من المكن جدًا أن تقع المرأة القوية المستقلة في الحب كأي امرأة أخرى ولكن حبها غير

قوية ومستقلة وناضجة .. هل تتغير هذه الصفات بعد وقوع المرأة في الحب

ريهام كامل

المرأة القوية المستقلة ليست كأي امرأة، لأنها تمتلك صفات عديدة تميزها عن غيرها مثل الثقة في النفس، والقدرة على القيادة، والطموح، القدرة على تكوين علاقات ناجحة، واتقان فن الحوار. ليست هذه الصفات هي الصفات الوحيدة التي تمتلكها لأن نضجها وحكمتها يكشفون عن مزيد من السمات التي تجعلها تكون في المقدمة دائمًا.

السؤال الذي يفرض نفسه الآن هل تتغير شخصية المرأة القوية المستقلة عند الوقوع في الحب؟، ومن هو الرجل الذي يليق بها ويستطيع أن يساعدها في تكوين علاقة حب ناجحة كبداية لشراكة قوية باسم الرباط المقدس (الزواج)؟

تملك المرأة القوية المستقلة عقل حكيم وقلب كبير ولذلك قد ينتابها بعض التغيير بعد الوقوع في الخب
تملك المرأة القوية المستقلة عقل حكيم وقلب كبير ولذلك قد ينتابها بعض التغيير بعد الوقوع في الخب

الحب بعيون المرأة القوية المستقلة

تقول "أميرة داوود" دكتورة علاج شعورى وعلاج بالطاقة الحيوية دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا أن الحب بعيون المرأة القوية المستقلة ليس مجرد مشاعر عابرة أو حاجة ملحة لاكتمال الذات، فهي ليست باحثة عن اكتمال ذاتها في رجل، بل ترى في الحب شراكة حقيقية تقوم على الاحترام والتقدير المتبادل. شراكة تكفل لها الحفاظ على شخصيتها التي بذلت الكثير في بنائها، واستقلاليتها التي جعلتها قادرة على مواجهة التحديات بقوة وثبات.

الحب عندها حالة من الانسجام الروحي والتوافق العاطفي والفكري. واضحة هي في حبها، صريحة لأبعد الحدود تعلم ما تريده حقًا. الحب بالنسبة للمرأة القوية المستقلة ليس وعود ذائفة أو أحلام وردية بل واقع تحب أن تعيشه بتفاصيل حقيقية مع رجل مفعم بالرجولة الحقيقة، يتفهم شخصيتها، ويحترم مشاعرها وعقلها، ويقدر استقلاليتها، ويكون معها لا عليها. تنظر للحب على أنه مسؤولية متبادلة تقع على الشريكين. تُرى من هو الرجل الذي يليق بها؟

صفات الرجل الذي يستحق حب المرأة القوية المستقلة

الرجل الذي يستحق المرأة القوية المستقلة هو الرجل الذي يتمتع بكل الصفات التي تحافظ على شخصيتها واستقلاليتها. وبحسب د. أميرة يجب أن يكون هذا الرجل متمتعًا بالصفات التالية:

  • الثقة بالنفس، يعتبر المرأة القوية إلهامًا له، هذه الثقة تجعله لا يهاب قوتها ولا يهدده نجاحها.
  • النضج العاطفي، قادر على إدارة مشاعره وتفهم مشاعرها بصدق ودون أي خداع.
  • الاحترام والتقدير، أن يحترم نفسه أولًا ويكون قادرًا على منحها الاحترام الذي يليق بقدرها، وأن يقدر قيمتها.
  • قوة الشخصية والقدر على الدعم والتحفيز، يجب أن يكون داعمًا لها وأن لا يقف بينها وبين طموحاتها وأحلامها. يشجعها على التطور والنجاح دون أن يشعر بالغيرة أو الحاجة لفرض سيطرته.
  • الاستقلالية، يجب أن يكون مستقل بذاته، ولديه حياته الخاصة وطموحاته، وأن لا يعتمد عليها لتكون محور حياته بالكامل.
  • الذكاء العاطفي، يجب أن يكون متمتعًا بدرجة عالية من الذكاء العاطفي وأن يفهم متطلباتها، وأن يلبي احتياجاتها.

إضافة إلى كل المعاني السامية التي تدخل تحت وصف "الرجولة الحقيقية"

الرجل المفعم بالرجولة الحقيقية هو وحدة من يحظى بقلب المرأة القوية المستقلة
الرجل المفعم بالرجولة الحقيقية هو وحدة من يحظى بقلب المرأة القوية المستقلة

شخصية المرأة المستقلة بعد الوقوع في الحب

المرأة القوية المستقلة تعرضت لافتراءات عديدة مثل أنها قاسية أو أنها لا تعرف طريق الحب، وأنها تتعامل مع المشاعر بشكل جامد، والحقيقة أنها ليست كذلك، فهي امراة رقيقة تحب الحب ولا تنكر المشاعر الرقيقة الجميلة أبدًا، هي عاطفية بما يلائم شخصيتها وبما لا يتعارض مع أي ثوابت لديها. تحبه الحب وتتمنى أن يشاركها الحياة رجلًا يفهمها ويحترم شخصيتها ويقدر عقلها. هذا الرجل تحبه المرأة حبًا يليق به وبها.

إن الإجابة على هذا السؤال صعبة لأنه لا يمكن نكران ما يفعله الحب بقلوبنا وتوجهات عقولنا. يقول بعض المختصين ومن بينهم د.أميرة أن المرأة القوية تحب بالطريقة التي تليق بشخصيتها وهي الطريقة المتوازنة التي تحقق لها احترام الذات والاستقلالية واحتواء مشاعرها واحتياجاتها العاطفية أي أنها تحب الحب ولكنها تفضل أن يكون ملائمًا لثوابت تحيا من أجلها ألا وهي اثبات ذاتها واستقلاليتها ونجاحاتها في العمل بشكل خاص.

وللحصول على آراء عديدة التقت "هي" بمجموعة من النساء الراقيات من أعمار مختلفة لسؤالهم نفس السؤال لمعرفة التغيرات التي تطرأ على المرأة القوية المستقلة بعد الوقوع في الحب.

منة محمود ( دبي)

تقول منة وهي مستشارة قانونية، أن المرأة القوية المستقلة قد تتغير بعض الشيء بعد الوقوع في الحب وبخاصة عندما تحب بعمق، فتجد نفسها تفعل ما تفعله أي امرأة مع الرجل الذي تحبه، تضحي من أجله، وتدعمه، وتقف بجواره في الشدة فقد تكون هي جيشه الوحيد كما يقول أصحاب الخبرة والمختصين، لكن بتوازن ناتج عن حكمة ونضج، قطعًا لن تضحي بذاتها من أجله لأن قوتها واعتزازها بشخصيتها يجعلانها تحب بتوازن وتحظى بحب شريك حياتها في نفس الوقت.

آيات محمد (الشارقة)

تقول آيات وهي رائدة أعمال مميزة في مجالها، تؤمن بحرية النساء ودورهن في المجتمعات، أن المرأة مهما بلغت من قوة واستقلالية لن تستطيع قتل الجانب العاطفي في شخصيتها، ولذلك عندما تحب، فهي لا تتردد أبدًا في احتواء الرجل الذي تحبه، وأنها في بعض الأحيان قد تخفي بعض جوانب القوة في شخصيتها من أجله أيضًا، وعلى الرجل أن يقدر لها ذلك، لأنها قد تفضل الانفصال على أن تكون فاقدة للتقدير من قبل شريك حياتها.

نانسي عادل ( دبي)

ترى أن نانسي أن المرأة القوية المستقلة قد تتغير تلقائيًا بمجرد وقوعها في الحب، وبخاصة إذا كانت تحب بكل كيانها، لأنها لن تستطيع التحكم في مشاعرها رغمًا عنها، لأن قوة المرأة واستقلاليتها لا تنفي أنوثتها، وهذه تتحقق باحتياجها لرجل يحتويها ويقدرها ويغمرها عطفًا وحنانًا ومن الطبيعي جدًا أن تضحي المرأة القوية من أجل حبها ومن أجل الحفاظ عليه، ما يفرقها عن غيرها أنها ستكون أكثر حكمة من غيرها من النساء الضعيفات.

خلاصة القول:

المرأة المستقلة القوية بعد الوقوع في الحب هي شريكة محبة وداعمة لشريك حياتها، ومحبة له. لابد من حدوث بعض التغييرات لها ولكن ما يهم أن هذه لن تتعارض مع شخصيتها واحترامها لذاتها. هذه المرأة قادرة بنسبة كبيرة على تحقيق التوازن الذي يضمن لها تحقيق حياتها الزوجية والعملية.

الآن، وبعد أن عرضنا بعض الآراء يُسعدني أن أطرح عليكم هذا السؤال : هل تتغير المرأة القوية المستقلة بعد الوقوع في الحب؟