
عبير نعمة تتألق في جلسة تصويرية خاصة بـ"هي": أحمل المرأة دائما في صوتي وأغنياتي
تتقن المطربة اللبنانية عبير نعمة أي أسلوب موسيقي تتبناه، من شرقي إلى غربي، ومن تاريخي إلى حديث، وتأخذه إلى أبعاد جديدة بصوتها الأوبرالي والطربي، العذب والقوي. ومن شبه المستحيل أن نسمع صوتها من دون أن تتأثر كل حواسنا وتتفاعل روحنا، فحين تغنّي عن أي حالة عشناها، تجعلنا نمرّ بكل مشاعر تلك الحالة من جديد، ولكن تكون هي رفيقتنا وتحضننا بإحساسها المرهف وأدائها الخيالي والكلمة الثاقبة التي تختارها بدقّة.. حواري معها تطرق إلى الموسيقى، والقوة، والحب، والهدف، والغد بعد تغيير كبير في حياتها الشخصية، وها هي تكمل مسيرتها بالمزيد من النجاح والتألّق، مع أغنية جديدة مليئة بالأحاسيس والمعاني التي تلامس كل شخص، وجدول من الحفلات الموسيقية الكثيرة في مدن مختلفة حول العالم.
تتألق عبير التي تعتبر رمزا للأنوثة، في هذا التصوير الخاص بمجلتنا، بإطلالات راقية ومترفة من مجموعة ربيع وصيف 2025 الكبسولية التي تجمع علامة "مارينا رينالدي" العالمية والمصمم الأيقوني زهير مراد، والتي ترسل بعبير زهرة الفوانيا ورمزيتها في الثقافة الصينية تحية إلى الجمال العابر لحدود الزمن.

كيف تصفين رحلتك الفنية منذ انطلاقتك حتى اليوم؟
رحلتي الفنية كانت حتى الآن أشبه بما يعيشه طفل صغير، يكبر كل يوم مع حلم جديد ويفرح بما يحققه، وينام منتظرا ما يحمله إليه اليوم التالي من شمس وقمر ولعب وأصدقاء وضحك وجمال. في رحلتي الكثير من الطفولة، والكثير من الانتظارات التي تشبه انتظارات الأطفال، لأن الموسيقى هي حياتي. فيها أيضا أشواك وورود، وألوان، وناس طيبون، وانكسارات وإنجازات. تحققت الكثير من الأهداف التي كنت أعرف أنني سأحققها ولم أعرف متى. ولكل ذلك، أنا ممتنة جدا على هذه الرحلة.
ما كانت اللحظـــة التي شعــــرت فيها بأنـــــك وجدت صوتك الحقيقي كمغنية؟
يكتـــشف المغـــني صـــوتــــه الحقيـــقــــي مع تجـــاربــــه الحيـــــاتية المختلفة. أولا، أنا من عائلة فنية، وأغنّي منذ أن كنت في سن الرابعة، وعرفت وأنا صغيرة أن هذا المجال هو أكثر ما أجيده، أنه هدفي ومستقبلي ورسالتي وهُويتي، أنه أنا! أما شخصيتي الموسيقية، فتكونت تدريجيا مع التجارب الإنسانية والفنية التي مررت بها، ودراستي الجامعية الموسيقية، وكل الأنواع الموسيقية التي كنت أستمع إليها في بيتنا من الموسيقى الطربية إلى الشعبية، مرورا بما كان يعزفه لنا والدي ويغنّيه، وأسفاري حول العالم، وحفلاتي، والوثائقي الذي صوّرته عن موسيقى الشعوب. كل يوم، أتعلّم، وأتجدد، وأكتشف شيئا جديدا عن نفسي وصوتي. وإذا أتى يوم اعتبرت فيه أنني وصلت إلى ما أريده وانتهى دافعي للسعي إلى المزيد، فسأكون قد صرت في مرحلة الرجوع إلى الخلف.

من مجموعة "مارينا رينالدي" وزهير مراد الكبسولية
Marina Rinaldi by Zuhair Murad
هل هناك محطة أو تجربة معينة مؤثرة لعبت دورا كبيرا في تشكيل هُويتك الفنية؟
كل ما أقدّمه منذ البداية حتى الآن يؤثر فيّ ويغيّرني ويحوّلني ويدفعني إلى التقدم. الإنسان مجموعة تجارب، لا شيء واحدا يغيّره، ولكن التغيير نتيجة تراكمات، وفي حياتي تراكمات كثيرة.
حين تختارين أعمالك الفنية الجديدة، ما أكثر ما يجذبك إلى الأغنية؟
كل شيء فيها، والحالة التي تمثّلها. يجب أن تؤثر فيّ موسيقيا وشعريا قبل التوزيع، لأن النماذج الأولى التي أسمعها تكون غير موزّعة بعد. عليها أن تكون أوّلا فريدة، فعلى الرغم من أن الكثيرين يقولون إن كل شيء قد قيل في الموسيقى والفن، فإن كل إنسان فريد، وكل إنسان يستطيع أن يقول أي شيء بطريقة فريدة. لذلك أبحث دائما عن الفرادة، والرسالة المختلفة، وصارت تشدّني الكلمة البسيطة أكثر بكثير من الكلام المعقّد. وعلى الأغنية أيضا أن ترسم على وجهي ابتسامة وتحملني إلى حلم.

من مجموعة "مارينا رينالدي" وزهير مراد الكبسولية
Marina Rinaldi by Zuhair Murad
كيف ترين دور الفن في تمكين المرأة وإيصال صوتها؟
لكوني امرأة، أحمل المرأة دائما في صوتي وأغنياتي. تقدر المرأة بكل تأكيد أن توصل صوتها من خلال الموسيقى والفنون أكثر، لأن الموسيقى هي لغة الإنسان، وهي لغة حياة، ولغة سلام، ولغة تواصل، ومن خلالها نستطيع أن نعبّر عما لا نقدر أن نعبّر عنه بالكثير من الطرق الأخرى. من خلال الموسيقى، يمكن للمرأة إيصال رسائل معينة وإحداث فرق وتغيير العالم.
ما مفهومك للمرأة القوية؟
مفهوم المرأة القوية ليس في فقدان الأنوثة؛ بل هو في مدى تصالحها مع نفسها، وحبها لذاتها، ووضع أهدافها أولوية. في أي مجال ومكان كان، المرأة متعددة المهام، تقدر أن تفكّر وتفعل عددا هائلا من الأشياء في الوقت نفسه. المرأة قوية حين تعرف قيمة ما يمكن أن تفعله أينما كانت.
ما أكبر التحديات التي واجهتها كامرأة في عالم الفن؟
هذا المجال صعب للمرأة والرجل على حد سواء، ففيه الكثير من الضغوط والتضحيات والتحديات. وتتطلب هذه المهنة تكريس الكثير من الوقت والجهد، والابتعاد عن الأهل والأحباء. قد تكون المرأة حساسة أكثر من الرجل، وقد لا يرحمها المجتمع في بعض النواحي، ولكن المرأة صارت اليوم قوية بما فيه الكفاية لتواجه أي تحدّ، وهي الآن تحقق ذاتها في الفنون وكل المجالات. فلم يعد بإمكاننا أن نقول إن الصعوبة أكبر أمام المرأة، مقارنة بالرجل، لأنهما أصبحا في الخانة نفسها.
ما رسالتك إلى المرأة التي تبحث عن القوة والاستقلالية؟
أحبي نفسك، وداوي جراحك، ولا تحملي في قلبك أعباء الماضي كما أفعل أحيانا وأبقيه حاضرا معي. يجب على المرأة أن تتصالح مع نفسها وتحتضن وتحب نفسها في الأيام الصعبة، وتعرف أنها جميلة بكل ما فيها، ومميزة، واستثنائية. تنجح المرأة حين تفعل ما تحبه وتحب ما تفعله، وتؤمن بأنها تستطيع تحقيق ما تتمناه على الرغم من كل شيء.
في ظـــــــل الضــغــوط اليومــية، كيف تحافـظـــيــــــن على الـــتوازن الجسدي والنفسي؟
الضغوط كثيرة وكبيرة، وأحيانا تشدّنا إلى الأسفل، لذلك نحتاج دائما إلى يد تمسك بنا. وهذه اليد تكون بالصلاة، والتأمّل، والموسيقى، والعودة من حين لآخر إلى الطبيعة والسكينة، والابتعاد عن الطاقات السلبية. فالضغط لا يأتي من العمل فقط، بل يأتي أيضا من الطاقات التي تستنزف جهدك وطاقتك، ومن متطلبات الحياة اليومية. فلنلجأ دائما إلى من يحبوننا ودائرتنا الصغيرة التي تحافظ علينا، وتؤمن بنا وتحمينا. أنا أعود إلى إخوتي وأصدقائي في لقاءات وجلسات قهوة قد نتحدث فيها عن أي موضوع، وأذهب إلى الطبيعة، وأتنزه على الشاطئ أو الجبل. هذه الخطوات البسيطة هي أساسية ليشعر الإنسان بأنه يعيش حياة طبيعية.
كيف تتعاملين مع لحظات الضعف والإحباط؟
أقبلها لأنها حقيقية وجزء من حياتي. في الحياة لحظات سعادة ولحظات حزن وصعود وهبوط، وكلها لا تدوم. أتقبل عيش كل ما في الحياة حتى النهاية، وأعطيها ما تحتاجه منّي، وأنا أعلم أن كل لحظة صعبة زائلة ولن تعود.
هل تؤمــنــيــــن بالعلاج بالموسيــــقى وتأثـــــــيرها في الصحة النفسية؟
طبعا، فالموسيقى هي بحد ذاتها شفاء للروح وللجسد. الكون هو عبارة عن صوت، عن موسيقى. تخيل العالم من دون موسيقى، فلولاها لكان صمتا قاتلا. الموسيقى تحفز فينا الإيجابية والفرح، وتخلق فينا ثورة وأملا، وتنتشلنا من القعر. بالنسبة لي، إن الموسيقى من أكثر العلاجات التي لا تشفي الجسد فقط، بل تدخل أيضا إلى عمق الروح.
كيف تحافظين على علاقات صحية رغم ضغوط العمل؟
أحاول قدر الإمكان أن أحافظ على التواصل والترابط مع أصدقائي القريبين منّي والأشخاص الذين أعرف أنهم يحبونني بكل الأحوال، ويقبلونني ويسامحونني على غيابي. يجب ألا ننسى فضل الناس الطيبين علينا، وأنا نحافظ عليهم، لأنهم ثروتنا. وأنا أعتبر نفسي محظوظة ومحمية بالمحبة.
ما أكثر الصفات التي تقدّرينها فيمن حولك؟
الوفاء، والصدق، والاستمرارية. أحب الناس الحقيقيين، غير المتزلفين. وأحب الناس العميقين، والذين حتى لو ناقشتهم في موضوع سطحي، لخرجت بعبرة أو نتيجة، فأبتعد عن التافه والفارغ. وأبحث عن التبادل في المحبة والوقت، وأحيط نفسي بناس يشبهونني. لا وقت لدي لمن لا يربطني شيء بهم.

من مجموعة "مارينا رينالدي" وزهير مراد الكبسولية
Marina Rinaldi by Zuhair Murad
كيف تتعاملين مع عالم التواصل الاجتماعي؟ وهل هو نعمة أم نقمة؟
هو بالتأكيد نعمة، نحن من يحوّلها إلى نقمة. القرار والخصوصية بين أيدينا، وهذه المساحة أشبه ببيت نحن من يرسم حدوده، ويقفل أبوابه وشبابيكه ويفتحها. أنت من يقرر كم من أجزاء حياتك ستشارك مع الناس وإلى أي مدى، والناس لا يطالبونك بأكثر مما يشعرون بأنك ستعطيهم.
هل تتأثـــــرين بالتــعــلـيـــقــــات السلبـــية؟ وكيـف تواجــهيــــن الانتقاد؟
أنا أحب كثيرا متابعة ما يجري على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي في النهاية مكان للتلاقي وإيصال أصواتنا وأفكارنا أكثر، وصار مكانا ضروريا في حياة الفنانين وكل الناس. يهمّني النقد البنّاء، آخذه في عين الاعتبار، وأحيانا أغيّر أشياء بناء عليه حتى لو كان من أناس لا أعرفهم، ولكنهم يعطونني رأيهم بمحبة. أصغي وأسأل كثيرا، وأحترم النقد البنّاء؛ أما الانتقاد والتنمر، فأحاول ألا يؤثّرا فيّ قدر الإمكان، ولكيلا أسمح لهما باختراق دفاعاتي الداخلية ومضايقتي، أقول لنفسي إن هؤلاء الناس يستطيعون إيذاء شخص لا يعرفونه بكلام جارح لأنهم تعساء.
كيف تستخدمين منصتك لتنقلي رسائل إيجابية ومؤثرة؟
بكل شيء أفعله، أستطيع نقل رسائل إيجابية، حتى في أزيائي، وأغنياتي، والتعليقات التي أتفاعل بها مع الناس. حسابك على منصة التواصل الاجتماعي نافذة يراك من خلالها الناس ويتعرّفون إليك، فتمكّنك من إيصال رسائل إنسانية وفنية واجتماعية إليهم. طبعا هناك من يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي لإظهار صورة غير واقعية، ولكن في الموسيقى من الصعب الكذب، لأن المادّة موجودة وظاهرة، لذلك أرى أنها تعبّر عنّي، وأتمكّن من خلالها من قول ما أريد قوله على حقيقتي.
ذكرت الأزياء، فكيف تؤثر فيك أزياؤك حين تكونين على المسرح أو في تصوير فيديو لأغنية؟ وكيف تختارينها؟
أنا أحب التعاون مع غيري. قد لا ينطبق ذلك كثيرا على الموسيقى، لأنني عنيدة فيما يتعلق بها، ومن المستحيل أن يقنعني أحد بعمل موسيقي لا أحبه. ولكن بالنسبة إلى الأزياء والإطلالات والظهور الإعلامي، لدي فريق عمل أثق به وأعتمد عليه، مثل منسقة الأزياء "جوني متى" التي أتشاور معها وأناقش إطلالاتي. عموما، أسلوبي بسيط جدا وبعيد عن المبالغة، وأحب القطع التي تعبّر عني، وأرتاح فيها لدى الوقوف على المسرح والغناء والأداء، وأشعر بأنها تشكّل جزءا من العمل الذي أريد تقديمه. أميل إلى الأنيق والراقي والمحتشم.
هل شعرتِ يوما بأنك على وشك الاستسلام؟
في الغناء أبدا، لأنه ليس مهنة اخترتها ويمكنني تركها، فالموسيقى صوتي واللغة التي أعبّر فيها. حتى حين كانت بعض الأهداف تأخذ وقتا طويلا لتتحقق، لم أشعر ولو للحظة بأنني أريد الاستسلام، واكتشفت اليوم أن تلك الأحلام والمشاريع كان يجب أن تأخذ ذلك الوقت.
أما في حياتي الشخصية، فهناك طبعا لحظات تحزنني وتحبطني، ولا سيما حين أرى كم أن الحياة قصيرة وكيف يغادرها كثيرون باكرا. حين تمر أشهر وأنا أعمل وأركض وأنشغل، أتوقف وأسأل ما هو الجوهر، ما هو الأساس؟ أطرح أحيانا على نفسي أسئلة لا جواب لها، وهنا أشعر ببعض الإحباط، ولكن ليس بالاستسلام.

من مجموعة "مارينا رينالدي" وزهير مراد الكبسولية
Marina Rinaldi by Zuhair Murad
ما سر قوتك؟
المحبة التي أملكها في قلبي وأشعر بأنها تستطيع أن تنقذ العالم. قبل فترة ليست بطويلة، كنت أعتقد أن الشر ليس مقصودا، وأن الإنسان يؤذي الآخر غصبا عنه فقط. اليوم أعرف طبعا أن ذلك غير صحيح، ولكن أرى أن هناك دائما تبريرا للناس، وليس لدي أي أعداء. هناك بلا شك ناس لا يحبونني، ولكن ما من أحد لا أحبه في هذه الحياة.
هل هناك مقولة أو مبدأ تؤمنين به وتعيشين وفقه؟
لا مقولة معينة، ولكن أكثر ما ينعكس في حياتي اليوم هو أننا نزرع ما نحصده. كيف نعامِل، نعامَل، وما نعطيه، نأخذه. وأعيش بالمحبة، كي أستطيع أن أسامح وألا أحمل ضغينة، وهو ما يسمح للإنسان بأن يتشافى، فالكراهية والحقد يدمّراننا أولا قبل أن يدمّرا أي شيء آخر.
ما نظـرتـــــك اليوم للحب بعد التـــجــــارب المختلـفــــة التي عشتها؟
الحب هو أجمل شيء في الحياة. والحب متنوع، وليس مقتصرا على حب بين رجل وامرأة شريكين. قد يكون بين صديقين، بين أم وابنتها، بين أفراد العائلة، وفي المجتمع. لا يستطيع الإنسان أن يعيش من دون حب، فالحياة كلها مبنية عليه. أن نعيش تجربة فاشلة، لا تعني أنها خاطئة، بل إننا نحن فشلنا فيها. الحب موجود وضروري، ولا يمكننا تحقيق أي شيء من دونه. وحتى الموسيقى، لو لم أكن مغرمة وشغوفة بها، لما كنت وصلت من خلالها إلى الناس. علينا أن نفعل كل ما نفعله بحب، بدءا بالعلاقات الإنسانية، وصولا إلى كل شيء آخر.
هل الحب كافٍ أم هناك عوامل أخرى يجب أن تكون موجودة لتنجح العلاقة بين شريكين؟
الحب أساسي، ونستطيع بالحب أن نتغاضى عن أمور كثيرة ونتقبل الآخر بأخطائه ونحبّه كما هو، لأن لا أحد كاملا. أما إذا كان كافيا أم لا، فهذا يتوقف على كل إنسان وما يريده من العلاقة.
هل تؤمنين بفكرة توأم الروح؟
لكل إنسان أكثر من توأم واحد للروح، فلا يكون فقط من نتزوجه ونكمل معه حياتنا، بل قد يكون أيضا صديقا، أو شخصا التقيناه وغيّر لنا نظرة أو فكرة. نحن مجموعة من الناس نعيش على هذا الكوكب الصغير، وتربطنا كلنا طاقة واحدة، وكل من يؤثر في الآخر يترك فيه شيئا معينا.

من مجموعة "مارينا رينالدي" وزهير مراد الكبسولية
Marina Rinaldi by Zuhair Murad
ما المشاريع الفنية الجديدة التي تعملين عليها حاليا؟
أعمل على مشاريع كثيرة اليوم، وقد طرحت أغنية جديدة بعنوان "صدّقني نسيتك". أقدّم أيضا أغنية لمسلسل رمضاني اسمه "نفس". وأحضّر عددا من الأغنيات التي سأسجّلها في الاستديو، والحفلات الكثيرة التي سأحييها في الكويت وقطر ودبي وعمان وأوروبا وأمريكا. أحمل حقيبة السفر وأتنقل من مكان لآخر، وأنا متشوقة للقاء كل الناس الرائعين في مختلف أنحاء العالم.
هل هناك حلم لم تحققيه بعد؟
في كل يوم حلم جديد. حين تنتهي الأحلام، تتوقف الحياة وتبدأ مرحلة الاكتئاب. وعلى كل حلم نحققه أن ينسج حلما آخر.
أين ترين نفسك بعد 10 سنوات إن كان على الصعيد المهني أو الشخصي؟
أتمنّى بعد 10 سنوات أن أحتفل بنجاح ابنتي في تحقيق ما تريده من دراستها، وأن تكون سعيدة. وأتمنى أن أستيقظ من النوم، وأتصل بكل من أحبهم وأن يكونوا موجودين، وأن أكون بصحّة جيدة، والعالم بمكان أحلى، وبلدنا بخير، والمنطقة بسلام لأننا نستحق السلام.
موسيقيا، أتمنّى أن أكون قد حققت ما أطمح إليه، ووصلت إلى ملايين من الناس الجدد بصوتي وموسيقاي، وتركت تأثيرا جميلا في مكان ما من هذا العالم.
أخيرا، كيف تحبّين أن يتذكرك جمهورك في المستقبل البعيد؟ وما الإرث الذي تريدين تركه؟
أحـب، حين يسمعون أغنياتي، أن يبتسموا ويشعروا بالأمل، بلحظــــة ســـــلام، بشفاء. أحب أن أكون جزءا من حياتهم من خــــــــلال الموسيـــقـــــى، وأن يحملــونـــــني مــــعــهــــــــــم دائمـــــا. وعلى فكرة، إن هذه الطاقة التي تصلني من كل هؤلاء الناس هي ما يبقيـــني واقفة وصامدة دائما. ولذلك، أتمنى ألا ينسوني وأن أبقى وأحقق شيئا لا يشبه أي شيء آخر، وأن يكون خاصا بي أنا.