هل تتناقض برامج الأطفال مع قيم المجتمع السعودي ؟
شروق هشام
يتعرض الأطفال يومياً إلى العديد من البرامج والأفلام المتنوعة والتي قد تحمل الكثير من الآثار السلبية والضارة، وقد ازدادت تأثيرات هذا التعرض بعد أن أصبح هناك قنوات خاصة موجهة للأطفال، وأصبح الطفل كالأسير الواقع في قبضة هذه القنوات صباحاً ومساءً.
وعلى الرغم من كثرة وتعدد برامج الأطفال التليفزيونية إلا أن هذه البرامج تتناقض مع قيم المجتمع...
هذا ما أشارت إليه دراسة أعدها الإعلامي السعودي خالد القحطاني، حيث أثبتت الدراسة أن نصف الآباء والأمهات يرون أن برامج الأطفال التليفزيونية تتناقض مع قيم المجتمع.
ودعت الدراسة لمزيد من الرقابة على تعرض الأطفال للتليفزيون، ومتابعتهم ومناقشة ما يشاهدون، لتجنيبهم مخاطر مشاهدة برامج العنف والشخصيات الخيالية، لما لها من أثر سلبي على بناء ونماء شخصية الطفل وانفعالاته.
توصيات الدراسة
أوصت الدراسة بالعديد من النقاط الضرورية، ومن أبرزها:
- تقديم المؤسسات الحكومية وغير الحكومية بدائل مناسبة للبرامج الضارة.
- تكثيف الجهود للضغط على بعض الفضائيات التي تروج للبرامج الهابطة والخيالية والعنيفة.
- تنظيم جلسات حوارية حول برامج الأطفال بالفضائيات ومناقشة تأثيراتها وتداعياتها.
- تحديد فترات جلوس الأطفال أمام التليفزيون لتجنب فقدان الجو الأسري نتيجة لتنامي الانطوائية والعزلة.
- العمل على تعزيز مواهب الطفل الذهنية والرياضية.
الإحصائيات
يُذكر بأن العديد من الأبحاث قد أكدت أن الأطفال الذي تقل أعمارهم عن الحادية عشرة أكثر مشاهدي التلفزيون ثباتاً وانتظاماً، كما تشير الإحصائيات العديدة من مختلف بلدان العالم أن متوسط ما يقضيه الأطفال الذين تتراوح أعمارهم مابين ست إلى ست عشرة سنة أمام الشاشة الصغيرة نحو (12-24) ساعة أسبوعياً ، ومما لاشك فيه فإن للبرامج التلفزيونية آثاراً سلبية وأخرى إيجابية في حياة الطفل، وللأسف معظمها يتناقض مع القيم الأساسية للشخص، خاصة وأن الكثير من الدراسات والبحوث قد ربطت بين بعض جرائم الأطفال وبين بعض ما يتم مشاهدته على التلفاز، حيث العديد من المشاهد كان لها دوراً مباشراً في تلك الجرائم، إذ أنها تساعد على بلورة بعض الميول الإجرامية لدى الأطفال.