
جولة رمضانية في ماليزيا: استمتع بأجواء التسامح والتقارب بين الثقافات
أجمل ما في شهر رمضان أنه يذكّرنا بأماكن جميلة كماليزيا يمكن قضاء الشهر الكريم فيها حيث الطبيعة الساحرة والأجواء الهادئة والمعاملة الطيبة وكرم الضيافة. ومع أن ماليزيا اسم يقترن بالحداثة والتطوير العمراني والتقدم التكنلوجي والعلمي بجامعاتها التي تضاهي أعرق الجامعات الغربية وشركاتها ومصانعها التي تنتج أحدث الأجهزة الالكترونية؛ إلا أنها في نفس الوقت بلد تتمتع بعراقة وأصالة وتاريخ يمتد لآلاف السنين.
كوالالمبور تختصر المسافات

على عكس الكثير من الدول السياحية فإن ماليزيا كوجهة سياحية يمكن اختصارها في عاصمتها كوالالمبور. وهي مدينة تمزج بين الأصالة والحداثة والعراقة بمعالمها البارزة مثل المربعات السكنية والتجارية الفريدة من نوعها كأبراج بتروناسوجسر سالوما. كذلك الحدائق المبهرة بخضرتها وزهورها وأشجارها. أيضًا مركز بوكيت بينتانغ النابض بالحياة بأسواقه ومطاعمه الماليزية والصينية والهندية.
تُعد كوالالمبورالشهيرة بمعالمها كمبنى السلطان عبد الصمد، وحديقة بردانا النباتية. كما تُقدم تجربة غنية تجمع بين المأكولات اللذيذةوالأسواق الحيوية والمواقع التاريخية. ولا أجمل من التمشية والتسوق في بوكيت بينتانغ، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في مشهد ينبض بالحياة ويعكس روح كوالالمبور. وعند التجول في شوارع وأزقة بوكيت بينتانغ، ستتردد في الأذن كلمات متنوعة تشمل المالايوية والإنجليزية. وإذا عرفوا أنك عربية ستجدين الكثير من الباعة ومقدمي خدمات المطاعم والفنادق يتحدثون بالعربية.

أيضًا بوكيت بينتانغ وجهة مثالية لعشاق الطعام التقليدي والفاخر، حيث يمكنك الاستمتاع بتجربة وجبات فريدة تشمل أطباق الشوارع الماليزية الشهيرة التي تأسر الحواس بنكهاتها الغنية فضلا عن مجموعة من أرقى المطاعم العالمية. هذا بالإضافة إلى النوادي ومقاهي الموسيقى الحية طوال الليل والتي تقدم بالإضافة غلأى الموسيقى المحلية موسيقى البلوز والجاز.

كما ستجدينفي هذه المدينة المبهرة العديد من الوجهات الشهيرة مثل مركز بافيليون كوالالمبور، وجالان ألور، وهو جنة لعشاق الطعام، بالإضافة إلى خيارات إقامة تناسب جميع الأذواق، من الفنادق الشقق الفاخرة.
جسر سالوما

لا يمكن لزائز ماليزيا وكوالالمبور أن يفوّت التمشية في جسر سالوما. كذلك يعتبر جسر سالوما بوابة للعبور إلى أبرز معالم كوالالمبور، لكنه لا يقود مباشرة إلى وسط المدينة. فهو يربط بين منطقة كامبونغ بارو العريقة ومنطقة KLCC التي تضم برجي بتروناس التوأم وحديقة KLCC ومجمع Suria KLCC للتسوق. ومنذ الخامس من فبراير عام 2020، أصبح الجسر الذي يعبر نهر كلانغ برشاقة وأناقة،معبرًأ لكل عشاق الليل وعشاق كوالالمبور. ويحمل الجسر اسم "سالوما" المغنية والممثلة الماليزية الشهيرة، والتي حملت لقب “ملكة السينما الماليزية” في أواخر خمسينيات القرن الماضي.
مع حلول الظلام، يتحول جسر سالوما إلى لوحة فنية مضيئة، حيث يتألق بألوان ساحرة تضيء نهر كلانغ بلمسة سحرية وتقنية عصرية. ما يجعله مشهداً لا يُنسى لكل من يزوره. ويبعد برجا بتروناس التوأم عن جسر سالوما مسافة كيلومتر واحد فقط. كما يمتد الجسر بطول 69 مترًا، بأضواء مبهرة تتألق ليلًا بألوان العلم الماليزي: الأحمروالأصفر والأزرق.

ومن فوق هذا الجسر، يمكن التمتع بمنظر بديع لبرجي بتروناس الشهيرين، اللذين يزينان أفق كوالالمبور بكل فخامة، ليصبح المكان وجهة مثالية لالتقاط الصور التذكارية. هذا إلى جانب كونه مقصداً مفضلاً لمحبي الرياضة، حيث يمكن رؤية العدّائين وراكبي الدراجات يستمتعون بالركض أو ركوب الدراجات على هذا المسار الساحر.
مسجد جاميك

يقع مسجد جاميك عند التقاء نهري كلانغ وغومباك، ويُعد واحداً من أقدم المساجد في كوالالمبور. وقد بُني في عام 1909 على يد السلطان عبد الصمد، كما يعتبر مركزاً دينياً وثقافياً يجمع المسلمين من مختلف أنحاء المدينة.
كذلك يتميز المسجد بتصميمه الفريد المستوحى من الطراز الموريسكي، مع قباب تقليدية ومآذن رشيقة وأعمدة من الرخام الأبيض المزخرف. كما يعكس الأسلوب الهندو-ساراسيني، الذي يُبرز تأثير العمارة الإسلامية الهندية المغولية فضلا عن الزخارف العربية والتركية. علاوة على ذلك يمكنك الاستمتاع بإطلالة ساحرة على نهر الحياة المحيط بالمسجد، حيث يتحول المنظر ليلًا إلى لوحة مضيئة تسحر الأعين.
حديقة بردانا:
تعد حديقة برنادا أكبر حديقة في مدينة كوالالمبور، وتتميز بتنوع نباتاتها وتصاميم بحيراتها الساحرة. كما يمكن الاستمتاع بنزهات، رحلات بالقوارب، والتعرف على الحياة الخضراء من خلال مركز التفسير.
حديقة الطيور:

ومن أجمل حدائق كوالالمبور حديقة الطيور التي تضم أكثر من 3,000 طائر من 200 نوع مختلف.كذلك تقدم الحديقة تجربة فريدة لمشاهدة الطيور الطليقة والتفاعل معها. كما تتوفر أنشطة مثل إطعام الطيور وعروض مميزة.
حديقة كيه إل فورست إيكو بارك

تأسست حديقة كيه إل فورست إيكو بارك عام 1906 كاحتياطي غابي، مما يجعلها واحدة من أقدم المناطق المحمية في ماليزيا. تقع في قلب كوالالمبور، وتمتد على مساحة 9.3 هكتار، وتضم تنوعاً غنياً من الحياة البرية، بما في ذلك قرود سيلفر ليف والماكاك طويلة الذيل.
كما تشتمل على جسر خشبي معلق على ارتفاع 21 متراً وطوله 200 متر، يوفر إطلالات بانورامية على أشجار الحديقة القديمة وأفق كوالالمبور. كذلك تقدم الحديقة مجموعة مسارات مثل مسار ميرباو بارتفاع 361 متراً ومسار جيلوتونج بارتفاع 300 متر، مما يجعلها وجهة مفضلة لعشاق المشي والمغامرة. وهذه الحديقة موطن لأكثر من 200 نوع من الأشجار والنباتات النادرة مثل الأعشاب والخيزران، بالإضافة إلى الحياة البرية كالفراشات والخفافيش.
السوق المركزي أو سنترال ماركت

الوجهة التجارية الرئيسة في كوالالمبور هي السوق المركزي. وقد تم إنشاؤه في عام 1888 كسوق للمنتجات المحلية.ثم تحول إلى وجهة شهيرة للحرف اليدوية الماليزية. حيث يمكن العثور على منتجات تقليدية مثل الباتيكوالسونغكيت والمجوهرات اليدوية.
بالإضافة إلى ذلك هناك أكشاك الطعام: استمتع بالأطباق الماليزية المحلية مثل تشي تشيونغ فن ومشاوي الساتاي. كذلك هناك خيارات متنوعة من المطاعم التي تقدم المأكولات المالايوية والصينية والهندية. كما أن هناك المقاهي التي تقدم مشروبات متنوعة شرقية وغربية وعصائر فريش مع العديد من أنواع الحلويات.
صرح السلطان عبدالصمد

يُعد صرح السلطان عبدالصمد من أبرز المعالم التراثية في ماليزيا، حيث يعود تاريخه إلى أواخر القرن التاسع عشر. وقد افتتح المبنى في عام 1897 وسُمي تكريماً للسلطان عبدالصمد، سلطان سيلانجور آنذاك. يقع المبنى مقابل ميدان الاستقلال (داتاران ميرديكا) ونادي سيلانجور الملكي في كوالالمبور.
وقد صُمم المبنى بواسطة المهندس البريطاني إيه سي نورمان، الذي جمع بين الطراز الموريسكي الإسلامي واللمسات البريطانية، ليعكس التنوع الثقافي والتراث التاريخي لماليزيا. وبني من الطوب الأحمر ويضم ثلاث أبراج مميزة. كما يتميز بأقواس بيضاء شاهقة وشرفات منحنية وقبتين كبيرتين. كذلك هناك برج الساعة، بارتفاع 41.2 متراً، مستوحى من تصميم برج بيغ بن الشهير.
وقد كان المبنى في بدايته يُعرف باسم "المكاتب الحكومية"، حيث تم استخدامه لتوحيد المكاتب الإدارية خلال الحقبة البريطانية. ثم لاحقاً، أصبح مقراً للمحاكم العليا في ماليزيا، بما في ذلك المحكمة الفيدرالية ومحكمة الاستئناف والمحكمة العليا. وقد شهد المبنى لحظات فارقة في تاريخ ماليزيا، مثل إعلان الاستقلال في 31 أغسطس 1957 وإنزال علم الاتحاد البريطاني. كما تم استخدامه كمشهد خلفي للاحتفالات السنوية بيوم الاستقلال، التي تقام في ميدان الاستقلال بحضور الآلاف من الماليزيين والسياح.
الحديقة المائية أو الأكوا بارك

يمكن الاستمتاع بمنزلقات مائية مذهلة مثل فوفوزيلا، وتجربة 5D Waterplexx التي تجمع بين المؤثرات الحسية مثل الرياح والضباب والرشاشات. ويمكن عيش أجواء ركوب الأمواج مع FlowRider. أيضًا يمكن اختبار الإثارة مع أفعوانية Lost City of Gold Scream Coaster، أو المشي على أطول جسر مشاة معلق في ماليزيا. كذلك اكتشاف أكثر من 150 نوعاً من الحيوانات في ستة محميات في حديقة الحياة البرية. ويمكن للأطفال الاستمتاع بإطعام الحيوانات في Pet Village.
أرخبيل لانكاوي:

هناك ماليزيا وهناك لانكاوي!. تقع لانكاوي على الساحل الغربي لشبه جزيرة ماليزيا، وهي عبارة عن مجموعة جبلية تتكون من 99 جزيرة، تُعد جزئيًّا، من أكثر الجزر زيارةً في ماليزيا وهي من أهم مزارات السياحة في البلد الآسيوي، وذلك بفضل وضعها، حيث إنها معفاة من الرسوم الجمركية. وعلى الجزيرة الرئيسة، استقلي تلفريك SkyCab إلى التلال المغطاة بالأشجار للحصول على مناظر متلألئة، أو اصطحبي المنشفة إلى شاطئ Cenang الرملي للاستمتاع بحمامات الشمس واحتساء المشروبات المختلفة بجانب الشاطئ. كذلك يمكنك أن تحجزي رحلة بالقارب متجهة جنوبا إلى بحيرة بيرنانت مايدن في جزيرة لانكاوي الشقيقة ذات الغابات الكثيفة، دايانج بانتنج. كما ستجدين هناك مستعمرة للقرود مع سكان يسعدهم الانضمام إليك لتناول طعام الغداء.
وعلى بعد نحو 100 كم جنوب لانكاوي، تقع بينانج وهي جزيرة للمسافرين ذوي التفكير التاريخي. فهي موطن لمدينة جورج تاون، وهي مركز تجاري مدرج في قائمة اليونسكو ومليئة بالمعابد البوذية والمنازل الداخلية الصينية والعمارة الاستعمارية البريطانية التي يعود تاريخها إلى أواخر القرن الثامن عشر، ومن ثم فهي من أهم اهم المعالم السياحية في ماليزيا.
حصن كورنواليس

استكشفي المدافع في حصن كورنواليس، وهو معقل على شكل نجمة لشركة إيست إنديا، ثم توجهي إلى حدود المدينة للعثور على معبد كيك لوك سي المترامي الأطراف في سفوح التلال. فهو يضم باجودا غير عادية مغطاة بالذهب ومتدرجة باللغات الصينية والتايلاندية والأنماط البورمية. أيضًا استقلي سيارة أجرة شمال جورج تاون لزيارة حدائق بينانج النباتية التقليدية في النهار، أو حديقة بينانج أفاتار السرية المضاءة بمصابيح LED في الليل. كما يمكن أن يأخذك القطار الجبلي المائل في Taman Lintang إلى قمة تل بينانج. وهو جزء من سلسلة جبال تمتد أسفل وسط الجزيرة. حيث ستجد محمية طبيعية للغابات المطيرة مع إطلالات على جورج تاون.
العزلة والخصوصية

إذا كنت تبحثين عن مكان ليس فيه سائحون في ماليزيا، فابحثي عن جزيرة بانكور. جنوب الساحل الغربي لشبه جزيرة ماليزيا، تقع هذه الجزيرة قبالة ساحل ولاية بيرق. وتتميز بشواطئ فارغة ومياه صافية وغابة كثيفة تغطي المركز. وهي منتجع خاص للصفوة.
وتعد بانكور جزءًا صغيرًا من حجم لانكاوي أو بينانج، وهو خيار أكثر هدوءًا ويقدر الزوار فرصة التشمس تحت أشجار النخيل دون رؤية روح أخرى في الأفق. وبالنسبة إلى الشواطئ الأكثر شهرة، توجهي إلى الجانب الغربي من الجزيرة إلى خليج نيباه وجارته الأكثر هدوءًا كورال بيتش للاستمتاع بالهدوء على شاطئ مهجور حقًا. ثم توجهي إلى خليج تورتوازن حيث لا يوجد متجر أو مبانٍ بخلاف مركز حماية السلاحف.