
خبيرة زوجية توصي بالاستفادة من روحانيات رمضان في تعزيز العلاقة بين الزوجين وخلق حالة من التناغم والانسجام بينهما
تهتم الزوجات بطرح العديد من الأسئلة حول ضوابط العلاقة الزوجية في رمضان من أكثر من زاوية، بعضهن يبحثن عن نصائح لتعزيز العلاقة مع الزوج في رمضان، والبعض الآخر يتطرقن إلى ربطها بالصيام وبضوابط ممارسة العلاقة الخاصة في الشهر الفضل، وغير ذلك من الأسئلة التي تدور برأس الزوجات بمجرد بدء أيام الشهر الفضيل.
الحقيقة أن الاهتمام بتعزيز العلاقة الزوجية مع الزوج في رمضان، والاستفادة من روحانياته الجميلة المباركة أمر يحسب للزوجة التي تريد أن تكون علاقتها مع الزوج على ما يرام، علاقة هادئة ومستقرة تتماشى مع الجو العام لرمضان، ولا تتعارض مع تأثيراته النفسية على الروح والعقل والجسد.
اليوم، ولأهمية هذا الموضوع، يُسعدني أن أقدم إفادة شاملة حول أكثر الأسئلة شيوعًا في هذا الصدد، من خلال "داليا شيحة،المستشارة الزوجية والأسرية في دبي.
كيف يمكن تعزيز العلاقة الزوجية في رمضان؟
مع حلول رمضان، يمر الزوجان بتحديات مختلفة بسبب التغيرات في نمط الحياة اليومية، مثل الصوم والعبادات الزائدة التي تتطلب التفرغ والالتزام. تخشى بعض الزوجات من تأثير هذا التغير وبخاصة في الأيام الأولى من الشهر الفضل. وأنا هنا لطمأنتها، واخبارها بأن هذا الأمر يعد أمرًا عاديا، ويمر به أغلب الأزواج والزوجات، بل أن رمضان يعد فرصة ذهبية لتعزيز الروابط الداخلية وتقويتها بأسلوب جيد ومريح.
وفي هذا الصدد تقول داليا شيحة أنه يمكن تعزيز العلاقة الزوجية في رمضان من خلال تفهم طبيعة الحياة خلال أيام الشهر الفضيل التي تقوم على المداومة على العبادة والتهذيب الروحي، ولذلك يعد رمضان فرصة مثالية لإعادة تقييم العلاقة الزوجية وتعزيز التواصل والمشاركة بين الزوجين، وبخاصة مع فهم الضوابط التي تحكم العلاقة بينهما في رمضان.
نصائح لتعزيز العلاقة الزوجية في رمضان
وبحسب داليا شيحة، ولتعزيز العلاقة الزوجية في رمضان يجب على الزوجين الالتزام بتطبيق ما يلي:
- تفعيل المشاركة وتبادل تلبية احتياجات بعضهما البعض في إطار روحاني ومحترم.
- تخصيص أوقات مشتركة للعبادات مثل صلاة التراويح أو قراءة القرآن معًا، إذ يحفز ذلك على روح المشاركة بينهما ويقوي أساسها.
- يجب تنظيم الوقت بشكل جيد بين العمل، العبادة، والراحة، وذلك بهدف تحسين التواصل العاطفي.
- الصبر على انفعالات الطرف الآخر، وفهم طبيعة ما يمر به الصائم أثناء ساعات الصيام، وتجنب خلق مساحة ليتوغل التوتر، لكي لا يحول دون الاستمتاع بروحانيات شهر رمضان المبارك.
- تخصيص وقت للزوجين معًا، وتبادل الأحاديث والفضفضة الزوجية، لتعميق وتوطيد أواصر المحبة بين الزوجين.
- الاحترام المتبادل وتقدير كل طرف لجهود الطرف الآخر المبذولة في سبيل تحقيق استقرار وهدوء الحياة الزوجية، وكذلك لتلبية الاحتياجات الأساسية.
ضوابط العلاقة الحميمة في رمضان
أما بالنسبة للعلاقة الحميمة في رمضان، فتعتبر من المواضيع التي يحتاج الزوجان إلى التعامل معها بحذر، حيث هناك ضوابط شرعية تحكم العلاقة الجسدية بين الزوجين أثناء الصيام. لا يجوز للزوجين ممارسة العلاقة الحميمة أثناء ساعات الصيام من الفجر حتى المغرب وذلك بحسب الفقهاء، ولكن يمكنهما إحياء العلاقة الحميمة بعد الإفطار أو قبيل السحور، وهو ما يعزز الأجواء الحميمية ويتيح للزوجين التفاعل بشكل صحي ومتناغم في إطار تعاليم الدين
وهنا تؤكد شيحة أن اهمال ممارسة العلاقة الخاصة في رمضان يؤدي إلى حدوث التباعد العاطفي الذي يحقق الانفصال النفسي بين الزوجين

ما هي أفضل الأوقات لممارسة العلاقة الحميمة في رمضان؟
بحسب آراء الأطباء، يُفضل ممارسة العلاقة الحميمة في رمضان بعد الإفطار بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات من تناول الطعام حتى يتمكن الجهاز الهضمي من أداء عمله، تحديدًا بعد انتهاء وقت صلاة التراويح في رمضان، وذلك لأن ممارسة العلاقة الخاصة بعد الإفطار مباشرة له تأثيرات صحية خطيرة لأن الدم كله يتجه إلى المعدة لهضم الطعام.
تؤكد شيحة على ضرورة الانتظام في ممارسة العلاقة الحميمة وأن لا ينقطع الزوجين عن بعضهما البعض حفاظًا على الود والتناغم والانسجام في ما بينهما.
خلاصة القول
رمضان فرصة جيدة لإحياء كثير من الأمور التي احتضرت بقسوة في العلاقة بين الزوجين، وبخاصة مع تزايد الأعباء والضغوطات على عاتق كل منهما، لذلك يجب عليهما انتهاز هذه الفرصة، وتوطيد العلاقة بينهما لتحقيق أعلى معدلات التفاهم والتناغم والانسجام.
مع تمنياتي لكل زوجين بحياة زوجية سعيدة وعلاقة هادئة ومستقرة ورمضان مبارك للجميع،،،