هل تابعتِ اضطرابات "التواصل والبلع" لدى طفلكِ؟
يعاني الكثير من الأطفال من اضطرابات التواصل ومشاكل التخاطب والبلع والسمع، ويعتبر علم أمراض الكلام واللغة هو العلم الذي يختص بدراسة وتقييم اضطرابات التواصل هذه، ولأن هذا العلم يعتبر من التخصصات الحديثة نسبيا في الحقل الطبي خاصة في عالمنا العربي، فان الكثير من الأمهات للأسف لا يتابعن هذه الاضطرابات لدى اطفالهن إلا في مراحل متأخرة، ما يستدعي طول فترة العلاج وصعوبته واحتمالية اللجوء احيانا إلى التدخل الجراحي.
اضطراب البلع
تعتبر مشكلة اضطراب أو "عسر البلع" واحدة من عدة اضطرابات يمكن أن تحدث للاطفال، وقد تكون تلك المشكلة طفيفة أو شديدة إلى درجة تجعل الطفل عاجزاً عن تناول الطعام عن طريق الفم، ما يوجب تغذيته أحيانا بواسطة طرق أخرى (أنبوب الأنف، أو أنبوب المعدة).
ويجب أن تدرك الام أن مشاكل البلع يمكن أن تحدث في حالات مختلفة من مراحل البلع، ووفقا لما نشرته الجمعية السعودية لأمراض السمع والتخاطب، فان هذه المراحل، هي:
- مرحلة الفم: صعوبة المضغ وتحريك الطعام والسائل من الفم إلى الحلق.
- مرحلة البلعوم: صعوبة توقف البلع وضغط الطعام أو السائل إلى الحلق وإغلاق مجرى الهواء لكي يمنع حدوث شرقة (دخول الطعام أو السوائل في مجرى التنفس).
- مرحلة المريء: صعوبة استرخاء فتحات في المريء والمعدة وضغط الطعام إلى داخل المريء.
اضطرابات التواصل
اضطرابات التواصل هي حدوث أي اضطراب في قدرة الطفل على الفهم والتعبير عن أفكاره، أو خبراته، أو معرفته أو مشاعره، والمقصود هنا وجود أي ضعف ظاهر في مهارات النطق واللغة، الذي يمكن أن يكون خلقيا أو مكتسبا، وهذه المهارات تشمل مهارات النطق والطلاقة والصوت واللغة الاستقبالية (الفهم) أو التعبيرية.
وحول اهمية مراقبة هذه الاضطرابات، أوضحت الدكتورة نهلة أحمد دشاش، استشارية النطق واللغة، ومدير الخدمات العلاجية في "مركز جدة للنطق والسمع"، أن اللغة تعتبر من إحدى أهم وسائل التعبير والتفاعل الإنساني، لذا فأن التأخر أو الاضطراب اللغوي في اللغة أحد أهم الأسباب التي تؤثر على التواصل الفعال مع الأشخاص من حولهم، فعدم قدرة الطفل على الكلام والتعبير عن حاجاته ورغباته لأي سبب كان ستؤثر بشكل أساسي في سلوكه وفي علاقته بمن حوله.
مراقبة اضطرابات التواصل والبلع
يجب على الأمهات مراقبة الطفل وتقييم ظهور أي مؤشرات دالة على وجود مثل هذه الاضطرابات لديه، وهذا ما أكدته رئيس قسم اضطرابات التواصل والبلع بمدينة الملك فهد الطبية، الدكتورة أبرار الدريبي، والتي قد تشمل أشكال عديدة منها السمعي والتخاطب والصوت، مشيرة إلى أن ضرورة مراقبة الطفل تبدأ منذ سن الولادة لطريقة التنفس والبلع والبكاء والنوم ورخاوة الجسم ومنذ أن يكمل عامه الأول لمراقبة التخاطب والنطق والسمع لديه، وضرورة عمل الفحص المبكر الشامل عند أي تغير يطرأ عليه.
ونوهت الدكتورة الدريبي، إلى وجود عدة وسائل لمتابعة حالات الاضطراب هذه بعد إجراء الفحوصات السريرية اللازمة أو عن طريق الأشعة أو المناظير، ليتم تقييم الحالة وتحويلها للاخصائي لمتابعتها وعلاجها، مشيرة إلى ان اهمال تلك الاضطرابات وقلة وعي الأم ربما تسبب مشاكل وأمراض أخرى مرتبطة بهاقد تتطلب تدخل جراحي، وقد يستلزم العلاج في حينه فترات زمنية طويلة قد تمتد إلى سنوات.