تعرفي إلى فوائد التأمل لإنقاص الوزن وتحسين صحتك النفسية والجسدية

ممارسة التأمل عودة إلى ذاتكِ عبر مرآة العالم بجسم رشيق وحالة مزاجية لا مثيل لها

رحاب عباس
23 فبراير 2025

ينسابُ الضوءُ عبر الزجاج كشريطِ ذهبٍ سائل، تبدأ الرحلةُ الأكثر سحرًا عند جلوسي أمام الشباك ليس مجرد وقفةٍ عابرة، بل هو انزياح إلى عالمٍ تختلط فيه حكاياتُ الخارج بأنفاسِ الداخل. أطّل على شارعٍ يموجُ بالحياة من خلف زجاجٍ يَحملُ آثارَ الأمطارِ وأحلامَ العابرين، لكنّي أختار أن أخلع ضجيجَ العالم، ولبّس رداء السكينةَ، وأتنفس ببطء، وكأن الهواءَ نغماتٌ تملأ رئتي، وأغسلُ ذهني بحركةِ الأغصانِ التي ترقصُ مع الريحِ في لعبةٍ لا تنتهي؛ كي أمارس تمارين التأمل لاستعادة الصمت بداخلي، بعد كلّ همسةٍ رياحِ تُذكِّرني بأن التوترَ مجردُ غيمةٍ عابرة، وأن الجوهرَ الحقيقيَّ يكمُن في هذا الصمتِ الذي يلفُّ روحي كدفءٍ لا يُرى.

هنا، اكتشفت أن التأملَ ليس هروبًا، بل عودة إلى ذاتي عبر مرآةِ العالم. فهو ليس مجرد ممارسة روحية أو عقلية فحسب، بل يُعد أداة قوية لتحقيق الرشاقة الجسدية والنفسية لأي امرأة أوفتاة تبحث عن التميُز والجمال الطبيعي والرشاقة المثالية.

من هذا المنطلقُ، سأُطلعكِ عبر موقع "هي" على تجربتي الخاصة مع ممارسة تمارين التأمل لاستعادة وزني تحديدًا بعد الدعم الطبي والنفسي الذي قدمته لي كل من خبيرة اليوغا مها عادل وأخصائية التغذية الدكتورة وفاء محمد من القاهرة؛ إليكِ التفاصيل:

ممارسة التأمل لها فوائد مذهلة لإنقاص الوزن بطريقة غير مباشرة

ممارسة التأمل ضمن نظام غذائي صحي وبعض التمارين الفعالة لشد الجسم تمنحك قوام ممشوق بطريقة غير مباشرة
ممارسة التأمل ضمن نظام غذائي صحي وبعض التمارين الفعالة لشد الجسم تمنحك قوام ممشوق بطريقة غير مباشرة

أكدت كل من الدكتورة وفاء وخبيرة اليوغا مها، أن ممارسة التأمل بشكل منتظم ضمن برنامج صحي يحوي نظام غذائي صحي وبعض التمارين المهمة لشد الجسم؛ ستكون مفيدة وفعالة بطريقة غير مباشرة، لتحقيق الفوائد التالية:

التحكم في الشهية والحد من الإفراط في الأكل

يزيد التأمل من الوعي بالجسم، مما يساعدكِ على تمييز إشارات الجوع الحقيقية عن الأكل العاطفي الناتج عن التوتر أو الملل. وهنا تُظهر الدراسات الحديثة أن الممارسة المنتظمة لتمارين التأمل تُقلل من الرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية، وخصوصًا الغنية بالسكر أو الدهون.

تُخفض مستويات الكورتيزول "هرمون التوتر"

يُحفز ارتفاع الكورتيزول تخزين الدهون في منطقة البطن ويُعيق عملية التمثيل الغذائي؛ إلا أن التأمل اليومي حتى لمدّة 10 دقائق، سيُنظم إفراز الهرمونات، مما يدعم إنقاص الوزن  ويمنع تراكم دهون منطقة البطن الناتجة عن التوتر.

تُعزز التمثيل الغذائي "الأيض"

تُحسن تمارين التأمل الدورة الدموية ووظائف الجهاز الهضمي، مما يساعد على حرق السعرات الحرارية بكفاءة. كذلك تُساهم في توازن هرمونات الغدة الدرقية، التي تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم الوزن.

تُحسن جودة النوم

بما أن قلة النوم ترتبط بزيادة الوزن بسبب اختلال هرمونات الجريلين المسؤول عن الجوع، و هرمون الليبتين المسؤول عن الشبع؛ فإن ممارسة التأمل وخصوصًا قبل النوم، يُعمق جودة النوم، مما يدعم عمليات إصلاح الجسم وحرق الدهون أثناء الليل.

تزّيد الدافع لممارسة الرياضة

يخلق التأمل حالة من الانضباط الذهني، مما يسهل الالتزام بالتمارين الرياضية؛ كما أن التركيز على التنفس أثناء التأمل يُحسن الأداء في التمارين الهوائية أو اليوغا، ويزيد من قدرة التحمل.

تُخلّص من احتباس السوائل

بما أن التوتر المزمن يُسبب احتباس السوائل في الجسم؛ فإن التأمل يُنشط الجهاز اللمفاوي، مما يساعد على التخلص من السموم والانتفاخ.

تُساهم في تعزيز الثقة الجسدية وقبول الذات

اعلّمي عزيزتي وعن تجربة شخصية، أن التأمل يُقلل من التفكير السلبي حول شكل الجسم، ويركز على امتنانكِ لقدرات جسدكِ بدلًا من انتقاده، مما يحفزكِ على اتخاذ خيارات صحية دومًا.

كيف تبدأين؟

حان الوقت كي تبدئي معنا لممارسة التأمل بشكل منتظم
حان الوقت كي تبدئي معنا لممارسة التأمل بشكل منتظم

ووفقًا لخبيرة اليوغا مها، ليس عليكِ سوى اتباع التعليمات التالية، كي تبدأي ممارسة التأمل بشكل منتظم يوميًا، وذلك على النحو التالي:

  • اختاري وقت ثابت "10 دقائق" صباحًا أو قبل النوم.
  • استفيدي من التأمل الموجه باستخدام تطبيقات مثل: " Headspace أو Calm " التي تقدم جلسات قصيرة تركز على الوعي بالجسم.
  • لا تستغني عن ممارسة التأمل أثناء الحركة؛ إذ يُمكّنكِ ممارسة المشي الواعي أو الـيوغا البسيطة مع التركيز على التنفس.

أوقات مُحددة تزداد فيها الفاعلية حسب الهدف المرجو

وتابعت خبيرة اليوغا مها، ممارسة التأمل تُعتبر مُفيدة في أي وقت من اليوم، لكن توجد أوقات مُحددة تزداد فيها الفاعلية حسب الهدف المرجوّ. إليكِ أفضل الأوقات مع شرح فوائد كل منها:

الصباح الباكر قبل الفطور.. لماذا؟

لأن الدماغ يكون في حالة هدوء بعد النوم، مما يسهل الوصول إلى التركيز العميق. فضلَا عن ذلك يساعد هذا الوقت على برمجة اليوم بإيجابية وتقليل القلق قبل مواجهة الضغوط. لذا، جربِي تأمل "النوايا" لـ 10 دقائق مع التركيز على أهدافك اليومية.

عند الظهيرة أثناء استراحة العمل.. لماذا؟

لأن تمارين التأمل الببسيطة تُجدد الطاقة وتُحفز التركيز للنصف الثاني من اليوم؛ كما أنها تُقلل من اتخاذ قرارات متهورة بسبب الإرهاق. لذا، خذّي جلسة تأمل قصيرة  لمدة 5 دقائق مع التركيز على التنفس بشكل كافي.

بعد ممارسة الرياضة.. لماذا؟

لأن الجسم يكون في حالة استرخاء بسبب إفراز الإندورفين "هرمون السعادة"؛ ما يُحسّن الاتصال بين العقل والجسم، وخصوصًا إذا مارستِ اليوغا أو تمارين التنفس. لذا، استغلي الـ 5 دقائق بعد التمرين للتنفس العميق والامتنان.

بعد غروب الشمس وقبل النوم.. لماذا؟

لأنه يُخفف التوتر المتراكم خلال اليوم ويُحسّن جودة النوم، ويُقلل من التفكير الزائد الذي قد يُسبب الأرق. لذا، استخدمي تأمل مسح الجسم (Body Scan) لإرخاء كل عضلة.

الأوقات الانتقالية.. قبل اجتماع مهم أو بعد عودة إلى المنزل.. لماذا؟

لأن تمارين التامل تُساعد على "إعادة الضبط" الذهني ومواجهة المواقف بهدوء؛ والتقليل من تراكم المشاعر السلبية مثل: "الغضب أو الإحباط".

أوقات يُنصح بتجنب ممارسة التأمل فيها

يمنع ممارسة التأمل بعد تناول الأكل مباشرةً
يمنع ممارسة التأمل بعد تناول الأكل مباشرةً

مع تجربتي الشخصية، وبناءً على إرشادات خبيرة اليوغا مها؛ تيقنت أن هذه الأوقات غير ملائمة لممارسة تمارين التأمل، وأبرزها:

  • بعد الأكل مباشرةً، لأنالشعور بالثقل قد يُشتت التركيز.
  • عند المرض الشديد أو الإرهاق الجسدي، لأن الجسم يحتاج إلى الراحة في المقام الأول.

أفضل الأطعمة والمشروبات الموصي بها قبل ممارسة التأمل

من ناحية أخرى، أوضحت دكتورة وفاء، أن اختيار الأطعمة الصحية المناسبة قبل ممارسة التأمل مهم للحفاظ على تركيزكِ وطاقتكِ من دون الشعور بثقل أو اضطراب في الهضم. كما أن الهدف من اختيار أطعمة صحية مناسبة، هوالحفاظ على توازن السكر في الدم وتهيئة الجسم والذهن لاستقبال حالة التأمل بسلام. وإليكِ أفضل الأطعمة والمشروبات الصحية الموصى بها قبل التأمل:

أطعمة خفيفة وسهلة الهضم

  • الموز:غني بالبوتاسيوم والمغنيسيوم الذي يُهدئ الأعصاب ويُحسن المزاج.
  • التوت أو الفراولة:تحتوي على مضادات الأكسدة التي تدعم صحة الدماغ.
  • التمر:يمنحكِ طاقة سريعة دون رفع مستويات السكر بشكل مفاجئ.
  • الشوفان:مصدر للكربوهيدرات المعقدة التي تمد الجسم بالطاقة ببطء.

أطعمة غنية بالبروتين النباتي

حفنة من الجوز واللوز قبل ممارسة التأمل لتعزيز الوظائف الدماغية
حفنة من الجوز واللوز قبل ممارسة التأمل لتعزيز الوظائف الدماغية
  • حفنة من اللوز أو الجوز: تحتوي على أوميغا3 وفيتامين E لتعزيز الوظائف الدماغية.
  • زبدة الفول السوداني الطبيعية مع قطعة خبز كامل: تمنح شعورًا بالشبع من دون ثقل.

مشروبات مهدئة

  • شاي البابونج:يُقلل التوتر ويساعد على الاسترخاء.
  • الماء الدافئ مع الليمون:يُنقي الجسم ويزيد التركيز.
  • عصير أخضر خفيف مثل: "السبانخ والكرفس"غني بالمغذيات من دون إثقال المعدة.

أطعمة يجب تجنبها قبل ممارسة التأمل

  • الأطعمة الدسمة أو المقلية: تُسبب خمولًا وعسر هضم.
  • الكافيين: قد تزيد القلق أو تسارع ضربات القلب.
  • السكريات المصنعة: تؤدي إلى ارتفاع سريع في الطاقة ثم انهيار مفاجئ.

نصائح فعالة للاستفادة من فوائد التأمل لإنقاص الوزن

استفيدي من التعليمات المقدمة لتحقيق أقصى استفادة من فوائد التأمل لإنقاص الوزن وتحسين الحالة الجسدية والنفسية
استفيدي من التعليمات المقدمة لتحقيق أقصى استفادة من فوائد التأمل لإنقاص الوزن وتحسين الحالة الجسدية والنفسية

تنصحكِ كل من الدكتورة وفاء وخبيرة اليوغا مها؛ باتّباع التعليمات للاستفادة من تمارين التأمل في تعزيز صحتكِ النفسية والجسدية والجمالية؛ وذلك على النحو التالي:

  • تناولّي وجبتك الخفيفة قبل التأمل بـ 30-60 دقيقة لتفادي الشعور بالامتلاء.
  • ركّزي على كميات صغيرة لتجنب الانزعاج أثناء الجلوس.
  • جربِي ما يناسبكِ، لأن بعض النساء أو الفتيات يفضلن التأمل على معدة فارغة صباحًا، بينما آخرون يحتاجون لوجبة خفيفة.
  • تأكدي أن الانتظام أهم من التوقيت؛ لذا اختاري وقتًا تستطيعين الالتزام به يوميًا حتى لو 5 دقائق.
  • جربي أوقاتًا مختلفة، فقد تكتشفين أن تأمل الليل يناسبكِ أكثر من الصباح، أو العكس.
  • استخدمي المنبهات الطبيعية مثل: "ضوء الشمس الصباحي أو أصوات الطيور" لتعزيز التجربة.

وأخيرًا، التأمل وحده ليس حلًا سحريًا للرشاقة، لكنه مكمل قوي للنظام الغذائي والرياضة. عندما تدمجينه مع نمط حياة صحي، ستلاحظين تحسنًا في شكل الجسم، والطاقة، وحتى نضارة البشرة. كما أن ممارسة تمارين التأمل مثل ممارسة الرياضة؛ كلما مارستيها بوعي، أصبحت جزءًا من روتينكِ بغض النظر عن الوقت. الأهم هو أن تشعري بالراحة والاتزان بعدها.