
ساعة MINUTE REPEATER PERPETUAL من A. Lange & Söhne تحفة ميكانيكية بصوت خالد وتقويم أبدي
A. Lange & Söhne إرث من الدقة والإتقان
أسس صانع الساعات فرديناند أدولف لانغه أول مشغل له في دريسدن عام 1845 واضعاً حجر الأساس لصناعة الساعات الدقيقة في منطقة سكسونيا، وقد استمرت ساعات الجيب التي صنعها في جذب اهتمام عشاق الاقتناء حول العالم، وبعد توقف نشاط الدار إثر الحرب العالمية الثانية أعاد والتر لانغه حفيد المؤسس إحياء العلامة في عام 1990، مستكملاً مسيرة العائلة.

واليوم تنتج الدار بضعة آلاف فقط من الساعات سنوياً تُصنع أغلبها من الذهب أو البلاتين، وتعتمد حصرياً على حركات داخلية مصممة ومجمعة يدوياً، ومن خلال ابتكار 75 حركة منذ إعادة التأسيس أصبحت A. Lange & Söhne من بين الأسماء الأكثر احتراماً في عالم الساعات.
ساعة MINUTE REPEATER PERPETUAL نقاء صوتي يدوم عبر الزمن
تُعد ساعة MINUTE REPEATER PERPETUAL من A. Lange & Söhne التي أطلقتها العلامة خلال معرض Watches and Wonders 2025 تعبيراً عن ذروة الدقة في عالم صناعة الساعات، إذ تجمع بين تعقيدين من أرقى ما توصّلت إليه هذه الحرفة: التكرار الدقيق للوقت والتقويم الدائم، وقد تم تطوير حركة ميكانيكية يدوية جديدة خصيصاً لهذا الابتكار النادر لتجسد هذا التحدي الهندسي عبر إصدار محدود يضم 50 قطعة فقط، وصُنعت علبتها من البلاتين عيار 950 وتزيّنت بميناء من المينا المصنوع يدوياً داخل مشاغل الدار.
دمج استثنائي بين تعقيدين فنيين

وعند الحديث عن هذه الساعة لا بد من التوقف عند حقيقة أن كل من وظيفة التكرار الدقيق والتقويم الدائم تُعد إنجازاً تقنياً بحد ذاته، ولكن حين يجتمعان في ساعة واحدة يصبح الأمر أكثر تطلباً من الناحية الهندسية والميكانيكية، فالتنسيق الدقيق بين الآليات المختلفة يتطلب مستوى عالياً من المهارة والخبرة ويستدعي توازناً متقناً بين التصميم والضبط اليدوي.
تكرار دقيق بصوت غني وتفاصيل مبتكرة

عند تحريك الذراع الجانبية المدمجة في الجهة اليسرى من العلبة يبدأ عمل آلية التكرار التي تعلن الوقت بنغمات مختلفة: نغمة منخفضة للساعات، نغمتان متعاقبتان للربع ساعة، ونغمة عالية للدقائق التي تلت آخر ربع ساعة، وتُنتج هذه الآلية ما يصل إلى 720 نمطاً صوتياً مختلفاً، أي نمط واحد لكل دقيقة في الدورة الزمنية التي تمتد لاثنتي عشرة ساعة.
ومن خلال غطاء العلبة الخلفي المصنوع من الكريستال الياقوتي، يمكن ملاحظة حركة المطارق والأجراس المصممة بعناية، حيث تعمل آلية مكونة من 194 جزءاً ضمن تناغم دقيق يتحكم فيه نظام من التروس والرافعات والعجلات.
وتم تعزيز هذه الوظيفة بمجموعة من التحسينات التقنية، مثل ميزة تجاوز الفاصل الزمني التي تتخطى الوقفة بين نغمة الساعة والدقيقة عندما لا تكون هناك حاجة إلى نغمة الربع ساعة، وتحديداً في أول 14 دقيقة من كل ساعة، كما أضيفت آلية أمان تمنع تشغيل التكرار الدقيق أثناء سحب التاج أو العكس، تجنباً لأي تعارض قد يضر بالآلية.
تقويم دائم بدقة مستقبلية

في حين تعلن آلية التكرار الدقيق الوقت الحالي تستعرض وظيفة التقويم الدائم بعداً زمنياً مختلفاً يمتد إلى عقود قادمة، حيث تضمن عرضاً دقيقاً للتاريخ وأيام الأسبوع والشهور مع الأخذ في الاعتبار السنة الكبيسة، ويستمر عمل هذا النظام دون حاجة إلى أي تعديل يدوي حتى 1 مارس من عام 2100، حيث يتم تجاهل السنة الكبيسة وفقاً لتقويم غريغوري.
ويمكن أيضاً ملاحظة مدى دقة آلية عرض أطوار القمر حيث تمت معايرتها بشكل يجعلها بحاجة إلى تصحيح يوم واحد فقط بعد مرور 122.6 عاماً، نتيجة محاكاتها الدقيقة للدورة الفلكية للقمر، ورغم تعقيد هذا النظام فإنه يتميّز بسهولة الاستخدام، حيث يمكن ضبط جميع المؤشرات عبر ضاغط واحد .

الصوت النقي كعلامة تميّز
يمثل الطابع الصوتي لهذه الساعة أحد أبرز ملامحها حيث تم ضبط الأجراس يدوياً لتتوافق مع خصائص البلاتين الصوتية، ما يضمن نقاءً استثنائياً وصوتاً واضحاً، ويتطلب هذا العمل سمعاً حاداً وبراعة يدوية عالية حيث يقوم صانع الساعات بضبط المكونات في سلسلة من العمليات الدقيقة: التفكيك، وإعادة التشكيل، وإعادة التجميع، والتجربة، إلى أن يتحقق التوازن المثالي.
ميناء من المينا يلفت الأنظار

تمت ترجمة التعقيد التقني للساعة إلى تصميم فني راقٍ يتجسد في ميناء مكون من أربعة أجزاء مصنوعة من الذهب الأبيض، ومغطاة بطبقة من المينا السوداء اللامعة، وقد استغرق تصنيع هذا الميناء داخل مشاغل A. Lange & Söhne وقتاً طويلاً، مما يبرر المستوى العالي من الإتقان الذي يتمتع به، وتُوفر الخلفية السوداء تبايناً واضحاً يُبرز المؤشرات المختلفة مثل التاريخ الكبير المميز للدار.
وتتوزع الوظائف على ثلاثة ميناءات فرعية: يقع مؤشر يوم الأسبوع مع عرض 24 ساعة عند موقع الساعة 9، ويقابله عند الساعة 3 مؤشر الشهر والسنة الكبيسة. أما عند موقع الساعة 6، فتُعرض الثواني الصغيرة إلى جانب مشهد قمري دقيق مزدان بقمرين مصنوعين من الذهب عيار 750، ومحاطين بأكثر من 100 نجمة محفورة يدوياً.
ويمكن أيضاً ملاحظة تفاصيل إضافية تعكس براعة التصميم، حيث تحيط كل من الأقسام الأربعة للميناء بحافة دائرية رفيعة من الذهب الأبيض، تُستخدم لفصل العناصر داخل الميناءات الفرعية والميناء الرئيسي، وهو ما يُضفي بعداً بصرياً أنيقاً.
حركة جديدة تتجاوز التوقعات

ومن خلال الغطاء الخلفي الشفاف يمكن مشاهدة الحركة الجديدة التي طورتها Lange – كاليبر L122.2 – والتي تتكون من 640 جزءاً، صُممت جميعها لتلبية أعلى معايير الدقة والتشطيب اليدوي، وتبرز من بين مكوناتها الزخارف الفنية مثل جسر التوازن المحفور يدوياً باستخدام أسلوب النحت الحر إلى جانب الزنبرك المصنوع داخلياً، والمثبت ببرغي جانبي لضبط التوازن بين ميزان الساعة ونظام الهروب.
وتتزيّن صفيحة الساعة المصنوعة من الفضة الألمانية غير المعالجة بزخارف سوداء من الروديوم، بينما تبرز أربع جواهر مثبتة داخل حوامل ذهبية على سطحها المحبب.
أما العناصر المرئية من آلية التكرار، فتشمل الأجراس المنحنية يدوياً التي تحيط بالحركة، والمطارق ذات اللمسة النهائية السوداء اللامعة، وتكتمل الجمالية مع جسور البرميل والمنظم المركزي ومطارق الأجراس، والتي تم تزيينها بنقوش شمسية تنسجم بصرياً فيما بينها.