طلب رجل للزواج على غرار ما فعلته مي عز الدين في مسلسل "قلبي ومفتاحه".. هل يمكنكِ فعل ذلك ولماذا؟

"تتجوزني؟!"؛ اليوم وبعد أن تغيرت العديد من القواعد الثابتة في العلاقة بين الرجل والمرأة، وصارت خاضعة للتغيير، أصبحت أدوار الرجال والنساء تتداخل مع بعضها البعض لتحطم الكثير من المبادئ التي تحكم علاقة آدم بحواء. اليوم من الممكن أن تبادر المرأة بطلب الزواج من الرجل في بعض الحالات، فهل يمكن أن تتبدل الأدوار؟

طلب رجل للزواج.. مسلسل قلبي ومفتاحه

بعد أن كانت مبادرة طلب الزواج من الرجل للمرأة، أصبح اليوم خطوة جريئة من المرأة. ليس ذلك مشهد عرض الزواج الذي قدمته الفنانة الرقيقة مي عز الدين في مسلسل "قلبي ومفتاحه" الذي يشاركها بطولته الفنان اللامع صاحب الأدوار المميزة "آسر ياسين"، فقد تكرر ذلك في بعض الحالات الاستثنائية على أرض الواقع من قبل ولكن في حالات ذات ملابسات مختلفة. ماذا لو تحطمت القيود التقليدية وتبدلت الأدوار الاجتماعية أكثر وأكثر مما شهدته العلاقة بين النساء والرجال، وأصبح طلب رجل للزواج عرفًا سائدًا وأمرًا سهلًا؟، وهل يمكن قبوله والتعامل معه ببساطة؟

طلب رجل للزواج مطاردة غرامية

وأنا أكتب هذا الموضوع جال بخاطري مطاردة غرامية حقيقية وشهيرة جدًا في عالم الفن، وطلب رجل للزواج هو الأعمق والأقوي، جعلتني ابتسم فجأة، ألا وهي مطاردة الفنانة الجميلة الرقيقة القديرة الحنونة "دلال عبد العزيز" رحمة الله عليها، فقيدة الجمهور العربي كله، حين طاردت بحبها قلب الفنان الجميل القدير "سمير غانم"، واقتحمت حياته ولم تدخر وقتًا أو جهدًا للتعبير له عن حبها ورغبتها في الزواج منه. قصة رومانسية عاطفية جميلة توجت بالنجاح والاستمرارية. السؤال الآن هل يمكن أن تتكرر هذه التجربة بنفس العمق في ظل التغيرات الحالية والفجوة التي ما زالت تتسع بين الرجل والمرأة في كثير من المواقف الحياتية ومختلف العلاقات؟

طلب رجل للزواج خطوة جريئة من المرأة

في لحظة غير متوقعة، قد تتخذ المرأة خطوة جريئة، لتطلب يد الرجل للزواج، على عكس الأعراف الاجتماعية السائدة وتحديات المجتمع. قد يكون لديها بعض الأسباب، ولكن مهما تعددت الأسباب، تُرى بماذا تفكر المرأة حين تقدم على هذه الخطوة، هل يمكن أن يكون طلب رجل للزواج واحدة من تداعيات التمكين التي تشمل النواحي الاجتماعية والعلاقات؟

أنا كامرة لن أقوم بذلك ما حييت، ولكن ماذا عن النساء التي تفعل ذلك بكل هدوء. أعتقد أن هذا التحول ليس مجرد انقلاب للتقاليد، بل هو تعبير عن قوة الإرادة، الاستقلالية، حين تجرؤ المرأة على اتخاذ هذه المبادرة، فإنها تريد أن تجمع بين الحب والتمكين معًا. فماذا عن رأي خبراء العلاقات الزوجية، وهل ذلك فكرة صائبة؟

ماذا لو تبدلت الأدوار وطلبت المرأة من الرجل الزواج؟

تقول داليا شيحة خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية أنه رغم حدوث بعض الحالات الاستثنائية النادرة في ما يتعلق بطلب رجل للزواج إلا أن هذا الأمر يخص الرجل بالدرجة الأولى، لابد وأن يعرض الزواج على المرأة وينتظر ردها على عرض زواجه. وتوضح، أنه لا يمكن أن تكون هذه بداية صحيحة للعلاقة حتى وإن وجدت بعض الزيجات النادرة التي قامت فيها المرأة بالمبادرة بطلب الرجل للزواج.

وبحسب داليا شيحة فقد تعدد الآراء حول هذا الموضوع كما يلي:

الرأي التقليدي

يرى أنه من الطبيعي أن يطلب الرجل يد المرأة للزواج. قد يرى البعض أن قيام المرأة بهذا الدور يعد خروجًا عن العادات ويؤدي إلى ارتباك في آلية الأعراف الاجتماعية السائدة. ففي العديد من الثقافات، يعتبر طلب المرأة للزواج تناقضًا مع المفهوم التقليدي للرجولة، وقد يراه البعض مرفوضًا لأنه يقلب الأدوار الطبيعية للعلاقة. من الصعب الترويج له والاقتناع به.

 الرأي المؤيد للتمكين وحرية المرأة والمساواة

يرى أن طلب رجل للزواج من قبل المرأة ليس سوى استمرار لتمكينها واستقلالها، وبخاصة بعد أن تساوت مع الرجل في العديد من الأمور. يمكن اعتبار ذلك تعبيرًا صريحًا وواضحًا عن رغبتها في تحديد مصيرها بنفسها، هذا الرأي لا يرى انقاص قيمة الرجل أو يزعزع من رجولته، بل يعزز من علاقة الشراكة المتساوية بين الطرفين. على الرغم من ذلك ليس من السهولة أن يقتنع به كل شرائح المجتمع.

الرأي النفسي

تقول د. أميرة داوود" دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا، يمكن أن يكون طلب رجل للزواج من قبل المرأة دلالة على ثقتها في نفسها، وقدرتها على اتخاذ قرارات مهمة لإظهار استقلالها ورغبتها في بناء علاقة متوازنة مع شريك الحياة. لكن من ناحية أخرى، قد يواجه الرجل بعض التحديات النفسية في قبول هذه المبادرة، خصوصًا إذا كانت ثقافته تتوافق مع الرأي التقليدي السائد الذي يرى أن طلب الزواج من مهام الرجل فقط، وأن المبادرة يجب أن تكون من الرجل لاعتبارات كثيرة أخرى لها جذور ثابتة وقوية.

رأي شخصي

إن طلب رجل للزواج، وقيام المرأة بالمبادرة بطلب الزواج من رجل يحرمها ويحرم الرجل من حفنة من المشاعر الجميلة التي تتحقق في حالة طلب الرجل الزواج من المرأة. لا يوجد أجمل من أن تشعر المرأة بأنها مطلوبة، وأن هناك من يريدها وبمحض إرادته شريكة له في الحياة. أرى أنه ثمة أمور جوهرية مثل عرض الزواج إذ لا يمكن أن تتبدل الأدوار فيها، وهي غير خاضعة لمبدأ المساواة.

خلاصة القول

طلب المرأة للزواج قد يكون خطوة مفعمة بالشجاعة والصدق، وقد تشعر فيه المرأة باستقلالية تامة، ولكنه يُحدث تغييرات قوية للتوازن العاطفي بين الزوجين. قد يخلق هذا التصرف نوعًا من الإرباك لدى الطرفين، لأن الرجل قد لا يكون مستعدًا لمثل هذه المبادرة. في النهاية، الأمر يعتمد على العلاقة بين الشخصين ومدى تفاهمهما واحترامهما لقرارات بعضهما البعض.

الآن .. هل يمكن في يوم من الأيام طلب رجل للزواج، ولماذا؟