الحب الأول : هل يمكن نسيانه؟

الحب الأول : هل يمكن نسيانه؟

ريهام كامل
29 نوفمبر 2014
تختلف آراؤنا بالتأكيد عن قابلية الحب الأول للنسيان، ولكن التجارب أتثبت أنه غير قابل للنسيان، فما نحت في القلب من مشاعر وخيالات رومانسية تجاه الحبيب الأول لا يمكن أن ينسى أبدا، ليس إستمرارا فيه، ولكن لما تركه من أثر جميل ويكفي أنه أول من دق له القلب وهفت عليه الروح ناهيك عن تحقيقة وإتمامه بالزواج من عدمه. وحديثي هنا عن الحب الأول الذي يصادف الإنسان في مرحلة المراهقة تلك المرحلة الحساسة جدا من العمر والتي تفتقر للواقع وتجد مجالا خصبا للخيالات والرومانسية، ولكنها تتسم بأمر هام جدا وهو البراءة والنقاء وصدق الأحاسيس.
 
ويمكن أن يكون الحب الأول من طرف واحد وفي كثير من الأحيان لا يعلن عنه المحب لمن يحب ويعد ذلك أقسى أنواع الألم، وتدخل في ذلك اعتبارات كثيرة تتمثل في نشأة الفتاة وتربيتها وما يجب عليها فعله حيال أمر كذلك، فهي تعلم جيدا أنه لا إرادة في دقات القلب وإلحاحه في التقرب بمن يحب، ولكنها تعلم أيضا أن التحكم في أفعالها يكون بمحض إرادتها.
 
لذلك تزداد معاناة المحب في الحب الأول، وقد يحدث ذلك مع الشاب أيضا فيصادفه الحب الأول في وقت مبكر جدا من العمر لا يجعله قادرا على إتخاذ خطوات جدية حياله، ربما كان ذلك في عمر الخامسة عشر أو الثامنة عشر فلازال الأمر صعب، هذا هو الحب الأول الذي أقصده والذي يبقى في كيان كل منا، فقد يمر العمر ويصادف الإنسان حب هادئ يشعره بالراحة والقبول وهو في عمر النضج الذي يتسم بتوافق القلب والعقل معا فهو رومانسي عقلي في نفس الوقت وينتهي بالزواج وأيام سعيدة وذكريات حلوة، ولكن يبقى للحب الأول أثر في النفس ربما لم يأخذ الكثير من فكر المحب لسنوات ولكن في وقت ما وعلى غير إستعداد لمواجهته تستدعيه الذاكرة حنينا له وليس بحثا عنه، ولا يعتبر ذلك خيانة للطرف الآخر لأنه أمر خارج عن إرادته، ولكن يؤخذ علينا المضي نحوه بكل قوه والبحث عنه، وهذا هو الخطأ الغير مقبول والمحذور.
 
فلتبقى سيرة الحب الأول بمعناها النقي وبخيالاته الرومانسية التي لن تؤذي أحدا، ولن تهدم أسرة، ولن تجرح القلوب. فالحب أمر جميل وهو أجمل ما يمكن أن يحدث للإنسان، ولكن الأجمل حسن التصرف ووضع كل علاقة في إطارها المناسب لها، والأروع من ذلك كله الحفاظ على الأحبة والحفاظ على قيمة الحب في حياتنا، فبه نحيا وبه تروق الحياة وتسعد القلوب. 
 
يسعدني جدا ترك تعليقاتكم على الموضوع فالإختلافات لا تفسد للود قضية