نصائح من مدربة اليوغا الإماراتية ميثا المقبالي لحياة متوازنة

خاص "هي".. العافية الشاملة: نصائح من مدربة اليوغا الإماراتية ميثا المقبالي لحياة متوازنة

جويل تامر

في عالم يتسارع فيه كل شيء من حولنا، يسعى العديد منا للعثور على لحظة هدوء تنقله من الفوضى إلى السلام الداخلي. وفي هذه الرحلة، تبرز مدربة اليوغا الإماراتية ميثا المقبالي كأحد النماذج البارزة لمن يختارون العيش بأسلوب حياة واعٍ وعافية شاملة. عبر ممارستها للرياضة وفلسفة اليقظة، تنقل لنا اليوم تجربتها الفريدة وكيفية دمج العافية في روتين يومي مليء بالانشغالات. في هذه المقابلة الخاصة مع "هي"، نغوص في أعماق رحلة ميثا المقبالي، ونستمع إلى نصائحها حول كيفية الحفاظ على التوازن في حياة مليئة بالتحديات، وكيف يمكننا جميعاً أن نعيش حياة أكثر وعياً وتوازناً.

1
مدربة اليوغا الإماراتية ميثا المقبالي

 

 

هل يمكنكِ أن تقصّي علينا سبب اندفاعكِ للانطلاق في رحلة العناية بالعافية والحياة الصحية؟ هل كانت هناك لحظة أو تجربة معينة ألهمتكِ لاختيار هذا الطريق؟


عند التأمل في رحلتي، أجد أن الأمر كان نتيجةً تراكمية للكثير من اللحظات. نشأت في عالم سريعٍ الوتيرة، حيث كنت أبحث دائماً عن فرصة للتوقف وأخذ نفس عميق. كانت لحظة التحول الفارقة عندما حضرت أول درس يوغا لي؛ حينها شعرت للمرة الأولى بجميع حواسي. كانت تلك اللحظة بمثابة الشرارة التي ألهمتني لاستكشاف أسلوب الحياة الصحي والممارسات الشاملة التي تغذي الجسد والعقل.

كيف تُعرّفين العافية الشاملة، وما هي الممارسات الأساسية التي تدمجينها في روتينك اليومي للحفاظ على التوازن؟

بالنسبة لي، العافية تعني تلبية احتياجاتي الحقيقية بدلاً من الرغبات، وهي إيجاد التناغم بين العقل والذات والجسد. أركز على التغذية المتوازنة وأخصص وقتاً لممارسة الاسترخاء، كما أدمج اليوغا، والتأمل، ورفع الأثقال في روتيني اليومي للحفاظ على توازني.

يعاني العديد من الأشخاص من عدم القدرة على الحفاظ على روتين العناية بالصحة في عالمٍ متقلب ومتسارع الخطى. ما النصيحة العملية التي تقدمينها لشخص قد بدأ للتو في هذا المجال؟

ابدأ بخطوات صغيرة وكن ثابتاً. العناية بالصحة لا تحتاج إلى تعقيد فيمكنك البدء بخمس دقائق من التنفس المدروس أو نزهة قصيرة. مع مرور الوقت، ومع تحول هذه العادات إلى جزء من روتينك اليومي، يمكنك اتباع المزيد من الطرق. ولا تنسَ أن تحتفل بالإنجازات الصغيرة في رحلتك.

كيف تتعاملين مع اليقظة، وما الدور الذي تلعبه في حياتك وعملك في مجال الدعم؟


اليقظة بالنسبة لي هي أن أكون حاضرة وشاهدةً على مجرى سير الحياة. سواء كنت أعلّم اليوغا، أو أتفاعل مع الآخرين، أو أقضي وقتاً بمفردي، فإنني أسعى لأن أكون حاضرة تماماً ومتعمدة في كل لحظة. تلعب اليقظة دوراً جوهرياً في عملي في مجال الدعم لأن التواصل الحقيقي ينبع من قلب منفتح وعقل مستقر.

الحياة الصحية رائجة هذه الأيام. ما المفاهيم الخاطئة التي يعتقدها الناس عنها، وكيف يمكنهم تبنيها بشكل أكثر استدامة؟


الحياة الصحية أصبحت من التوجهات السائدة في العصر الحالي، ومع ذلك، ما زال هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حولها. يعتقد البعض أن العيش بنمط صحي يعني التقيد بقيود صارمة، لكن الحقيقة أن الأمر يستدعي فقط العيش ببساطة. إنه يتعلق باختيار الطعام الذي يغذي جسدك، واستخدام الموارد بحكمة، وتنمية شعور الامتنان لما لديك. الاستدامة تتحقق عندما نرى هذه الخيارات كأفعال تنمّ عن احترام الذات والعناية بالجسد والروح معاً.

فلسفتك تدور حول فكرة أن "لا شيء مستحيل" كيف طورتِ هذه العقلية، وكيف تحافظين عليها في الأوقات الصعبة؟


هذه العقلية نشأت من تخطي شكوكي الخاصة واتخاذ خطوات صغيرة نحو تحقيق أهداف كبيرة. كلما واجهت تحديات، أذكّر نفسي بالنجاحات التي حققتها في الماضي وأعتمد على الأدوات التي طورتها مثل ممارسة اليوغا والتأمل.

ما هي بعض الاستراتيجيات البسيطة، والقوية في نفس الوقت للتغلب على الشكوك الذاتية وبناء الثقة بالنفس من وجهة نظرك؟
الرجوع إلى نفسك دوماً، إلى الذات التي حملتك طوال حياتك وجعلتك تصل إلى ما أنت عليه الآن، والثقة في الإشارات والدروب التي يضعنا القدر بها والاعتماد على شبكة الدعم الخاصة بي، وهم أصدقائي.

كيف ترين العلاقة بين العافية الشخصية وتمكين السيدات في حياتهن الشخصية والمهنية؟


عندما تعطي السيدات الأولوية للعناية بالصحة، فإنهن يفتحن أمام أنفسهن إمكانياتهن الحقيقية. العقل والجسد السليمان يؤديان إلى اتخاذ قرارات أفضل، ومرونة أكبر، وثقة بالنفس، مما ينعكس على جميع جوانب الحياة. إن ذلك شكل من أشكال التمكين الذي يبدأ من الداخل.

ما هي التحديات الأكبر التي تعتقدين أن السيدات يواجهنها عند إعطاء الأولوية لعافيتهن، وكيف يمكن للمجتمع أن يدعمهن بشكل أفضل؟

تشعر العديد من النساء بثقل التوقعات المجتمعية والذنب عندما يضعن أنفسهن في المقام الأول. كمجتمع، يمكننا دعم النساء من خلال ابتكار مساحات شاملة للعناية بالصحة والرفاهية، وتطبيق مفهوم العناية الذاتية، والاحتفال بالتوازن بين العطاء والتلقي. ومهرجان "كيان" يعدّ بالتأكيد خطوة رائعة نحو تحقيق ذلك.

ما الذي يتطلبه الأمر ليكون المجتمع أكثر وعياً وتوازناً من وجهة نظرك؟

يبدأ الأمر بالتعليم والتوعية. تعليم اليقظة الذهنية في المدارس وأماكن العمل والمجتمعات يمكن أن يساعد الناس في إدارة التوتر وتنمية التعاطف. كما أن المجتمع المتوازن يحتاج إلى تقدير الراحة وإنشاء مساحات تشجع على التواصل والتفكير الداخلي.

وأخيراً، ما النصيحة التي تودين تقديمها لقرائنا؟

أنصحهم أن يبحثون عن الجوانب الجيدة في شخصياتهم وفي الآخرين وأن يعتنوا بأنفسهم.

كيف تصفين مشاركتك في "مهرجان كيان للعافية"؟ ولماذا تعتبرين مثل هذا المهرجان مهماً؟

إن مشاركتي في حلقة نقاش الحكمة الإماراتية في "مهرجان كيان للعافية" هو شرفٌ كبير لي. إنها فرصة لمشاركة الرؤى من تراثنا الغني وكيف تتماشى مع ممارسات العافية الحديثة. مثل هذه المهرجانات مهمة لأنها تعزز المجتمع، وتحتفي بالطرق المتنوعة نحو تعزيز الحصة والعافية، وتلهم الناس لتبني أسلوب حياة أكثر وعياً.