أمل جديد لمرضى البهاق من بينهم ويني هارلو عارضة الأزياء الأمريكية

بكتيريا معوية مفيدة.. قد تحمل الأمل لمرضى البهاق: إليكِ التفاصيل

جمانة الصباغ
13 فبراير 2025

نأخذ الدعم منهم، مثلما نحب التمثَل بحياتهم والشهرة التي يحققون على مختلف المجالات.. المشاهير، نقطة ضعف الكثيرين، خاصةً الشباب والمراهقين، الذين يتطلعون إلى هؤلاء الأشخاص بنظرات إعجاب ورغبةٍ في الاقتداء بهم.

حتى إذا ما واجه هؤلاء المشاهير أية مشكلة، صحية أو نفسية، سارع المعجبون بهم للدفاع عنهم وإحاطتهم بالدعم الكبير. وربما يكون لهذه العلاقة الحميدة بين المشاهير وجمهورهم، تأثيرٌ إيجابي على تقبَل الناس للعديد من المشكلات الصحية التي لم تكون معروفةً بكثرة في السابق، وباتت اليوم محط أنظار الجميع.

أمل جديد لمرضى البهاق من بينهم ويني هارلو عارضة الأزياء الأمريكية-رئيسية واولى
أمل جديد لمرضى البهاق من بينهم ويني هارلو عارضة الأزياء الأمريكية

مشاهير مصابون بالبهاق، مثل ناشئة المحتوى الإماراتية سلامة محمد؛ رائدة الأعمال وناشئة المحتوى اللبنانية كارين وازن؛ عارضة الأزياء الأمريكية ويني هارلو؛ عارضة الأزياء السعودية شهد سلمان، وغيرهم العديد. لم يخشَ هؤلاء المشاهير من الإفصاح عن إصابتهم بهذا المرض الجلدي، بل أن بعضهم مثل ويني هارلو، استعانت بهذه المشكلة لتحقيق تميَزٍ وتفرَدٍ كبيرين لها في مجال عرض الأزياء العالمي.

المؤثرة وعارضة الأزياء لوجينا صلاح واحدةٌ من النساء اللاتي أعدنَ تعريف الجمال، وشجعنَ الجميع على تقبَل الإختلاف في بشرة الوجه، بل والفخر به بدون أي خجل؛ حيث لم تحد إصابتها بالبهاق من طموحاتها واستعراض جمالها المختلف، وبهذا كسرت المعايير السائدة في مجتمعنا. وما كان لافتًا بأن لوجينا رفعت شعار التصالح مع النفس وأطلت بكل شجاعةٍ على جمهورها كما طبيعتها وبدون أن تخفي إصابتها، لإيصال رسالةٍ للجميع بأن يفتخرنَ بهويتهنَ الجمالية ويحتفلنَ بهذا الإختلاف بدون خجل. رسالة لوجينا صلاح وصلت الى المجتمع خاصةً بعد مشاركتها في منافسات مسابقة ملكة جمال الكون التي أُقيمت في المكسيك أواخر العام الماضي. وكانت لوجينا، الحائزة على لقب ملكة جمال مصر، اشتهرت كناشطة تتحدث عن التحديات التي يواجهها مرضى البهاق في المجتمعات العربية؛ حيث أنها عانت لسنواتٍ من التنَمر بسبب المرض الذي أصابها في طفولتها.

لا شك في أن تجاوز مرض البهاق يحتاج للكثير من الثقة بالنفس وعدم الإكتراث بآراء الناس ونظراتهم المشينة نحونا؛ لكن بعض المصابين بهذا المرض ما زالوا يعانون، نفسيًا وجسديًا، من تلك البقع البيضاء التي تظهر على مختلف أنحاء الجسم، ويلجأون للعلاجات الموضعية من مراهم وليزر وغيرها للتخلص من هذه البقع أو الحد من انتشارها بكثرة.

إلا أن جهود الباحثين والخبراء، لا تتوقف، في محاولةٍ للبحث عن علاجاتٍ جديدة وثورية تُطمئن بال مرضى البهاق وتُعيد إليهم الأمل بحياةٍ أفضل وشبه خالية من البهاق وتداعياته. ولحسن الحظ، فقد حملت الأخبار من جامعة نورث ويسترن الأمريكية هذا الأمل بعد توصل خبرائها إلى علاجٍ جديد يعتمد على مادةٍ طبيعية تنتجها بكتيريا الأمعاء المفيدة.

يعمل الباحثون على بكتيريا معوية مفيدة لعلاج مرض البهاق
يعمل الباحثون على بكتيريا معوية مفيدة لعلاج مرض البهاق

أملٌ جديد لمرضى البهاق.. علاج باستخدام بكتيريا معوية

أشار موقع "العربية. نت" نقلًا عن موقع New Atlas ودورية Investigative Dermatology أن العلاج الجديد أثبت فعاليةً كبير على الفئران المصابة بمرض البهاق والمستخدمة في البحث الذي أجراه خبراء من جامعة نورث ويسترن في ولاية ألينوي الأمريكية.

يعتمد العلاج الجديد على مادة طبيعية تنتجها بكتيريا الأمعاء المفيدة؛ بكتيريا Bacillus subtilis الحيوية، التي يُشار إليها أيضًا بالبكتيريا العضوية الرقيقة، وتتواجد في الأمعاء وداخل التربة. وعمل الباحثون على استخدام نسخةٍ مُعدلة من الميكروب لإنتاج كمياتٍ أكبر من المعتاد من الجُزيئات النشطة بيولوجيًا المعروفة باسم exopolysaccharides، والتي تسمى اختصارًا EPS. وتُعرف هذه المواد بقدرتها على تقليل الاستجابات المناعية غير المرغوب فيها.

بنسبة نجاحٍ كبيرة ومذهلة، وخلال الاختبارات المعملية التي أُجريت على الفئران المُصابة بالبهاق؛ تلقت مجموعةٌ واحدة من القوارض حقن EPS أسبوعيًا لمدة وصلت إلى 18 أسبوعًا، فيما تُركت مجموعة التحكم دون علاج. وعلى الرغم من عدم ملاحظة أي تغييرٍ في مجموعة التحكم، إلا أن فقدان الصبغة على ظهور الفئران المعالجة بـ EPS أظهر انخفاضًا في النهاية بنسبة مذهلة بلغت 74٪.

كما أظهر تحليل الأنسجة الذي أجراه الباحثون على جلد الفئران المعالجة، انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 63.6٪ في الخلايا التائية السامة للخلايا، التي تقتل الخلايا الصبغية. وفي الوقت نفسه، كانت هناك زيادةٌ بمقدار 1.7 ضعف في الخلايا التائية التنظيمية التي تحمي الخلايا الصبغية.

وفي تعليقها على نتائج البحث، قالت البروفيسورة كارولين لو بول، الباحثة الرئيسية في الدراسة: "كانت النتائج في النموذج البحثيٍ مذهلة. فقد تبيَن أن إعطاء مُركبٍ ميكروبي أسبوعيًا للفئران المعرضة للبهاق أدى إلى قمع تطوَر المرض بشكلٍ كبير. لقد أحدث فرقًا مذهلًا في نموذجٍ عدواني للمرض."

هذه النتائج ما زالت محصورةً في الوقت الحالي على الفئران المشاركة في التجربة؛ فيما ستُركَز الأبحاث الإضافية على تقييم مدى فعالية العلاج على البشر، ومدة استمرار التأثيرات. ليتمكن الباحثون في نهاية المطاف، من إعطاء EPS لمرضى البهاق على شكل مرهم أو مادة مضافة للطعام، مما يوفر على المرضى الحقن الأسبوعية.

البهاق مرض مناعي ذاتي يؤدي لظهور بقعٍ بيضاء على الجسم
البهاق مرض مناعي ذاتي يؤدي لظهور بقعٍ بيضاء على الجسم

البهاق.. مرضٌ مناعي ذاتي

بالتأكيد سمعتِ عزيزتي عن أمراض المناعة الذاتية، وإصابتها بشكلٍ خاص للنساء؛ وهو ما سوف نتطرق له في مقالةٍ منفصلة.

إنما وبالعودة إلى موضوع حديثنا هنا، فإن البهاق واحدٌ من الأمراض المناعية الذاتية يؤدي إلى ظهور بقعٍ بيضاء على مختلف أنحاء الوجه والجسم بشكل ظاهر حتى الشعر والفم، م قد يُسبَب الحرج والإنزعاج للمصابين به. ويعود السبب في ذلك لفقدان الميلانين في الجسم والذي يُحدد عادةً لون الشعر والجلد، بسبب موت الخلايا التي تنتج مادة الميلانين أو تتوقف عن أداء وظائفها بحسب ما أورد موقع "مايو كلينك".

ينتشر البهاق بين مختلف الأشخاص باختلاف بشراتهم، لكنه أكثر وضوحاً لدى الأفراد أصحاب البشرة الداكنة. وقد يُصاب الناس بالبهاق في أي عمر، ولكنه يظهر عادةً قبل سن 30. ووفقًا للدكتورة منال غانم التميمي، أخصائية الأمراض الجلدية والتجميل، فإن مرض البهاق ليس مُعديًا؛ ولكن يمكن أن يتواجد عند أكثر من فردٍ في العائلة الواحدة. ‏مضيفةً أنه ليس بالإمكان وعد المريض بالشفاء التام من هذا المرض، إذ أن هناك حالاتٍ تستجيب للعلاج وحالاتٍ عنيدة لا تستجيب للأسف.

يتم اللجوء إلى الأدوية الموضعية لعلاج حالات مرض البهاق، ومنها تلك التي تحتوي على الكوستيرويد. كما يتم ‏أحيانًا إعطاءأبر أو حبوب من الكورتيزون في حالاتٍ معينة، و‏هناك أيضاً علاج اللترا فيوليت ‏أو الأشعة فوق البنفسجية، أو ما يُعرف بين الناس باسم العلاج الضوئي، والذي يعطي نتائج جيدة جدًا. 

الأدوية الموضعية والعلاج الضوئي هي العلاجات المتاحة حاليًا لمرض البهاق
الأدوية الموضعية والعلاج الضوئي هي العلاجات المتاحة حاليًا لمرض البهاق

قد يعيد علاج البهاق للجلد المصاب لونه، ولكنه لا يمنع استمرار فقدان الجلد للون أو تكرار الإصابة به. ومن الصعب التنبؤ بمدى تقدم المرض، إذ في بعض الأحيان يتوقف ظهور البقع من دون علاج. وفي معظم الحالات، ينتشر البهاق ليصيب في نهاية المطاف معظم الجلد؛ إلا أن الجلد يستعيد لونه في بعض الأحيان.

في مجمل الأحوال؛ وبانتظار نتائج الدراسة المذكورة أعلاه وفعاليتها على البشر؛ لا يسعنا سوى الدعوة إلى عدم إهمال ظهور أية بقع غير اعتيادية وتميل للون الأبيض في بعض الأحيان، وسرعة الذهاب إلى الطبيب المختص لتشخيص الإصابة بالبهاق من عدمها ووصف العلاجات المناسبة.

وليكن معلومًا لكِ عزيزتي، أن الجمال الحقيقي يبقى بالفعل في الداخل وليس من الخارج؛ وأنه حتى لو ظهرت بعض الآثار الغريبة على أجسادنا مثل بقع البهاق البيضاء، فإن تحويلها إلى قوة مُحفزة لنا للاستمتاع بحياتنا سيجعل تقبَلنا لهذا المرض الجلدي أكثر، وستكون حياتنا مفعمة بالأمل والرفاه كما نريد.