وجهات سياحية في مارس للإستمتاع بعطلات هادئة وساحرة

يُعتبر شهر مارس فترة مثالية للسفر، حيث تبدأ أجواء الربيع بالانتشار في العديد من مناطق العالم، مما يوفر طقسًا معتدلًا يجعل استكشاف المعالم السياحية وممارسة الأنشطة الخارجية أكثر متعة، وسواء كنت تبحثين عن تجارب ثقافية أو مناظر طبيعية خلابة أو وجهات ساحلية مميزة، فإن هذا الشهر يزخر بفرص رائعة لاكتشاف أماكن تتألق في هذا الوقت من العام.

ونتعرف اليوم على مجموعة من أجمل وجهات سياحية لشهر مارس تتميز بأجوائها النابضة، وتنوع أماكنها السياحية بين المعالم التاريخية والطبيعية، لتمنحك فرصة قضاء عطلة ربيعية هادئة تبعث على الاسترخاء.

نيوزيلندا

تُعد نيوزيلندا في شهر مارس وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والمغامرات حيث ينتقل الطقس تدريجيًا من الصيف إلى الخريف، مما يوفر أجواء لطيفة مع انخفاض في أعداد الزوار بينما تتزين المناظر الطبيعية بألوان الخريف الدافئة، وتتميز كل من الجزيرة الشمالية والجنوبية بتجارب فريدة حيث يمكن استكشاف العجائب الجيولوجية في روتوروا والاستمتاع بالحياة الحضرية في أوكلاند، أو الانطلاق في مغامرات لا تُنسى بين المضائق الخلابة مثل ميلفورد ساوند وصولًا إلى كوينزتاون التي تُعرف بكونها عاصمة المغامرات.

ويُعد هذا الوقت مثاليًا لعشاق المشي لمسافات طويلة إذ توفر مسارات مثل "تونغاريرو ألباين كروسينغ" و"روتبيرن تراك" ظروفًا مثالية للاستكشاف، أما عشاق الحياة البرية فسيحظون بفرصة مشاهدة الدلافين والحيتان والطيور النادرة ومنها طائر الكيوي في بيئته الطبيعية، كما يُعتبر الطقس في مارس مثاليًا للرحلات البرية مما يتيح فرصة لاكتشاف الشواطئ الخلابة والتلال الخضراء والبحيرات الهادئة في أجواء مريحة، ولعشاق السينما يُعد استكشاف قرية "هوبيتون" في ماتاماتا تجربة مميزة حيث يمكن الانغماس في عالم أفلام سيد الخواتم والهوبيت.

برشلونة

تجمع برشلونة في اسبانيا بين التاريخ والفن والأجواء المتوسطية الحيوية مما يجعلها خيارًا رائعًا لقضاء عطلة في مارس، ويتميز الطقس بدرجات حرارة معتدلة تصل إلى نحو 15 درجة مئوية مما يجعله مثاليًا لاستكشاف معالم المدينة الشهيرة والاستمتاع بالمناطق المفتوحة، ويُتيح هذا الشهر فرصة رائعة للاستمتاع بروائع أنطوني غاودي مثل "ساغرادا فاميليا" و"بارك غويل" و"كاسا باتيو" دون الازدحام الذي تشهده أشهر الصيف، كما أن التجول في أزقة الحي القوطي حيث تمتزج المباني التاريخية بالمقاهي العصرية يمنح الزائر لمحة عن ماضي برشلونة العريق وحاضرها الديناميكي.

أما عشاق الطعام فسيستمتعون بتجربة غنية حيث يمكن تجربة أشهى الأطباق الإسبانية مثل المأكولات البحرية الطازجة والتاباس إلى جانب طبق طبق الباييا الشهير بمكونات طازجة في موسم الربيع، كما يمكن أيضًا زيارة سوق "لا بوكيريا" للاستمتاع بتشكيلة واسعة من النكهات المحلية بدءًا من اللحم المجفف الإيبيري وصولًا إلى الفواكه الاستوائية، أما محبو كرة القدم فسيجدون متعة في حضور مباراة في ملعب "كامب نو" معقل فريق برشلونة، كما يُصادف مارس انطلاق موسم المهرجانات حيث يمكن للزوار الاستمتاع بمهرجان "سانت ميدير" في حي غراسيا حيث تُزين الشوارع بالعروض الاحتفالية والحلويات التقليدية.

الهند

يُعتبر مارس من أفضل الأوقات لزيارة الهند حيث يكون الطقس دافئًا دون أن يكون حارًا بشكل مزعج، مما يجعل التنقل بين مختلف المناطق أكثر راحة، ويشهد هذا الشهر احتفالات مفعمة بالحيوية أبرزها مهرجان هولي الذي يُعد من أكثر المناسبات احتفاءً بالألوان والفرح، وسواء كنت في جايبور أو فاراناسي أو دلهي ستجدين الشوارع مليئة بالأشخاص الذين يرشون الألوان ويرقصون ويستمتعون بالمأكولات التقليدية.

وإلى جانب الأجواء الاحتفالية تقدم الهند تنوعًا استثنائيًا في معالمها، من قمم جبال الهيمالايا المغطاة بالثلوج في الشمال إلى الممرات المائية الهادئة في كيرالا جنوبًا، ولمحبي التاريخ والعمارة يُعد استكشاف المثلث الذهبي الذي يضم دلهي وأغرا وجايبور تجربة لا تُفوَّت، حيث يمكن زيارة تاج محل أحد أكثر المعالم شهرة في العالم إلى جانب القصور والحصون القديمة، أما عشاق الشواطئ فيمكنهم التوجه إلى غوا للاستمتاع بالمياه الدافئة والحفلات الساحلية، كما يُعد مارس وقتًا مناسبًا لرحلات السفاري في حدائق مثل "رانثامبور" و"جيم كوربت" حيث يمكن رؤية النمور البنغالية وغيرها من الحيوانات النادرة.

روما

تُعد روما واحدة من أكثر الوجهات سحرًا في أوروبا وزيارتها في مارس توفر تجربة أكثر هدوءًا بعيدًا عن حرارة الصيف وزحام الزوار، ويُصبح استكشاف معالم المدينة مثل الكولوسيوم والمنتدى الروماني والبانثيون أكثر متعة مع درجات حرارة تتراوح بين 10 و17 درجة مئوية، كما أن زيارة الفاتيكان تُعد تجربة لا تُنسى حيث يمكن الاستمتاع بروعة كاتدرائية القديس بطرس وجمال لوحات مايكل أنجلو في كنيسة السيستين، كما يضفي التجول في شوارع "تراستيفيري" أو احتساء قهوة إسبريسو في "بيازا نافونا" لمسة خاصة على الرحلة.

أما المطبخ الإيطالي فهو جزء لا يتجزأ من تجربة السفر إلى روما حيث يشهد شهر مارس موسم الخرشوف الطازج الذي يُقدم بأساليب متنوعة مما يمنح الزائر فرصة للاستمتاع بالنكهات الإيطالية الأصيلة، كما تزدان حدائق المدينة مثل "فيلا بورغيزي" بزهور الربيع مما يجعلها مكانًا مثاليًا للاسترخاء وسط الطبيعة.

ميونخ

تعد ميونخ عاصمة بافاريا الألمانية وجهة رائعة خلال شهر مارس حيث تجمع بين التراث الثقافي العريق والأجواء التقليدية المميزة والأجواء المعتدلة والفعاليات الثقافية المتنوعة، ومع انتهاء فصل الشتاء تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع تدريجياً مما يجعل مارس وقتاً مناسباً لاستكشاف معالم المدينة، ويمكن للزوار التجول في ساحة مارين بلاتز والاستمتاع بعرض الجرس الشهير أو التنزه في الحديقة الإنجليزية الواسعة التي تعد واحدة من أكبر الحدائق الحضرية في أوروبا.

وفي مارس يمكن أيضاً زيارة المتاحف العديدة في ميونخ مثل المتحف الألماني الذي يضم معروضات مذهلة في مجالات العلوم والتكنولوجيا أو متحف بي إم دبليو لمحبي السيارات، كما تقام في المدينة العديد من المهرجانات المبهجة التي تعبر عن بدء الربيع وتشمل طقوس تناول الطعام والعروض الراقصة.

سريلانكا

يعتبر مارس وقتاً مثالياً لزيارة سريلانكا حيث يكون الطقس دافئاً وجافاً مما يتيح فرصة مثالية لاكتشاف المناظر الطبيعية المتنوعة والساحل المذهل، وتتميز هذه الجزيرة الاستوائية بمزيج رائع من الشواطئ الخلابة ومزارع الشاي الخضراء والمعابد القديمة ورحلات السفاري الفريدة، وفي مدينة كاندي الثقافية يمكن زيارة معبد السن المقدس الذي يعكس التراث البوذي العريق في البلاد، أما بلدة إيلا فتقدم مناظر ساحرة من بينها جسر الأقواس التسعة الشهير مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والمشي لمسافات طويلة.

وبالنسبة لمحبي البحر فإن السواحل الجنوبية والغربية مثل أوناواتونا وميريسا وبينتوتا تتميز برمالها الذهبية ومياهها الصافية، مع إمكانية مشاهدة الحيتان في بعض المناطق، أما عشاق الحياة البرية فيمكنهم القيام برحلة سفاري في حديقة يالا الوطنية لمشاهدة الفهود والفيلة والطيور النادرة.

البرتغال

تُعد البرتغال وجهة رائعة خلال مارس حيث تتميز بأجواء ربيعية لطيفة وازدحام سياحي أقل مما يسمح باستكشاف معالمها التاريخية والطبيعية بسهولة أكبر، وفي لشبونة العاصمة النابضة بالحيوية يمكن التجول في الأحياء التاريخية مثل ألفاما حيث الشوارع الضيقة تؤدي إلى إطلالات ساحرة وعروض موسيقى الفادو التقليدية، كما أن رحلة إلى سينترا بقلعتها الخيالية وحدائقها الساحرة تُعد خياراً مثالياً للراغبين في قضاء يوم وسط مشاهد طبيعية مذهلة.

ويُعتبر إقليم الغارف من أبرز الوجهات التي تستحق الزيارة حيث يتميز بمنحدراته المذهلة وشواطئه المخفية وقراه الساحلية الهادئة، أما مدينة بورتو المشهورة بإطلالاتها الخلابة على نهر دورو فتقدم تجربة لا تُنسى لعشاق المشاهد الطبيعية والتذوق، ولا يمكن مغادرة البرتغال دون تجربة الحلويات التقليدية إلى جانب المأكولات البحرية الطازجة.

اليونان

توفر اليونان خلال شهر مارس تجربة رائعة تجمع بين المعالم الأثرية والمناظر الطبيعية الخلابة مع قلة الزوار مقارنة بفصل الصيف، مما يسمح بزيارة المواقع الأثرية أو الاسترخاء على جزيرة هادئة أو الاستمتاع بالضيافة المحلية في أثينا، ويمكن زيارة الأكروبوليس والباثينون حيث تروي هذه المعالم القديمة فصولاً من الحضارة الإغريقية العريقة، أما الجزر اليونانية مثل سانتوريني وكريت فتبدأ باستعادة حيويتها مع حلول الربيع حيث يمكن الاستمتاع بالمناظر الهادئة والشوارع التقليدية البيضاء.

ويعد هذا الوقت مناسباً لمحبي المشي والاستكشاف خاصة في منطقة ميتورا حيث تقع الأديرة التاريخية فوق تكوينات صخرية مميزة، كما أن المطبخ اليوناني يضيف بعداً آخر للتجربة حيث يمكن تذوق أطباق مثل المسقعة والسوفلاكي التي تعكس المذاق الأصيل للمنطقة، فشهر مارس هو وقت رائع لاستكشاف اليونان والاستمتاع بسحرها الفريد.