الصدق طوق نجاة
يعد الصدق من أهم الصفات التي يجب أن يحظى به الإنسان على مستوى الجنسين الرجل، والمرأة، فالصدق روح الأخلاق الحميدة، وبه تكتمل صفات النبل عند الإنسان، فما أروع أن تكوني صادقة، بعيدة عن لوم النفس الناتج عن إخفاء ما لا تستطيعين قوله..
إن الصدق يريح بالك، ويطمئن نفسك، ويشعرك دوما بالأمان، فلا يوجد ما يعكر صفو حياتك ويخالف ضميرك اليقظ الذي طالما لامك، وعاتبك على كثير من التصرفات، سواء كانت إرادية، أو لا إرادية، لذلك فهو أروع الصفات التي يجب أن تتصف بها المرأة، ولكن أحيانا نجد من لا يكترث لصدق المرأة ووضوحها، وسعيها دوما للمصارحة والمكاشفة، فهذا هو سبيلها لتظفر بشعور جميل، لا يوجد له مثيل هو الإرتياح النفسي، وإرضاء الضمير، فإذا كنت صادقة فلا تجعلي شيئا يؤثر على هذه الصفة أبدا، وكوني دوما كذلك، قد يلام عليك أحيانا، من صدقك ووضوحك في كثير من المواقف، فلا تهتمي فأنت تسلكين النهج الصحيح، ويكفي أن هذا الخلق الكريم كان متوجا به خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا "محمد" على قلوب أعداؤه قبل أصحابه، فقد كان "صلى الله عليه وسلم" كما لقبه أهل قريش الصادق الأمين.
فالصدق والأمانة يجتمعان معا، ولا يفترقان وهم خير دواء للنفس العليلة، المتعبة، فلكل منا وقفة مع الصدق، ولكل منا أيضا نصيب منه ولكن بدرجات، ونسب متفاونة، ولكل منا نصيب من الكذب أيضا، فأحيانا نضطر للكذب من أجل تجنب عواقب وخيمة مقابل الحصول على منافع جمة لتحقيق هدف نبيل، أو حفاظا على قيمة ما في نفوسنا ونفوس أحبائنا.
ولا نستطيع أبدا أن ننكر أن الصدق يكون طوق نجاة في كثير من المواقف الحياتية المختلفة، فلنحافظ على هذه القيمة، ونصارح أنفسنا أولا بما يدور بداخلنا، ثم نبدأ بمصارحة من أحببناهم بصدق عن أي شيئ لا يروق لنا فيهم، حتى ينتبهوا له ويحاولوا التخلص منه من أجلنا، والصدق مع الآخرين في مختلف العلاقات الإجتماعية فلا تقبلين بالزيف، وتتغاضين عن من يكشف لك عكس ما بداخله، وهو ألد الخصام، فكوني مستعدة لمواجهة من يكذب ويتجمل، وخير سلاح تتسلحين به هو الصدق.