أسبوع الموضة في لندن 2025 يحتضن الدراما والابتكار... عروض تدمج الماضي بالحاضر وتكسر القواعد
قد يكون الأقصر بين أسابيع الموضة، لكن أسبوع الموضة في لندن يظل موطنًا لدور أزياء أيقونية مثل فيفيان ويستوود وألكسندر ماكوين. وعلى مرّ السنوات، أصبح مرادفًا لعروض الأزياء التي تتجاوز الحدود وتكسر القواعد، من التفكيك الذكي في تصاميم جوناثان أندرسون إلى أزياء الرجال الجريئة لـمارتين روز، وصولًا إلى أنوثة سيمون روشا غير التقليدية.
ورغم بعض الغيابات البارزة عن جدول عروض هذا الموسم، مثل JW Anderson وMolly Goddard، فقد شهد أسبوع الموضة في لندن لخريف وشتاء 2025 خمسة أيام مزدحمة بالعروض، حيث برزت أسماء راسخة مثل سيمون روشا، إرديم وبربري.
Harris Reed يتجاوز الحدود بتصاميمه
افتتح هاريس ريد أسبوع الموضة في "تيت بريتين"، مواصلًا رحلته في تجاوز الحدود من خلال القصّات والملمس. افتتحت صديقة المصمم ومصدر إلهامه الدائم النجمة "فلورنس بيو" العرض بأداء مؤثر لمونولوج "العالم كله مسرح" من أعمال شكسبير، مما مهّد الأجواء لمجموعة مشبّعة بالدراما والطابع المسرحي.
استخدم ريد كلمتي "الهشاشة" و"الغضب" لوصف المجموعة، قائلا "العالم يمرّ بمرحلة صعبة حاليًا، لا سيما في المساحات الإبداعية. لذا، استخدمت ذلك كوقود لإخراج قطع تظهر المشاعر الداخلية". وقام ريد بالتخفيف من استخدامه المعتاد للألوان الجوهريّة، مع التركيز على الأسود والذهبي، مضيفًا لمسات من الأحمر والأخضر والأزرق في تفاصيل التطريز على بعض القطع.
تميّزت تصاميم ريد في هذه المجموعة بمينيمالية التفاصيل مع لمسات من المبالغة، مثل تنورة ضخمة دائرية ملتفّة مع حمالة صدر بأطراف تشبه الهوائيات، سترة "بومبر" مُفصلة بفتحات عند الصدر تكشف عن أزهار مطرزة صغيرة، وفستان قفصي التصميم، والذي كان من أبرز القطع المجموعة.
Richard Quinn يطلق العنان لحبّه للستينيات بلمسة عصرية
أراد "ريتشارد كوين" Richard Quinn التقاط تلك اللحظة العابرة من الهدوء قبل أن تخطو المرأة خارج الباب متجهة إلى حفل أو ليلة ساحرة، فتمايلت العارضات بفساتينهنّ الفاخرة المرصعة بالتفاصيل المتلألئة وبكعوبهن العالية.
أطلق المصمم العنان لحبّه للستينيات لكن بلمسة عصرية، فامتزج الماضي بالحاضر بانسيابية مدهشة. كما لعب على التدرجات الثنائية وأحيانًا الثلاثية للألوان، كما في الفستان المستوحى من حفلات التخرج بالأبيض والأسود الذي افتتح العرض، إلى جانب مجموعة من الفساتين المزيّنة بالورود والفيونكات، والكاب بألوان متباينة.
تصاميم Erdem تتمايل بين الماضي والحاضر بأسلوب معاصر نابض بالحياة
المجموعة الأخيرة لـ"إردم موراليوغلو" Erdem Moralıoğlu التي قدّمها خلال أسبوع الموضة في لندن، دارت حول تعاون مع الرسامة الاسكتلندية "كاي دوناتشي" Kaye Donachie. موراليوغلو ودوناتشي التحقا بالأكاديمية الملكية للفنون في لندن في الوقت نفسه، ولكن تكليف موراليوغلو للفنانة برسم صورة والدته الراحلة أتاح المجال لهذا المشروع التعاوني الجديد.
بورتريهات والدة "إردم" الراحلة، التي رسمتها "دوناتشي"، لم تجد مكانها على الجدران، بل انسابَت على الحرير والأورغانزا، متوهجة بإشراق سماوي، متحركة بانسيابية على الجسد. هذه الصور، المعلقة في النسيج، خلقت جمالًا سينمائيًا، وهمًا بين الذكرى والحركة، وكأن الماضي نفسه كان يرقص بهدوء بين أروقة المتحف.
بدت المجموعة عبارة عن تدفق حر من الأفكار والإطلالات التي بدت وكأنها تجسيدات طيفية، من الأزياء المغطاة بطبقات شفافة براقة من الأورغانزا إلى الفساتين ذات الخصر المنحوت، وصولًا إلى الترتر المتلألئ على شكل أشواك. قُدمت المجموعة مصحوبة باقتباس من فرجينيا وولف: "وعندما غمست فرشاتها في الطلاء الأزرق، غمستها أيضًا في الماضي هناك" – وهو ما يعكس ليس فقط قدرة دوناتشي على استحضار الماضي في لوحاتها، بل أيضًا ميل موراليوغلو المستمر إلى إعادة تصور الخطوط التاريخية بأسلوب معاصر نابض بالحياة، فبدت التصاميم على منصة العرض وكأنها تتمايل بين الماضي والحاضر.
Simone Rocha تمزج الرومانسية بالأسلوب القوطي
قدّمت سيمون روشا عرضًا لمجموعة خريف وشتاء 2025 يعكس جذورها في الأسلوب القوطي-الرومانسي، وقد لجأت الدار إلى حكاية الطفولة "السلحفاة والأرنب" كنقطة انطلاق لمجموعتها.
تكوّنت لوحة الألوان من درجات الباستيل من الوردي والأزرق، بالإضافة إلى الزهور على أقمشة الشيفون والحرير الممزقة، ما شكل تباينًا رائعًا مع الطابع القوي لبقية المجموعة. افتُتح العرض بعدد من الإطلالات الجلدية. وبالطبع، لم تغب الأحذية المستوحاة من الباليه، التي تُعدّ من بصمات روشا، عن المشهد، مع لمسات مبتكرة مثل "ماري-جين" المكسوة بالفرو. أما الإكسسوارات، فجاءت غير تقليدية، حيث حملت العارضات دمى وسلاحف خزفية تحت أذرعهن، ما أضفى لمسة حالمة وغريبة على العرض.
الرومانسية كانت موجودة في التصاميم سواء ظهرت من خلال الأقمشة المرهفة مثل الحرير والشيفون أو من خلال الشرائط التي زينت الألبسة أو الأحجار البراقة. كما استخدمت أقمشة مختلفة مثل الجينز وزيّن الفرو الصناعي الكثير من التصاميم.
تصاميم Roksanda تتحرّك بروح "فيليدا بارلو"
وفّرت تسجيلات صوتية للنحاتة الراحلة "فيليدا بارلو" Phyllida Barlow الخلفية الصوتية لعرض روكسندا لخريف وشتاء 2025، الذي أُقيم للمرة الثانية في أحد الطوابق العلوية الدائرية لـSpace House. قالت بارلو في التسجيل: "المساحة قابلة للتشكيل، إنها مادة، وليست مجرد فراغ فارغ... وأعتقد أن النحت، أيًا كان معناه، لا يقتصر على كونه كائنًا؛ بل هو فيزيائية حسية تحلّ محل وجودنا الجسدي".
روكسندا، التي اعتادت الإشارة إلى الفنانات في تصاميمها، أوضحت أنها استلهمت المجموعة من استكشاف بارلو لمفاهيم الهشاشة، وعدم الديمومة، والجسدية... وابتكار أعمال تبدو في حركة وتحول دائمين. تجلى هذا المفهوم بوضوح في الإطلالات الختامية، حيث ظهرت فساتين مصنوعة من مزيج نابض بالحياة من قطع النيوبرين المقصوصة، مستوحاة من القصاصات المتبقية عند قص أنماط الأقمشة، في إشارة إلى استخدام بارلو للمواد المهملة في أعمالها. هذا البحث في الملمس والتجريب انسجم مع تفاصيل التصاميم الأخرى، سواء في الترتر الضخم، أو خيوط التول الرقيقة، أو الرافيا الملونة والمطلية بعشوائية، والتي عكست حيوية أعمال بارلو.
وبينما تميز العرض بقطع استعراضية درامية، إلا أن المجموعة شملت أيضًا تصاميم أكثر عملية تناسب امرأة روكسندا، مثل البدلات الرسمية الأنيقة المستوحاة من التوكسيدو، والفساتين الحريرية بألوانها التي تشبه لوحات الفنانين، إلى جانب قطع التريكو المريحة ذات القصّات الحاضنة للجسم.
Burberry تختتم أسبوع الموضة في لندن بتصاميمها الأيقونية وعرض مرصّع بالنجوم
اختتمت دار بربري أسبوع الموضة في لندن بمجموعتها لخريف وشتاء 2025 في معرض Tate Britain للموضة. وسار على المنصة ضيوف مميزون مثل نجم فيلم White Lotus "جيسون إسحاق" Jason Isaac، ونجم مسلسل Saltburn وGame of Thrones ريتشارد إي غرانت، إلى جانب عارضات أزياء وأصدقاء الدار مثل نعومي كامبل وليلا موس. الألوان المميزة للأحجار الكريمة والمعاطف التي تشتهر بها دار بربري كانت حاضرة بالطبع في المجموعة، ولكن هذه المرة إلى جانب بعض الجلود المطرزة المميزة وفساتين مخملية مطبوعة بنقشة الـ paisley وأحذية ركوب الخيل التي تصل إلى الفخذ.
