
المصممة السعودية لبنى الغرير لـ"هي": بوتيك ست الدار بالدرعية تجربة تنبض بروح التراث النجدي
في قلب الدرعية، منطقة البحيري، حيث يلتقي التاريخ بالفن المعاصر، شهدت الساحة الثقافية السعودية حدثًا استثنائيًا مع الافتتاح الرسمي لبوتيك "ست الدار". يشكل البوتيك تجربة ثقافية متكاملة، تحاكي روح التراث النجدي، حيث يتشابك الماضي مع الحاضر في تناغم فريد.
يأتي البوتيك مدمجًا مع محل حسن بن غيث للأقمشة التراثية الفاخرة، ليشكل فضاءً يحتفي بالأصالة ويعيد تقديمها بأسلوب عصري راقٍ، جاء الافتتاح بحضور العديد من شخصيات المجتمع البارزة مثل صاحب السمو سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ود. ليلى البسام والعديد من الشخصيات اللامعة.
وراء هذا المشروع تقف المصممة لبنى الغرير، التي جعلت من "ست الدار" تجسيدًا لرؤية تجمع بين الأجيال، حيث تلتقي الحرفية التقليدية بالتصاميم الحديثة، لتقدم تجربة تمزج بين التراث العريق والابتكار المعاصر. في مقابلة خاصة لمجلة "هي"، كشفت لبنى الغرير عن ملامح هذا المشروع الفريد، والتحديات التي واجهتها، ورؤيتها لكيفية إعادة إحياء الهوية السعودية في عالم الأزياء.
بوتيك يتجاوز فكرة المتجر إلى تجربة ثقافية
عندما سُئلت المصممة عن ما يميز "ست الدار" عن غيره من المتاجر، أكدت أن البوتيك ليس مجرد مساحة لعرض الأزياء، بل هو تحية لروح التراث النجدي. وأوضحت قائلة: "ست الدار ليس مجرد بوتيك، بل هو تكريم للهوية الثقافية السعودية في أنقى صورها. في حين أن العديد من المتاجر تستلهم عناصر من التراث."
وتكمل الحديث قائلة: "في "ست الدار" نحافظ على الأصالة ونعيد تقديمها من خلال تجربة غامرة. كل قطعة، كل نسيج، وكل تفصيل داخل البوتيك يحمل في طياته جوهر الثقافة النجدية، وذلك بالتعاون مع "محل حسن بن غيث للأقمشة"، وهو اسم عريق مرتبط بالحرفية التقليدية. لا نتبع الصيحات العابرة، بل نعمل على إحياء الإرث الثقافي وجعله نابضًا بالحياة ليبقى للأجيال القادمة."
تصاميم تعكس التوازن بين التراث والحداثة
تجسّد كل قطعة في البوتيك توازناً دقيقاً بين التراث والحداثة، حيث تظل التصاميم وفية للهوية النجدية، مع لمسات معاصرة تجعلها ملائمة للجيل الحالي. أوضحت الغرير لـ"هي" رؤيتها حول كيفية تحقيق هذا التوازن، بقولها: "نستلهم تصاميمنا من العمارة النجدية والنقوش التراثية والأقمشة التقليدية، حيث نكرّم الماضي ونعيد تقديمه بلمسة أنيقة ومعاصرة."
توضح قائلة:" "نعتمد على التطريزات الدقيقة، والأقمشة المصنوعة يدويًا، والقصات الكلاسيكية التي تعيد تعريف التراث، ليس عن طريق تغييره، بل عبر تقديمه بأسلوب يواكب العصر. لا نقوم بتحديث التراث، بل نرتقي به، ليظل أنيقًا وجذابًا كما كان دائمًا."
تحديات تحويل الحلم إلى واقع في قلب الدرعية
إطلاق مشروع بهذا الحجم في منطقة تاريخية مثل البحيري – الدرعية لم يكن بالأمر السهل، بل يتطلب دقة متناهية في التنفيذ للحفاظ على أصالة التجربة. وحول التحديات التي واجهتها في تحقيق هذه الرؤية، قالت لبنى الغرير: "إطلاق "ست الدار" في البحيري لم يكن مجرد إنشاء متجر، بل كان خلق تجربة غامرة تعكس روح التراث النجدي.
وتكمل حديثها موضحة أن التحدي الأكبر كان دمج روح البوتيك مع قلب الدرعية، حيث توضح: "الحفاظ على أصالته وتقديمه بأسلوب معاصر. بكافة التفاصيل، من اختيار المواد إلى تصميم المساحة، كان يتطلب دقة شديدة لضمان تحقيق التوازن بين الحفاظ على هوية المكان وجعل البوتيك وجهة جذابة للجمهور العصري. لم يكن الهدف مجرد تصميم جميل، بل كنا نريد سرد قصة ثقافية حية، ليصبح "ست الدار" انعكاسًا نابضًا بالحياة للهوية التي يمثلها."
"ست الدار".. تجربة تعكس أصالة التراث
منذ لحظة دخولك إلى "ست الدار"، تشعر بأنك انتقلت إلى عالم من الحرفية والأناقة التي تعكس روح نجد بكل تفاصيلها. المكان ليس مجرد بوتيك، بل فضاء ثقافي يعكس التراث النجدي بأسلوب معاصر، حيث تتناغم الأزياء التراثية مع التصاميم الحديثة، بدءًا من الجلابيات الفاخرة وصولًا إلى البشوت الفريدة والإكسسوارات المميزة.