تعاونٌ فنيٌّ جديد بين جيجر- لوكولتر  ومصمم السرد الفني خالد الشعفار  في إطار برنامج ما أبدعته يدُ الصانع للاحتفال بسيرورة الوقت

تعاونٌ فنيٌّ جديد بين جيجر- لوكولتر ومصمم السرد الفني خالد الشعفار في إطار برنامج "ما أبدعته يدُ الصانع" للاحتفال بسيرورة الوقت

تُعد دار جيجر- لوكولتر واحدة من أبرز الأسماء في عالم صناعة الساعات الفاخرة، حيث تجمع بين التقاليد العريقة والابتكار المتجدد. منذ تأسيسها عام 1833، تميزت الدار السويسرية بإبداعها في تصميم آليات معقدة تضيف بُعدًا فنيًا فريدًا إلى قياس الوقت. تعتبر الدار رمزًا للرقيّ والدقة، مقدمةً تصاميم مميزة تُلبّي شغف عشاق السّاعات في جميع أنحاء العالم. وفي استمرار لمسيرتها الإبداعية، تكشف الدار عن أحدث إصداراتها التي تُجسد روحها الفريدة وتراثها العريق.

ساعة جيجر- لوكولتر الجديدة
ساعة جيجر- لوكولتر الجديدة

ففي إطار سعيها المستمر لدفع حدود الإبداع، تكشف دار جيجر- لوكولتر عن أحدث تعاون لها ضمن برنامج "ما أبدعته يد الصانع - Made of Makers"، وذلك من خلال تركيب فني حصري من إبداع المصمم الإماراتي خالد شعفارالذي حوّل دورة القمر خلال شهر رمضان المبارك إلى تجربة فنية غامرة.

الفنون الكلاسيكية بآفاق جديدة

يستلهم برنامج "ما أبدعته يد الصانع" رؤيته من العلاقة الوثيقة بين صناعة الساعات والفن، حيث يُعزز التعاون مع فنانين ومصممين من خارج عالم صناعة الساعات، ممن يشاركون الدار مسيرتها في الإبداع والدقة والإتقان. يهدف البرنامج إلى تغيير النظرة التقليدية للفن الكلاسيكي، مُبرزًا التطور المستمر الذي يشهده، وتكريمه باعتباره مصدرًا حيويًا للإبداع. فمن خلال الجمع بين الأساليب التقليدية والمواد الحديثة، يسهم البرنامج في إعادة ابتكار الفنون الكلاسيكية، تمامًا كما يفعل صنّاع الساعات في الدار العريقة، الذين يحترمون التقاليد كأساس للإبداع بينما يستكشفون آفاقًا جديدة.

يستلهم برنامج ما أبدعته يد الصانع رؤيته من العلاقة الوثيقة بين صناعة الساعات والفن
يستلهم برنامج ما أبدعته يد الصانع رؤيته من العلاقة الوثيقة بين صناعة الساعات والفن

احتضن البرنامج حتى الآن عدة مجالات فنية، من الفن المعاصر إلى الموسيقى والطهو والعطور، وشهد تعاونات مع أسماء لامعة مثل زيمون (سويسرا)، مايكل مورفي (الولايات المتحدة)، غيِّوم مارمان (فرنسا)، أليكس تروتشوت (إسبانيا/الولايات المتحدة)، وغيرهم. واليوم، يُضاف المصمم الإماراتي خالد الشعفار إلى قائمة هؤلاء المبدعين، ليجلب لمسة من روح الشرق الأوسط إلى البرنامج، من خلال عمل يجسّد العلاقة بين التصميم المعاصر وآليات ضبط الوقت الفلكية.

خالد الشعفار: التصميم كسرد قصصي

يُعرف خالد الشعفار بدمجه بين التراث الإماراتي والتصميم المعاصر، حيث تتجاوز أعماله الجماليات البصرية لتعكس ارتباطًا عميقًا بين الشكل والوظيفة. وُلد شعفار في الإمارات العربية المتحدة، وبدأ مسيرته المهنية في مجال التسويق والاتصالات قبل أن يقرر اتباع شغفه الحقيقي في التصميم عام 2005. بعد دراسته للفنون الجميلة والتصميم الداخلي، واصل تطوير مهاراته في كلية سنترال سانت مارتينز للفن والتصميم بلندن، ثم في مركز النجارة الفاخرة بنيوزيلندا، ليصبح لاحقًا أحد الأسماء البارزة في مشهد التصميم الإماراتي والعالمي.

جيجر- لوكولتر تكشف عن تعاون جديد ضمن برنامج ما أبدعته يد الصانع مع المصمم الإماراتي خالد شعفار
جيجر- لوكولتر تكشف عن تعاون جديد ضمن برنامج ما أبدعته يد الصانع مع المصمم الإماراتي خالد الشعفار

في عام 2011، أسس الشعفار استوديو التصميم الخاص به في دبي، ثم افتتح مساحة عرض مخصصة عام 2012. تتسم أعماله بالدمج السلس بين الحداثة والتراث، حيث يحرص على تقديم تصاميم تحمل سردًا بصريًا يعكس الثقافة والهوية. تتميز إبداعاته بخطوطٍ نقية، وخاماتٍ غنية، واستخدامٍ دقيق للمواد، ما يجسد أسلوبًا متفردًا يمزج بين الريادة والتطور.

تركيب "من الهلال إلى الهلال": الاحتفاء بسيرورة الوقت

في تعاون فريد، يجسد هذا المشروع العلاقة العميقة بين الزمن والحركات الفلكية خلال شهر رمضان. يعتمد المسلمون على مراقبة القمر لتحديد أوقات الصيام والصلاة، وهو ما يتماهى مع فلسفة صناعة الساعات في دار جيجر- لوكولتر، التي لطالما استلهمت تصاميمها من دورات الأجرام السماوية.

يحمل التركيب الفني اسم "من الهلال إلى الهلال Crescent To Crescent"، وهو عمل فني يمتد بعرض ستة أمتار وارتفاع ثلاثة أمتار، حيث يضم 29 قمرًا متقن التصميم، يمثل كل منها يومًا من أيام الدورة القمرية. ويعكس التصميم الفريد تقدير الدار لفن النقش الغيوشيه، وهي تقنية زخرفية دقيقة تُستخدم في ورشة Métiers Rares الخاصة بها.

ابداعات دار جيجر- لوكولتر
ابداعات دار جيجر- لوكولتر

يُوفّر التركيب تجربتين بصريتين مختلفتين؛ إذ يُظهر أحد الجوانب تدرجًا مذهلًا للألوان يحاكي تطور القمر خلال شهر رمضان، بينما يقدم الجانب الآخر تفاعلًا ديناميكيًا مع الضوء، حيث تُضاء الأقمار تدريجيًا أثناء دورانها، مما يخلق تأثيرًا غامرًا يدعو المشاهد إلى تأمل مرور الوقت بعمقٍ جديد.

إيقاع القمر في لغة التصميم

يقول خالد الشعفار عن هذا العمل: "القمر قوة كونية هائلة، يُوجه إيقاعات الطبيعة، وله تأثيرٌ جوهري على حياتنا اليومية. لطالما كان ظهور الهلال رمزًا لبداية شهر رمضان، وهو ما ألهمني في هذا المشروع، حيث أردتُ أن ألتقط الإيقاع العميق للوقت ذاته من خلال الدورة القمرية." ويضيف: "استلهمتُ عملي من افتتان جيجر- لوكولتر بالحركات السماوية، وهو شغفٌ يتجلى في سماء فالي دو جو كما في روائع الدار في صناعة الساعات."

ويختتم الشعفار قائلاً: "هذا العمل تكريمٌ لقدسية الزمن خلال شهر رمضان، حيث يتحول الوقت إلى حالة تأملية عميقة. مع ترقب كل لحظة، نتعلم أن نقدر إيقاع الحياة، ونحتضن الوعي الداخلي."

ابداعات دار جيجر- لوكولتر الجديدة لعام 2025
ابداعات دار جيجر- لوكولتر الجديدة لعام 2025

جيجر- لوكولتر: التقاء الإبداع والصناعة الحرفية

من خلال هذا التعاون، تُجسد جيجر- لوكولتر رؤيتها لدمج الفن بالصناعة الحرفية، مؤكدةً على العلاقة الوثيقة بين الزمن والإبداع. سيتم الكشف عن التركيب الفني في 28 فبراير في "غراند أتريوم" - دبي مول، حيث سيبقى معروضًا طوال شهر رمضان قبل أن ينتقل إلى مواقع أخرى مختارة في المدينة.

في تعليق على هذا التعاون، يقول جيروم لامبرت، الرئيس التنفيذي للدار: "يسعدنا التعاون مع خالد الشعفار في هذا المشروع المميز. في جيجر- لوكولتر، لا نحتفل بالوقت من خلال ساعاتنا فقط، بل من خلال الشراكات التي تستكشف بُعده العميق. يجسد تركيب "من الهلال إلى الهلال" هذه الفلسفة بامتياز، حيث يترجم مرور الوقت إلى تجربة بصرية وعاطفية استثنائية. إن رؤية خالد الشعفار الفريدة وقدرته على الجمع بين التصميم المعاصر والإيقاعات السماوية تجعله شريكًا مثاليًا في برنامج "ما أبدعته يد الصانع"."

من خلال هذا التعاون، تُكرّس جيجر- لوكولتر التزامها بالحوار الإبداعي بين الحرفية الفنية والتصميم والتراث الثقافي، مُعيدةً تعريف العلاقة بين الزمن والفن بلمسة من الأصالة والتجديد.