اليوم العالمي للعمل الإنساني: العطاء بلا حدود

هي مناسبةٌ مميزة، قد يعرف فيها القليل ممن يعملون في هذا المجال، وقد يكون آخرون مهتمين بها كونها تحمل معان إنسانية عظيمة.
 
19 أغسطس هو اليوم العالمي للعمل الإنساني، حيث يتحول الجميع إلى عمال للإنسانية البحتة. لا مشاعر ضغينة ولا حقد متراكم ولا مخاوف من الآخر، فقط مشاعر العطاء والعمل نحو أخوتنا من بني البشر الأقل حظاً والأكثر حاجةً للمساعدة ومدَ اليد.
 
هو يوم العمل الذي لا يسعى فيه المرء لمكسب مادي بل لمكسب إنساني. يومٌ نحتفل فيه بإنسانيتنا التي نأمل أن تبقى قوية وحاضرةً في زمن تكاثرت فيه المصائب والحروب والويلات أكثر مما نتوقع. يومٌ نريده صحياً وسليماً ونقياً من أية شوائب أو تلطخات تحفل بها أنفسنا نتيجة القهر والظلم والتفكك الذي نشهده في عالمنا العصري.
 
في الزمن الماضي، كان العمل مع الآخرين متعةً وواجباً مقدساً، بحكم القربى وأواصر العائلة والجيران والمعارف. كان العمل جماعياً وليس فردياً، لأن الجميع كان يدرك أن راحة الآخرين وسعادتهم جزءٌ لا يتدزأ من راحته وسعادته، فكان القاصي والداني يهبَ لنجدة المحتاج ولو كان لعمل بسيط. وهكذا، كان التكافل الإجتماعي والإنساني متكاملاً وقوياً، ينعم به الجميع دون استثناء.
 
أما اليوم، فبتنا نستجدي المساعدة من الغير ولا نحصل عليها إلا بالنذر القليل. لم تعد حاجة الآخرين تعنينا، ولم يعد واجباً علينا أن نتكاتف مع أخوتنا إلا في حالتين فقط: عندما نُضطر مرغمين، أو عندما نجد مكسباً من ورائه. هذا لا ينسحب على الجميع، فما زال هناك طائفةٌ من البشر تتنعم بالإنسانية وتكرَسها للآخرين، ولهذا ما زال اليوم العالمي للعمل الإنساني حاضراً ومحتفىً به كل عام.
 
لمن لا يعرف معنى اليوم العالمي للعمل الإجتماعي، يمكنه البحث في مواقع الإنترنت وسيجد كماً هائلاً من الأعمال الخيرية والإنسانية التي حصلت على مرَ السنين وكان معظمها طيَ التكتم. لأن المحبَ لعمل الخير لا يجاهر به. أما من فعل، فقد يكون مقصده التباهي، أو في حال أفضل يفعل ذلك لشدَ الإنتباه إلى عمله الإنساني والخيري بقصد الحصول على دعم الآخرين لتحقيق الغاية من عمله هذا. 
 
وهذا ليس بعار أو خطأ، فطالما كانت الغاية الأساس هي العمل الإنساني، لا ضير من طلب المساعدة والمؤازرة من الآخرين لتكون المساعدة والنجدة للمحتاجين أكمل وأنجح.
 
في اليوم العالمي للعمل الإنساني، أدعو الجميع لعمل إنساني مختلف، يكون له أثره على الآخرين، ولا يهم ما نوع العمل ولا حتى ما قيمة نتيجته، طالما أنه عملٌ إنسانيٌ خالص نحو أخوة لنا في الحياة قد يكونو أقل حظاً منا، قد تكون محبتنا لهم والتفاتتنا إليهم مصدر سعادة وراحة. وإن كنتم ترغبون بترك أثر أكبر، هناك الكثير من المنظمات المدنية التي تعمل ليل نهار وفي معظم بقاع الأرض لمساعدة المحتاجين، يمكنكم التواصل معهم لتكونوا جزءاً من طواقمهم الإنسانية التواقة للعمل الإنساني والخيَر.