن بالتفكير بجدية في الإنجاب، ولكن تواجهها بعض الصعوبات مثل ضعف التبويض، وغير ذلك من الأمور التي تؤخر حدوث الحمل وبخاصة إذا تم تأجيله لفترة بعد الزواج.
ولأن سن الثلاثين يعد نقطة محورية في حياة المرأة، ستجيب الدكتورة أمينة العسلي اختصاصية النساء والتوليد عن كل الأسئلة التي تدور حول الصحة الانجابية للمرأة في عمر الثلاثين.

ما المقصود بالصحة الانجابية للمرأة في سن الثلاثين؟
الصحة الإنجابية هي قدرة المرأة على الحفاظ على صحتها الجنسية والإنجابية بشكل عام. في سن الثلاثين، تكون المرأة قد تجاوزت العديد من المراحل البيولوجية المرتبطة بالبلوغ والخصوبة حيث حدوث تغييرات هرمونية قد تؤثر في قدرتها على الحمل. لذلك يجب على المرأة أن تحافظ على صحتها الانجابية من خلال الفحص الدوري، والاهتمام باتباع نمط حياة صحي يشمل الغذاء المتوازن وممارسة الرياضة بشكل منتظم، ومراقبة أي تغييرات قد تطرأ على جسمها والاستشارة سريعًا بشأنها.
ما هي التغيرات التي تطرأ على خصوبة المرأة في سن الثلاثين؟
في هذا السن تبدأ مستويات هرمون الإستروجين، الذي ينظم الدورة الشهرية، في الانخفاض في منتصف الثلاثينات، مما يؤدي إلى دورات شهرية غير منتظمة (ضعف التبويض). كما أن بعض النساء يدخلن في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث في أواخر الثلاثينات، مما يجعل الحمل أقل احتمالًا.
كيف تؤثر التغييرات التي تحدث للمرأة في سن الثلاثين على صحتها الانجابية؟
الهرمونات المتغيرة أحد أهم العوامل التي يجب أخذهما في الاعتبار عند الحديث عن خصوبة المرأة في سن الثلاثين. المرأة من منتصف إلى أواخر الثلاثينات لديها مخاطر أعلى للإصابة بمشاكل صحية وأمراض قد تؤثر على الحمل الصحي مثل:
-
تراجع الخصوبة
تبدأ خصوبة المرأة في الانخفاض بعد سن الثلاثين، حيث يقل عدد البويضات وجودتها تدريجيًا. لذا يجب المرأة أن تستثير الطبيب بشأن أي تغير تشير إلى ضعف الخصوبة لعمل اللازم حيال ذلك.
-
دورة الحيض غير المنتظمة
تواجه بعض النساء تغيرات في انتظام الدورة الشهرية نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تحدث في هذه الفترة.
-
الإصابة بأمراض نسائية
مع تقدم سن المرأة ودخولها في سن الثلاثين، تزداد احتمالية الإصابة ببعض الأمراض التي قد تؤثر على الصحة الإنجابية مثل تكيس المبايض أو مشاكل في الرحم أو قناتي فالوب. المتابعة الدورية المنتظمة تكفل اكتشاف ذلك واتخاذ العلاج المناسب في الوقت المناسب، واتخاذ قرارات مناسبة بخصوص الانجاب كقرار اللجوء إلى عمليات الحقن المجهري أو أطفال الأنابيب في حال انسداد الأنابيب (قنوات فالوب).
هل يمكن الحمل بسهولة في سن الثلاثين؟
نعم، ولكن الخصوبة تبدأ في الانخفاض تدريجيًا بعد سن الثلاثين. رغم أن العديد من النساء ما زلن قادرات على الحمل بشكل طبيعي، فإن احتمالية حدوث مشاكل في الحمل أو تأخيره قد تكون أعلى. من المهم متابعة الحالة الصحية والقيام بالفحوصات الدورية، واستشارة الطبيب عند ظهور أي عرض يدل على ضعف الخصوبة مثلًا كتأخر الدورة الشهرية أو خروج إفرازات مهبلية مرضية أو زيادة دم الدورة الشهرية أو طول مدته على غير العادة.
كيف تستطيع المرأة في سن الثلاثين الحفاظ على خصوبتها؟
يمكن للمرأة في هذا السن الحفاظ على خصوبتها من خلال اتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب التدخين والكحول، والحفاظ على وزن صحي. إضافة إلى استشارة الطبيب بشكل دوري وإجراء الفحوصات اللازمة.

هل يؤثر العمر على جودة البويضات؟
نعم يؤثر؛ لأنه مع تقدم العمر، يبدأ عدد البويضات في الانخفاض، مما قد يؤدي إلى تقليل جودة البويضات ويضعف من قدرتها على الإخصاب. إذا كانت المرأة تخطط للحمل في وقت لاحق من الحياة، قد يكون من المفيد استشارة الطبيب بشأن خيارات مثل تجميد البويضات.
ما هي الأعراض التي يجب أن تنتبه إليها في سن الثلاثين؟
من الأعراض التي قد تشير إلى وجود مشاكل صحية إنجابية في هذا العمر، والتي تؤدي بدورها إلى تأخير حدوث الحمل ما يلي:
- الشعور بألم شديد أثناء الدورة الشهرية.
- نزيف غير طبيعي سواء أثناء الدورة أو في فترة سابقة أو لاحقة لها.
- تغيرات في مدة الدورة الشهرية.
- صعوبة في الحمل على الرغم من انتظام العلاقة الزوجية، وعدم حدوث أي عرض غريب.
هل يمكن للمرأة في سن الثلاثين تأخير الانجاب لأعمار متقدمة؟
يمكن ذلك من خلال التقنيات الحديثة كتجميد البويضات ولكن الحمل ليس بويضات فقط، كما ذكرت سابقًا، قد تتعرض المرأة لحدوث مشاكل في الرحم مع مرور الوقت، كالأورام الليفية وغيرها وبخاصة مع عدم الانجاب لذلك وعلى الرغم من امكانية تأخير الانجاب لأعمار متقدمة إلا أنه لا يمكن تفادي بعض المخاطر الصحية التي من الممكن أن تحدث مع الحمل في سن متأخر مثل، مشاكل في المشيمة، وتضاعف احتمال الولادة المبكرة، وارتفاع خطر التشوهات الوراثية. لذلك، من المهم أن تكون المرأة على دراية بالمخاطر المحتملة وأن تتخذ قرارات مدروسة بشأن توقيت الحمل.
نصائح للمرأة للحفاظ على الصحة الإنجابية بعد سن الثلاثين
يجب على المرأة في سن الثلاثين الحفاظ على صحتها الانجابية من خلال تطبيق ما يلي:
- مراقبة الوزن والصحة العامة والحفاظ على وزن صحي للحفاظ على الخصوبة.
- التقليل من التوتر، لأن التوتر المزمن يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الهرمونات التي تنظم الدورة الشهرية ما يؤخر حدوث الحمل.
- القيام بالفحوصات الدورية: مثل عمل السونار للتأكد من عدم وجود أورام ليفية، وللتحقق من صحة المبايض والرحم معًا، إضافة إلى عمل فحص دم للهرمونات.
- التغذية السليمة إذ يساهم تناول الطعام الغني بالفيتامينات والمعادن مثل حمض الفوليك، فيتامين D، والأحماض الدهنية أوميغا-3 في تدعيم الصحة الإنجابية.
خلاصة القول:
يجب على المرأة في سن الثلاثين أن تنتبه لكل التغيرات التي تطرأ على صحتها الانجابية، وأن تأخذ بكل التوصيات التي تعزز من خصوبتها، والتي تجعلها في مأمن من كثير من الأمراض النسائية كأمراض الرحم وغيرها التي تتسبب في تأخر الحمل.