
أسرار "عائلة شاكر باشا".. من الفنون إلى الجريمة في مسلسل تركي يثير الجدل
تخيل عائلة استطاعت أن تترك بصمة لا تُنسى في عالم الثقافة والفن والأدب، حيث برز كل فرد منها كشخصية مؤثرة ومُلهمة. إنها عائلة شاكر باشا، التي تُروى قصتها الآن في مسلسل تلفزيوني يحمل اسمها، ويجسد أدوار أبطاله نخبة من أبرز نجوم تركيا، مثل فيرات تانيش، فاهيدة بورتشين، وجيم يغيت أوزوم أوغلو، مريم أوزرلي.
مسلسل "عائلة شاكر باشا: المعجزات والفضائح" حافظ على مكانة مرموقة في قائمة الأعمال الأكثر متابعة منذ عرض الحلقة الأولى على قناة NOW TV. ففي 14 ديسمبر 2024، مع بث الحلقة الافتتاحية، تدفق الملايين إلى محرك البحث جوجل لاستكشاف أسرار هذه العائلة، متسائلين: "من هي عائلة شاكر باشا؟" و"ما الذي دفع جيفات شاكر لقتل والده؟". وهكذا، تصاعدت فجأة الأخبار والتحليلات التي تتناول تاريخ العائلة الغني بالأحداث المثيرة والتفاصيل المدهشة.
قصة مسلسل عائلة شاكر باشا
يأخذنا مسلسل "عائلة شاكر باشا: المعجزات والفضائح" في رحلة شيقة عبر تاريخ عائلة شاكر باشا، إحدى العائلات البارزة في الإمبراطورية العثمانية، حيث تبدأ أحداث القصة في عام 1912، لتنقل لنا تفاصيل حياة أفرادها وعلاقاتهم المعقدة.
يعكس المسلسل حياة شخصيات متميزة من هذه العائلة، مثل جيفات شاكر كاباغاتشلي، المعروف بلقب "صياد هاليكارناسوس"، وفخر النساء زيد، الرائدة في مجال الرسم الحديث، وعليا بيرغر، أول فنانة تركية تتخصص في النقش، وفوريا كورال، أول فنانة سيراميك تركية. من خلال هذه الشخصيات، يسلط العمل الضوء على إنجازاتهم الفنية والثقافية، مع كشف النقاب عن التفاعلات الإنسانية والدرامية التي شكلت حياتهم.

من هو شاكر باشا؟
شاكر باشا، واسمه الكامل محمد شاكر باشا (1855-1914)، كان جنديًا ومؤرخًا ورجل دولة عثمانيًا، وشقيق أحمد جيفات باشا، الذي شغل منصب الصدر الأعظم للإمبراطورية العثمانية بين عامي 1891 و1895. والد شاكر باشا هو مصطفى عاصم بك. بعد وفاة والديه في عام 1861، أصبح يتيمًا، وأُرسل هو وشقيقه أحمد جيفات إلى المدرسة العسكرية ليكملوا تعليمهم.
تولى شاكر باشا العديد من المهام الهامة خلال حياته، منها عمله سفيرًا للإمبراطورية العثمانية في أثينا. وفي عام 1886، رُزق بولد وأطلق عليه اسم عمه جيفات باشا، فسماه جيفات شاكر. بعد عزل شقيقه الأكبر جيفات باشا من منصبه، استقال شاكر باشا من مهامه الحكومية وقرر الاستقرار في جزيرة بويوكادا التركية.
اشتهر شاكر باشا بإسهاماته الثقافية والعلمية، بالإضافة إلى مهامه العسكرية والإدارية. كان أيضًا مهتمًا بالفنون، وخاصة الرسم، حتى أنه حصل على المركز الثاني في مسابقة رسم شارك بها في فرنسا. بسبب شغفه بالفن، كان يُدعو مدرسون لتعليم أفراد عائلته الكمان والبيانو والرسم واللغات بشكل منتظم في القصر. كما أهدى مكتبة شخصية تضم 5 آلاف كتاب لمكتبة المتحف الأثري.
توفي شاكر باشا في عام 1914 بشكل مأساوي، حيث أطلق ابنه جيفات شاكر (المعروف لاحقًا باسم "صياد هاليكارناسوس") رصاصة قاتلة من بندقيته، مما أدى إلى وفاة والده، ومن بين أكثر الأسئلة التي تم البحث عنها على جوجل حول مسلسل "عائلة شاكر باشا"، كان السؤال عن كيفية قتل جيفات شاكر لوالده، ومن هو جيفات شاكر بالضبط؟ هذه الأحداث الدرامية جعلت من قصة عائلة شاكر باشا موضوعًا مثيرًا للاهتمام والبحث.

من هو جيفات شاكر؟
وُلد جيفات شاكر في 17 أبريل 1890 في جزيرة كريت، حيث كان والده، محمد شاكر باشا، يشغل منصب المفوض السامي. ينتمي جيفات إلى عائلة شاكر باشا، إحدى أبرز العائلات العريقة في الإمبراطورية العثمانية. والده، محمد شاكر باشا، كان سفيرًا وحاكمًا في جزيرة كريت وأثينا، بينما والدته هي السيدة الكريتية عصمت هانم. كان عمه الثاني، أحمد جيفات باشا، يشغل منصب الصدر الأعظم في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، وجده هو العقيد مصطفى عاصم بك، رئيس المجلس العسكري.
كان جيفات شاكر الابن الأكبر بين ستة أطفال، وتميز جميع أفراد عائلته بمواهبهم الفنية. قضى سنوات طفولته الأولى في أثينا، حيث كان والده يعمل سفيرًا. أكمل تعليمه الابتدائي في بويوكادا، وتلقى تعليمه الثانوي والعالي في كلية روبرت، وتخرج منها عام 1907. في نفس العام، نُشرت مقالته الأولى في جريدة "إقدام"، وهي مقالة مترجمة من الإنجليزية. بعد المدرسة الثانوية، أراد دراسة العلوم البحرية في إنجلترا، ولكن تحت ضغط عائلته، درس التاريخ في جامعة أكسفورد. تزوج من امرأة إيطالية تدعى "أنيسي" عام 1913 وأقام في إيطاليا، حيث درس الرسم.
عند عودته إلى إسطنبول، بدأ جيفات بنشر المقالات في الصحف والمجلات. وفي عام 1914، واجهت العائلة صعوبات مالية، فانتقل والده إلى مزرعة كابا غاتشلي في أفيون. وفي حادثة مأساوية، قُتل محمد شاكر باشا برصاصة أطلقها جيفات شاكر أثناء شجار في المزرعة. حُوكم جيفات بتهمة القتل وحُكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا مع الأشغال الشاقة. بعد قضائه سبع سنوات في السجن، أُطلق سراحه بسبب إصابته بمرض السل.

لماذا قتل جيفات والده؟
تشير المصادر إلى أن جيفات شاكر كان يعاني من خلافات كبيرة مع والده، محمد شاكر باشا. وفقًا لبعض الروايات، انقطع جيفات عن دراسته في جامعة أكسفورد والتحق بأكاديمية الفنون الجميلة في روما، حيث التقى بزوجته الأولى، أنيسي. بعد زواجهما، عادا إلى بويوكادا في إسطنبول.
ووفقًا لتقرير كتبه محمد مظلوم تشيليك في صحيفة "إندبندنت تركي"، أعد جيفات خطة مروعة لقتل والده. اشترى بعض الأدوية من الصيدلية، وانتظر حتى نام الجميع في المنزل، ثم أطلق النار على والده برصاصة واحدة أودت بحياته.

أشار المؤرخ البروفيسور مراد بارداكجي إلى أن سبب القتل لم يكن "المال"، بل كان مرتبطًا بزوجة جيفات، أنيسي. قال بارداكجي: "ربما بدافع من الشيطان، ولكن بتردد شديد، سألت: ما هو السبب الحقيقي وراء حادثة والدك الراحل؟ فأجاب ببساطة: أنيسي... ولهذا السبب يُكتب بسهولة أن العلاقة غير الشرعية بين الباشا وزوجة ابنه تكمن وراء جريمة القتل، لكنني لن أدخل في تفاصيل ما قاله احترامًا للذاكرة الرقيقة للشخص الذي أخبرني بذلك".
جميع الصور من حساب المسلسل على انستجرام.