
أيقونة الزمن الجميل لبلبة تُلهمنا.. دروس قيّمة للحفاظ على الهوية الجمالية في زمن التغيير
في عالم تتغيّر فيه معايير الجمال بوتيرة سريعة، تبقى النجمة لبلبة أيقونة حقيقية، تحمل خبرة عقود من الوقوف أمام الكاميرا، والإيمان العميق بأن الصدق في التعبير أهم من الكمال الخارجي خاصة بكونها فنانة. فترسم لبلبة ملامح امرأة ترى في البساطة رقيًا، وفي الاختلاف جمالًا لا يُكرّر، وفي الملامح الطبيعية صدقاً لتصل مشاعر الشخصية بشكل صحيح للجمهور.
وتزامنا مع تصدر لبلبة غلاف مجلة "هي" لعدد ابريل، وكشفها مجموعة من اسرارها في عالم الجمال، نلقي الضوء على اسلوبها لتستلهموا منها.
أسرار جمالية كشفتها لبلبة لمجلة "هي" في عدد أبريل
في حوار خاص أجرته الزميلة حميدة أبو هميلة مع النجمة لبلبة لمجلة "هي" لعدد أبريل، تؤكد لبلبة حول رؤيتها لمفهموم الجمال، بأن ما تعلمته بالخبرة الفنية والحياتية أن الجمهور حينما يحب فنانا لا يرى عيوبه الجمالية، أو بمعنى آخر يتعود عليها فتصبح مصدرا للتميز، معتبرة بأن "وجه الفنان حساس للغاية، لأنه يعبر بملامحه عن معانٍ ومشاعر قوية، وحينما تقترب الكاميرا من الوجه الذي تم شده بطريقة مبالغ فيها، أو لجأت صاحبته إلى نفخ الشفاه أو الخدين، سيركز المشاهد في هذه التفاصيل ويترك الموهبة".

لبلبة تتذكر نصيحة والدتها بألا تعدّل في وجهها أبدا بعدما كانت تنزعج أحيانا عندما كانت أصغر في السن، من شكل أنفها عندما تضحك. وتكشف بأنها جربت البوتوكس بسبب خطوط التجاعيد، ولكنها اكتشفت أنه يوقف حركة عضلات الوجه الطبيعية، فتوقفت عنه. وتؤكد هنا أنها كممثلة بحاجة إلى كل حركة في ملامحها، لتصل مشاعر الشخصية بشكل صحيح للجمهور، لافتة الى أنه عند مشاهدة أدوارها التي قدمتها في سن صغيرة للغاية حتى قبل السابعة، سيتيقن المشاهد من أن ملامحها تماما كما هي دون أي تغيير.

تنصح لبلبة في حوارها مع مجلة "هي"، أن تعرف كل امرأة بأنها مختلفة عن الأخرى مثل بصمة اليد تماما، ولذلك ما يليق بفتاة ما أو سيدة ليس بالضرورة أن يليق بأخرى، معربة عن أسفها لافتقادنا هذا النمط من التفكير. وتنصح النساء باتباع أسلوب الماكياج الخفيف، وخاصة في النهار، "فضوء الشمس يُظهر التجاعيد، ويجعلها أكثر عمقا، أما ليلا فأهلا بالرموش والماكياج الواضح". تتمنى لبلبة التخلص من فكرة التقليد "لأن النتيجة أنه بحضور أي حدث كبير، سواء كان حفلا أو غيره، نجد أغلبية النساء يشبـــــــهن بعضهن البعض، سواء في نوع الماكياج أو أسلوب تصفيف الشعر، حيث عاد الشعر المستعار ليكون موضة رائجة بشدة وبلا داعٍ. فأنا مثلا لا ألجأ للشعر المستعار إلا بحرص شديد، وإذا ما تطلب الدور ذلك، لأنه يصيبني بدوار كما أنني أفضل مظهر شعري القصير".
وبخصوص شعرها القصير الذي تعتمده منذ عقود، تلفت لبلبة في حوارها لمجلة هي لعدد ابريل، الى أنها تتبع نصيحة مصفف الشعر "ألكسندر دي باري" الذي نصحها بالشعر القصير حيث قال لها "أن أفضل قرار للسيدات بعد أن يتجاوزن الخامسة والأربعين هو أن يعتمدن صيحة الشعر القصير، لأنها تقلل من مظهر التجاعيد وتجعل مظهر الوجه أصغر سنا". وتتابع بالقول "بالفعل عملت بنصيحته، وحتى اليوم لا أزال أصفف شعري بنفس الطريقة، لأنه أسهل في الاهتمام كما أن رأسي صغير وهذا الشكل يلائمه".
أسلوب مكياج النجمة لبلبة بشكل عام
حين نتحدث عن لبلبة، الأيقونة المخضرمة التي عاصرت جيل الزمن الجميل وجيل زد، فنحن أمام نجمة تعرف تمامًا كيف تبرز جمالها بطريقة راقية وطبيعية بعيدا عن المبالغة. في مكياجها، تميل لبلبة إلى الأسلوب الكلاسيكي الراقي الذي يُبرز ملامحها من دون طمس معالم جمالها، فهي تؤمن بأن الوجه هو مرآة المشاعر، وأن التعبير الصادق أهم من الصيحات العابرة.

تعتمد غالبًا على أساس خفيف يُظهر بشرتها بنعومة طبيعية، وتفضل الألوان الدافئة المحايدة التي تعكس أناقتها الهادئة. أما العينان، فهما نقطة التركيز الأساسية في مكياجها، حيث تُبرز جمالهما باستخدام ظلال عيون بألوان ترابية بأسلوب سموكي غالبا، ويأتي مدموجاً باحترافية على الجفون العلوية، ولمسات من الكحل الأسود الكلاسيكي لإضفاء نظرة آسرة دون تكلف. وأكثر ما يميز مكياج عينيها، منذ بداياتها الى اليوم، الرموش البارزة المستعارة مع الماسكارا المكثفة، فهذا يمنح عينيها المزيد من الجمال الأنثوي الطاغي.

تتنقّل لبلبة في مكياج شفاهها، بين درجات الوردي الفاتح والأحمر القوي، بعناية تعكس ذوقًا أنثويًا ناضجًا لا يسعى للفت الانتباه، بل لترك أثر. إنها باختصار، أيقونة تعرف كيف تستخدم المكياج كأداة لتعزيز جمالها الطبيعي، لا لتغييره، وهو ما يجعل كل إطلالة لها درسًا في الاتزان والجمال الطبيعي.
أسلوب شعر لبلبة بشكل عام
شعر النجمة لبلبة القصير أصبح جزءًا لا يتجزأ من هويتها الفنية والجمالية. فمنذ بداياتها وحتى اليوم، اختارت النجمة أن يكون شعرها وسيلة تعبير أنثوية أنيقة، تعكس شخصيتها المرحة، الواثقة، والمتحرّرة من قيود التقليد.

قد تكون واحدة من أولى النجمات العربيات اللواتي تخلين عن الشعر الطويل لصالح قصة الشعر القصير بجرأة وثقة، وتحوّلت هذه القصة إلى علامة فارقة في مسيرتها، لا تقل بريقًا عن موهبتها التمثيلية. لبلبة لم تتردد في اعتماد القصات العصرية التي تمنحها طابعًا شبابيًا متجددًا، مع الحفاظ دائمًا على لمسة كلاسيكية أنيقة تليق بمكانتها الفنية.
ما يميّز تسريحات شعر لبلبة هو الاهتمام بالتفاصيل والبساطة المدروسة. فهي لا تلجأ إلى التعقيد أو الزينة المبالغ فيها، بل تترك المجال لقصة الشعر نفسها لتُبرز ملامح وجهها وتُكمل حضورها المسرحي أو السينمائي. تفضّل التدرجات القصيرة التي تمنح الوجه إشراقًا وتُقلل من مظهر التجاعيد، كما أنها تتجنب الإفراط في استخدام الشعر المستعار، إلّا إذا تطلب الدور ذلك، مع الحفاظ على راحتها الشخصية وأناقتها الطبيعية.

كذلك، فإن لبلبة أجادت في اختيار صبغات شعر تليق بملامحها ومرحلتها العمرية والتي تعكس نضوجا أنثوياً، فمن التدرجات البنية مثل الكستنائي الى الكراميل، مرورا بالأحمر الخفيف، وصولا الى اللون الأسود الداكن، تنوع لبلبة في ألوان الشعر بطريقة مونوكروم بعيدا عن الصيحات المبالغة.

ونذكر أنه في بدايات لبلبة، اشتهرت بالشعر الطويل الكثيف، الذي كان سمة شائعة في نجمات جيلها، خاصة مع تسريحات الشعر الكيرلي. ومع نضوجها الفني، اتجهت الى التجدد في تسريحاتها وفق متطلبات الدور أو العصر، من الشعر المموج الكلاسيكي إلى التسريحات المرتفعة المليئة بالحجم في السبعينيات والثمانينيات، والتي كانت تواكب صيحات الموضة العالمية.
أما النقلة الأجرأ، فجاءت مع قصة الشعر القصير في التسعينيات، والتي باتت منذ ذلك الوقت علامتها الخاصة.خصوصًا بعد مشاركتها في مهرجان السينما في باريس، حيث اعتمدت قصة بتوقيع "ألكسندر دو باري" جعلتها تبدو أصغر سنًا وأكثر إشراقًا. ومنذ ذلك الوقت، لم تعد لبلبة إلى الشعر الطويل، وفضّلت الشعر القصير العملي، الأنيق، والمريح الذي يعكس بساطتها المتألقة.

تحوّلات شعر لبلبة ليست فقط تحولات في الشكل، بل هي قصص تعكس تطور امرأة تعرف كيف تواكب الزمن، وتحتفظ في الوقت نفسه بجوهرها الفريد.