مرض الوردية أسبابه، علاجه، وطرق الوقاية من

للتنعَم بجمال وصفاء الوجه: تعرفي على أسباب مرض الوردية وطرق الوقاية منه من خبيرة جلدية

جمانة الصباغ

كثيرًا ما نعاني من مشكلاتٍ جلدية تتسبب لنا بالألم والإحراج، خصوصًا إذا ما كانت تلك المشاكل في الوجه أو في الجسم مصحوبةً بالحكة والمنظر غير الجميل.

ومن تلك المشكلات الأكثر شيوعًا، الوردية Rosacea الذي غالبًا ما يظهر على الوجه؛ وتشير الأرقام إلى أن 5% من سكان العالم مصابون بالوردية في جميع أنحاء العالم، وفق أول دراسةٍ وبائية عالمية لهذا المرض الجلدي أجرتها مختبرات بيير فابر. نُشرت هذه الدراسة في فبراير من العام الماضي في مجلة الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية المرموقة (JAAD). وقد أُجريت الدراسة لتقديم منظورٍ غير مسبوق حول انتشار الوردية عالميًا، مُسلِّطةً الضوء على اختلافاتٍ كبيرة حسب العمر والجنس والمنطقة الجغرافية، وتأثيراتها على جودة الحياة والوصم الاجتماعي.

ويتحدث دكتور جوتييه دوات، المدير الطبي لمختبرات أفين للأمراض الجلدية عن مرض الوردية قائلًا: "يُعرف أيضًا باسم داء الكوبيروز، وهو مرضٌ جلدي غير مُعدٍ ومتفاقم، حميد المظهر في البداية؛ يتجلى باحمرارٍ مؤقت ومتناظر في البداية، ثم يصبح مُزمنًا في الأنف والخدين، وأحيانًا أيضًا على الذقن والجبهة. تُصاحب هذه الأعراض وخزٌ وانزعاجٌ وشدَ، مما قد يكون مُنهكًا للغاية للمصابين. وهو مرضٌ جلدي شائع نسبيًا ومزمن وشديد؛ يمكن أن تكون له عواقب نفسية وعاطفية وخيمة، تؤثر بشكلٍ كبير على جودة حياة المرضى، وهو مرض يتأخر تشخيصه كثيرًا."

الدكتورة سارة إياكوفو أخصائية جلدية وتجميل في مستشفى قطينة التخصصي
الدكتورة سارة إياكوفو أخصائية جلدية وتجميل في مستشفى قطينة التخصصي

للإطلاع أكثر على أسباب وخيارات طرق علاج مرض الوردية المتاحة، والأهم؛ الوقاية منه. تحدثنا إلى الدكتورة سارة إياكوفو، أخصائية جلدية وتجميل في مستشفى قطينة التخصصي، ووافاتنا بالمعلومات التالية..

مرض الوردية

هو حالةٌ جلدية مُزمنة وشائعة تؤثر بشكلٍ رئيسي على الوجه، وتُسبَب احمرارًا وتوَسع الأوعية الدموية، بالإضافة إلى ظهور بثورٍ صغيرة وحساسية في الجلد. غالبًا ما تُصيب هذه الحالة البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عامًا، خاصةً أصحاب البشرة الفاتحة. ومع أن الوردية ليست مرضًا خطيرًا، إلا أنها قد تؤثر على ثقة المريض بنفسه نظرًا لتأثيرها على المظهر الخارجي.

أسباب مرض الوردية

لم يُحددَ بعد، سببٌ دقيق للوردية؛ ولكن يعتقد الأطباء أن هناك عدة عوامل تلعب دورًا في تطورها، ومنها:

1.     العوامل الوراثية: يُعتقد أن للعوامل الجينية دورٌ كبير في الإصابة بالوردية، إذ تزداد احتمالية الإصابة بالمرض عند العائلات التي لديها تاريخٌ سابق من الوردية.

2.     الالتهاب واضطرابات الجهاز المناعي: تشير بعض الدراسات إلى أن الوردية قد تكون ناتجةً عن استجابة التهابية غير طبيعية في الجسم.

3.     العوامل البيئية والمُحفزات الخارجية: مثل التعرض المستمر لأشعة الشمس، درجات الحرارة المرتفعة أو الباردة، الرياح، وتغيَرات الطقس المفاجئة.

4.     البكتيريا والميكروبات: يُعتقد أن نوعًا معينًا من البكتيريا الموجودة في الأمعاء يُمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض. كما أن العثّ الجلدي المعروف باسم Demodex قد يكون له دورٌ في الإصابة بالوردية.

5.     اضطرابات الأوعية الدموية: يُعتقد أن ضعف أو توسَع الأوعية الدموية في الوجه، قد يؤدي إلى ظهور الاحمرار والأعراض المصاحبة للوردية.

العوامل الوراثية والعادات الغذائية الخاطئة قد تتسبب بإصابتكِ بمرض الوردية
العوامل الوراثية والعادات الغذائية الخاطئة قد تتسبب بإصابتكِ بمرض الوردية

6.     العادات الغذائية: بعض الأطعمة الحارة والمشروبات الكحولية قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى بعض المرضى.

مع الإشارة إلى أن مرض الوردية ليس نوعًا واحدًا بل عدة أنواع؛ نتعرف عليها في السطور الآتية..

أنواع مرض الوردية

تنقسم الوردية إلى 4 أنواعٍ رئيسية، تختلف في الأعراض وشدة الحالة:

1.     الوردية الوعائية (Erythematotelangiectatic Rosacea - ETR): تتسم باحمرارٍ دائم في الوجه، وظهور الأوعية الدموية الدقيقة بشكلٍ واضح.

2.     الوردية الالتهابية أو الحُطاطية (Papulopustular Rosacea): تتسبب في ظهور بثورٍ تشبه حب الشباب مع احمرارٍ دائم في الوجه.

3.     الوردية العينية (Ocular Rosacea): تؤثر على العينين، مما يُسبَب احمرارًا، تهيجًا، وجفافًا شديدًا؛ وقد تؤدي إلى مضاعفاتٍ خطيرة إذا لم تُعالج.

4.     الوردية التضخمية (Phymatous Rosacea): تتسبب في سماكة الجلد، خاصةً في منطقة الأنف، مما يؤدي إلى تضخمه وظهور نتوءاتٍ جلدية.

هل يمكن علاج مرض الوردية، مهما كان نوعه وحدته؟  تجيب الدكتورة إياكوفو..

علاج مرض الوردية

للأسف، لا يوجد علاج نهائي للوردية؛ ولكن يمكن التحكم في الأعراض من خلال عدة خياراتٍ علاجية، منها:

للأسف لا يمكن علاج الوردية إنما الوقاية منه ممكنة
للأسف لا يمكن علاج الوردية إنما الوقاية منه ممكنة

•       العلاجات الدوائية

1.     المضادات الحيوية الموضعية: مثل الميترونيدازول، والتي تساعد في تقليل الالتهاب واحمرار الجلد.

2.     المضادات الحيوية الفموية: مثل التتراسيكلين والدوكسيسيكلين، وتُستخدم لعلاج الحالات الشديدة.

3.     العلاجات الموضعية الأخرى: مثل حمض الأزيلايك والريتينويدات التي تساهم في تقليل الاحمرار وتحسين مظهر الجلد.

4.     أدوية لتضييق الأوعية الدموية: مثل البريمونيدين الذي يُقلَل من الاحمرار المؤقت للجلد.

•       العلاجات التجميلية والإجراءات الطبية

1.     العلاج بالليزر: يساعد في تقليل توسع الأوعية الدموية وتحسين مظهر البشرة.

2.     التقشير الكيميائي: يُستخدم لإزالة الطبقات السطحية من الجلد وتحسين نسيجه.

3.     الجراحة التجميلية: في الحالات المتقدمة من الوردية التضخمية، يمكن اللجوء إلى الجراحة لإزالة الأنسجة الزائدة.

•       العلاجات الطبيعية والمنزلية

1.     استخدام كمادات باردة لتخفيف الالتهاب والاحمرار.

2.     استخدام الصبار (Aloe Vera)، والذي يمتلك خصائص مُهدئة للبشرة.

3.     الشاي الأخضر، لاحتوائه على مضادات الأكسدة التي تُقلَل من الالتهاب.

لكن ماذا عن الوقاية؟ هل يمكنني بالفعل حماية نفسي من الوردية؟

طرق الوقاية من مرض الوردية

على الرغم من عدم وجود طريقة مُحددة لمنع الإصابة بالوردية، إلا أن اتباع بعض العادات الصحية، وفقًا للدكتورة إياكوفو، يمكن أن يساعد في تقليل تفاقم الأعراض. وتتمثل تلك العادات فيما يلي:

إحمِ وجهكِ من مرض الوردية بتطبيق واقي للشمس
إحمِ وجهكِ من مرض الوردية بتطبيق واقي للشمس

1.     حماية البشرة من الشمس: استخدمي واقي شمس واسع الطيف بعامل حمايةٍ لا يقل عن  SPF 30، واحرصي على ارتداء القبعات عند التعرض للشمس.

2.     تجنَب المُحفزات: مثل الأطعمة الحارة، المشروبات الكحولية، والمشروبات الساخنة جدًا التي قد تزيد من تعرضَك للوردية وأعراضها المزعجة.

3.     العناية بالبشرة بلطف: من الضروري لكِ استخدام منتجاتٍ مُهدئة وخالية من العطور والكحول، لتجنَب تهيَج البشرة.

4.     تجنَب الماء الساخن جدًا: لماذا؟ لأن الحرارة الشديدة قد تزيد من توسع الأوعية الدموية.

5.     إدارة التوتر: هل تعلمين أن جزءًا من نمط حياتنا المتوتر، يمكن أن يُعرَضنا لمشكلاتٍ مثل الوردية؟ لذا واظبي على ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا لتقليل التوتر، الذي قد يكون مُحفزًا لأعراض الوردية وغيرها من المشكلات الصحية والجلدية.

6.     اتباع نظام غذائي صحي: تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الخضروات والفواكه للحفاظ على صحة البشرة.

مرض الوردية أسبابه، علاجه، وطرق الوقاية منه-رئيسية واولى
مرض الوردية أسبابه، علاجه، وطرق الوقاية منه

في الختام؛ مرض الوردية قد يكون مُزعجًا، لكنه لا يُعدَ خطيرًا إذا تمَ التعامل معه بطريقةٍ صحيحة. ومن خلال التعرف على المُحفزات الشخصية والالتزام بالعلاجات المناسبة، يمكن للمريضة السيطرة على الأعراض وتحسين جودة حياتها.

إذا كنتِ عزيزتي تعانين من أيَ من أعراض الوردية الواردة أعلاه، من الأفضل استشارة طبيب الجلدية لوضع خطة علاجية مناسبة لحالتكِ، كي تتمتعي بالصحة والجمال ورفاه الحياة على الدوام.