"قرقيعان" و"صندوق العائلة" و"الدول"... طقوس رمضانية تجمع العائلات السعودية
تمتاز الأجواء الرمضانية في السعودية، بالكثير من المشاعر الإيمانية، والإنسانية الفيّاضة، والعادات الاجتماعية المتنوّعة، من خلال موروثات شعبية وطقوس رمضانية تعتز بها العائلات السعودية وتحرص على المحافظة عليها لأنها تؤصّل العلاقات العائلية، وتساهم في تزايد التواصل الاجتماعي، والتقارب الأسري فيما بينها.
ومن أشهر العادات والطقوس الرمضانية التي تعتز بها العائلات السعودية:
الإفطار الجماعي
يعد الإفطار الجماعي مظهراً من مظاهر الشهر الكريم في السعودية، حيث يلتقي الأقرباء والأصدقاء على مائدة الإفطار، والفرحة والابتسامة ترتسم على وجوه الجميع، وهم يتشاركون العديد من الأطعمة والمشروبات الرمضانية، التي تتصدّرها الأكلات الشعبية، وهناك تقاليد لدى بعض العائلات بأن يعين إفطار كل يوم من أيام رمضان عند واحد من أفراد العائلة بشكل دوري بادئين بكبير العائلة.
التراويح والخيام الرمضانية
بعد الإفطار عادةً يتجه الجميع رجالاً ونساءً لصلاة العشاء والتراويح في المسجد حيث تعد فرصة رائعة لأداء الصلاة بشكل جماعي فالرجال والنساء كباراً وصغاراً يتهافتون على المساجد لأداء الصلاة، ثم بعدها يعود الجمع من جديد، ويمضون ما بقي من الليل في الخيام الرمضانية والاستراحات والمجالس يتبادلون فيها أطراف الحديث، ويتناولون فيها أطايب الطعام والشراب.
"الدول"
يعد "الدول" أو "السيار" من أهم العادات التي يمارسها السعوديون في رمضان، فيقول الناس ندول "أي يزور بعضنا بعضاً بالتداول" وهي عادة من عادات الذين حرصوا على التواصل في ما بين الأهل والأقارب وأهل الحي والجيران والأصدقاء، ويقوم الناس بـ"الدول" في هذا الشهر بعد صلاة التراويح، ويقدم كل منهم ما يسمّى "المعروض" وهو عبارة عن ضيافة من المكسرات والمرطبات والعصائر والفاكهة، وأحياناً يكون الـ"دول" عبارة عن الإفطار كل يوم في بيت من بيوت الأهل، ابتداءً بالكبير.
"صندوق العائلة"
إحدى العادات التي تقوم بها معظم العائلات السعودية خلال شهر رمضان تُسمَّى "صندوق العائلة"، وهي عبارة عن صندوق يتم وضع مبالغ نقدية فيه من قِبل كل شخصٍ في الأسرة، تبعاً لاتفاق معين، ويهدف إلى التكاتف والتكافل الاجتماعي، حيث يقوم هذا الصندوق بتقديم الدعم لمن يحتاج إليه من العائلة.
"البازارات"
تنتشر بشكل عام في جميع أنحاء المملكة المناسبات الخيرية (البازارات) لجمع التبرعات والصدقات، وتوجه الدعوات للمساهمة في إفطار المحتاجين والمساكين، وتقديم المساعدات والمعونات لهم، ويحرص أهل الخير على إقامة الموائد الرمضانية الخيرية، وتقديم الأطعمة على نفقاتهم الخاصة، كما يوزعون الماء في برادات مثلجة.
"قرقيعان"
من أبرز الطقوس الرمضانية في السعودية ما يتمثل في الاحتفال بمرور النصف الأول من رمضان، بقدوم ليلة النصف منه، ويطلق عليه عادةً "قرقيعان"، وفيها ينطلق الأطفال بعد صلاة العشاء خارج منازلهم ليقوموا بالتجوال في ممرات حيهم السكني ليجمعوا في أكياسهم أكبر قدر من الحلويات والمكسرات الخاصة بالاحتفال، مبتهجين بهذه المناسبة الرمضانية التي توارثتها الأجيال، وهم يلبسون الملابس الجديدة والتي قد تُخاط لهم خصيصاً لهذه المناسبة، حيث ترتدي الفتيات "البخنق" (اللباس التقليدي للفتاة في القديم) وهو عبارة عن غطاء أسود مصنوع من قماش "الشيفون" أو قماش الجورجيت، ويزين "البخنق" ببعض النقوش المنقوشة بالخيوط الذهبية، وقد يتم وضع حلية من الذهب تسمى الهلال، أما الأولاد فهم يلبسون (الثوب التقليدي) إلى جانب الطاقية، وقد يلبسون (الصديري) أيضاً، والبعض الآخر يلبس "الدقله"، ويردد الأطفال النشيد الشعبي المعروف:
"قرقع قرقع قرقيعان.. بين قصير ورمضان..عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يوديكم لأهاليكم..ويلحفكم بالجاعد..عن المطر والراعد..عام عام يا صيام...جعلكم تصومونه بالتمام..الله عطانا خوخ ورمان..عطونا عادت عليكم..أما الثواب ولا الجواب.. ولا نيتفه من صاير الباب..لولا فلان ما جينا.. يا ربي تخليه لأُمَّه".