سلاف فواخرجي

مسلسل "ليالي روكسي".. دراما تحتفي بالذكريات وترصد كواليس إنتاج أول فيلم سينمائي سوري

محمود صلاح
13 مارس 2025

يحمل مسلسل "ليالي روكسي" أحد الأعمال السورية المهمة التي انطلق عرضها في رمضان 2025، أجواء استثنائية تجمع بين الفن والحب في حالة نوستالجيا خاصة في كل تفاصيلها، لاسيما أن قصة المسلسل تدور في العقود الأولى من القرن الماضي، في بيئة شامية نجح المخرج محمد عبدالعزيز في نقل المشاهدين إليها بسلاسة، والكشف عن تفاصيل الإعداد لأول فيلم سينمائي سوري، وبحث البطلة عن تحقيق حلمها حيث تعيش مجموعة من التجارب الصعبة بين حلم التمثيل ومواجهة الأزمات.

الأحلام لا تشيخ في "ليالي روكسي"

يتصدر مسلسل "ليالي روكسي" لواقعة تاريخية مهمة، وهي التحضير لأول فيلم سينمائي سوري، وذلك في نهاية العشرينيات، والبطلة توتا الشخصية التي تجسدها سلاف فواخراجي، فيحمل العمل منذ المشهد الأول خصوصيته المعبرة عن البيئة الشامية، والصراعات التي دائما تعيشها المنطقة، وقدرتها على العودة من جديد بعد كل أزمة لترجع مثل طائر الفينيق الاسطوري، الحلقات الأولى كشفت عن تفاصيل حياة الشابة توتا التي تعيش حلم ببطولة أول فيلم سوري، وتحاول بكل السبل تحقيق هذا الحلم، ودراسة التمثيل بشكل احترافي، يجعلها تستحق تلك الفرصة الأولى التي تضع اسمها في سجلات التاريخ.

الأحلام لا تشيخ في "ليالي روكسي"
الأحلام لا تشيخ في "ليالي روكسي"

يظهر في تلك الحلقات الحضور الطاغي لكل من الفنان دريد لحام والفنانة منى واصف، كثنائي يحمل كذلك حلمهما الخاص الذي لم يتحقق كممثلين ومحبين للفنون، لكنهما يحملان آمال كبيرة في توتا لتكمل المسيرة وتحقق الهدف المنشود، ويوجهان النصائح لكي تصمد في طريقها الطويل، مؤكدا على أن الأحلام لا تشيخ ويجب الاستمرار نحو هدفها، وتعد تلك المشاهد المتعددة التي جمعت الثلاثي توتا والطيرة وأبو سعود الوثيقة الأولى التي تدفع المشاهد للاستمتاع برحلة توتا وحلمها المتصاعد، لكن مع انتظار مجموعة من العقبات الغير متوقعة.

الصورة الدعائية لمسلسل "ليالي روكسي"
الصورة الدعائية لمسلسل "ليالي روكسي"

رومانسية حالمة في "ليالي روكسي"

مسلسل "ليالي روكسي" يحمل كذلك بعض من قصص الحب التي تسيطر على أحداثه، وأبرزها التي تتصدرها "توتا"، و"نظمى" الشخصية التي يجسدها مجد فضة، العلاقة تظهر مضطربة بين الثنائي، مع سعي توتا لتحقيق حلم التمثيل، ومحاولات نظمى التقليل من حماسها في اتخاذ خطوات أكبر في المجال، كما تظهر أيضا علاقة حالمة تجمع كل من نشوان "إبراهيم الشيخ إبراهيم"، وناريمان "علا سعيد"، وهي القصة التي تظهر التضاد الكامل، لاسيما أن نشوان ابن فرزت "عبدالفتاح المزين" الشخصية المتحالفة مع الاحتلال ويكره رجال الحارة، بينما هي ابنة عطا "ايمن زيدان" حارس الثقافة الشعبية والفنان الذي يحب الفنون، ويسعى للمساعدة من أجل تنفيذ أول فيلم سينمائي، ويقاوم الاحتلال كذلك، والذي يقع أيضا تحت تأثير إعجابه بنظلي المحامية، ليواجه عقبات كل تلك العلاقات تظل عابرة لاسيما أن بعضها مهدد، لاسيما أن القصة الأهم بالنسبة للجميع تنفيذ أول عمل سينمائي.

رومانسية حالمة في "ليالي روكسي"
رومانسية حالمة في "ليالي روكسي"

حلم إنتاج أول فيلم سينمائي سوري

قصة التحضير لإنتاج أول فيلم سينمائي سوري، تعتبر المحوري الرئيسي في أحداث المسلسل، الذي كشفت الحلقات الـ10 الأولى عن بعض النقاط المهمة في ملامح الوصول إلى هذا الهدف، لاسيما أن توتا تبدأ في تعلم التمثيل وتثقيف نفسها، وذلك في خط درامي منفرد، بينما الخط الثاني يكمن في محاولات بدري "جوان الخضر" في الوصول إلى الممثلة التي تجسد البطولة في هذا الفيلم، بعد مجموعة من التجارب الفشلة التي لم يستطيع من خلالها في الوصول لتلك الفنانة، وسط سعى متواصل من جلال لإعادة ترتيب أولوياته، بعدما نصحه عطا بالاستمرار في العمل على إنتاج الفيلم، لاسيما أنه الشخص الوحيد الذي لديه خبرة في المونتاج والتصوير والتحميض، بينما أيضا يعد واحد من المناضلين ضد الاحتلال والذي يقوم بتنفيذ بعض العمليات، فهل سوف تنجح توتا في تحقيق حلمها، وتصمد وسط المواجهات المنتظرة مع صناع فيلمها؟

حلم إنتاج أول فيلم سينمائي سوري
حلم إنتاج أول فيلم سينمائي سوري

خصوصية الموسيقى والشارة

مسلسل "ليالي روكسي"، قدم موسيقى فريدة كذلك قام بتأليفها غالب زيدان، وصنعت حالة خاصة تجمع بين الإحساس بالحنان لتلك الحقبة، وأيضا الروح الكلاسيكية التي تميزت بها، فكانت إنعكاسا معبرا على أجواء هذا الزمن وروحه الرومانسية رغم أي صراع دائر، لاسيما أن الموسيقى هي مأخوذة من ألحان الموسيقي والمسرحي الراحل أبو خليل القباني، لتأتي الشارة التي قامت بغنائها المطربة السورية ليانا شاماميان، لتعطي المساحة الأكبر لهذا الإحساس الدافئ، الذي أيضا تمادي في تقديم الحالة الرومانسية الخاصة من خلال الكلمات التي عبرت عن الطموحات والصراعات التي تعيشها الشخصيات، فضلا أن صوت ليانا شاماميان، يعد من الأصوات العربية المهمة التي دائما تنجح في نقل المستمع إلى مثل تلك العوالم الحالمة.

الصور من حسابات صناع مسلسل "ليالي روكسي" على انستجرام.