لا تدعي الخوف من المجهول يأسرك

لا تدعي الخوف من المجهول يأسرك

جمانة الصباغ
31 ديسمبر 2014
الكل يرغب في معرفة ما ينتظره في المستقبل، ولم لا؟ هو حلمٌ يدغدغ عقولنا وقلوبنا، ويصبح أجمل عندما يحمل أحلامنا وطموحاتنا.
 
فهل ترغبين أنت أيضاً عزيزتي بمعرفة المجهول أم تخافين منه؟
 
لا شك أن المجهول مخيف، وأن انتظار ما قد يحدث لنا غداً أصعب وأكثر مخافةً. ومن الطبيعي أن يؤثر هذا الخوف على صحتنا الجسدية والنفسية بنفس الثقل، فكل مجهول يأسرنا.
 
لكن لا تدعي الخوف من المجهول يأسرك لوقت طويل، فهذه القبضة ستحكم الخناق على رقبتك وتكبَلك بسلاسل التردد والإنزواء. كوني على ثقة دوماً بنفسك وأحسني الظن بالله، فما كتبه الله لنا سيحصل ولو شئنا العكس. وكل تجربة بمراراتها هي اختبارٌ لنا ولصبرنا وقدرتنا على التعامل معها بحكمة وتروي.
 
الخوف من المجهول هو مرضٌ صعبٌ يرافقه الكثير من المشاعر: القلق، الحزن، السلبية، الحقد والإنفعال. فهل تريدين لهذه المشاعر أن تحدَدك أم أن تكوني حرةً من كل هذه السلبيات؟
 
الخوف من المجهول وحشٌ أناني، يخطف حاضرنا فلا نستمتع به، ويقتل مستقبلنا فلا نستفيد منه. يؤثر على حياتنا وقرارتنا بشكل عكسي، فلا نعود نميَز الصح من الخطأ والقدر من الحلم المستحيل. ومثله كمثل التشاؤم، يغلَف أيامنا بالسواد ويجعلنا فريسةً سهلة للقلق والإضطراب.
لذا لا تسمحي لهذا الوحش بأن يحاصرك ويتغلب عليك. كوني قويةً بما يكفي لفتح قلبك وعقلك للمجهول بكل ما فيه، ولا تتوقعي الكثير أو تتمني أشياء قد لا تحصل، فهذه هي أكثر الأسباب التي تجعلنا ضحيةً سهلة للخوف من المجهول.
 
مع بداية العام الجديد، كوني واثقةً من نفسك أكثر، وقريبةً من ربك أكثر، واستقبلي ما يحمله لك العام الجديد من كل شيء، حلوه ومرَه. فالحياة لا تتوقف عند حدود التمني، واليأس لا ينتج عملاً أو سعادةً.