النوم في نهار رمضان
س - رمضان في أيامنا هذه مرتبط بالسهر خلال لياليه، وهذا السهر غالبا ما يكون مرتبطا بمشاهدة المسلسلات التليفزيونية، التركية والعربية، وحضور العزومات العائلية وغيرها، وإثر هذا السهر فإن كثيرين يتسحرون ويصلون الفجر ثم ينامون أكثر النهار ولا يصحون إلا للصلاة ثم النوم حتى يأتي ميعاد الإفطار، فهل يصح مثل هذا الصوم؟
ج – صوم مثل هؤلاء، في حد ذاته، صحيح، وليس عليهم قضاء.
ومن ناحية أخرى فإن رمضان شهر رحمة ومغفرة، وهو يمثل مائدة للخيروالثواب يضعها الرحمن، عز وجل، لعباده، ولا يناسب هذا أن ينام الإنسان معظم وقت نهار رمضان، بل يجدر أن يقضيه في قراءة القرآن الكريم والدعاء والعلم والعمل المفيد، وفي الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله ألا يرد لهم دعوة، الصائم حتى يفطر والمظلوم حتى ينتصر والمسافر حتى يرجع. وفي حديث آخر: إن الله فرض صيام رمضان وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
وصيام رمضان الحق لا يكون بالنوم غالب النهار، وقيام رمضان لا يكون بمشاهدة المسلسلات وحضور العزومات ولكن بالصلاة وقراءة القرآن الكريم والحديث الشريف، والتعبد والتماس الحسنات من أبواب الرحمة التي يفتحها الله عز وجل في شهر رمضان.
وبعد ذلك يمكن القول: إن خير الأمور الوسط، ويمكن للإنسان أن ينظم وقته خلال شهر رمضان، بحيث ينام بعض الوقت في النهار للراحة ويقضي بعضه فيما يثقل ميزان حسناته، ويقوم بعض الليل في العبادة وبعضه في تلك الأمور الاجتماعية التي أصبحت من علامات عصرنا.
هذا والله أعلم