لماذا لا يتواصل "المعنفون" مع الجهات الرسمية؟
ظاهرة العنف الأسري ظاهرة اجتماعية نفسية تعاني منها كل المجتمعات سواء المتقدمة أو النامية، وتعد ظاهرة منتشرة في المجتمع السعودي، مع التزايد الملحوظ على نسب العنف خلال السنوات الأخيرة، وذلك لما حدث من تغييرات على وظيفة التنشئة الاجتماعية في الأسرة، وزيادة الوعي المجتمعي لهذه الظاهرة، وكذلك نتيجة لتطور وسائل الإعلام والتكنولوجيا.
ولكن للأسف لازال الكثير من المعنفين يتجنبون التواصل مع الجهات الرسمية، ويختارون التعايش مع العنف!
مشكلة التعايش مع العنف
أكد عدد من المتخصصين النفسيين، أن هناك عدة أسباب أبعدت المعنفين عن التواصل مع الجهات الرسمية، مشيرين إلى أن الأرقام والإحصاءات المتعلقة بهذا الشأن ما زالت سرية ومبهمة بسبب تحفظ المعنفين على نشر أسمائهم ومخاوفهم من النتائج التي ستترتب على نشر تلك الأسماء، وفقا لما أكده الأخصائي النفسي عبدالرحمن الزهراني.
وأشار المختصون خلال محاضرة "رفق" التي استضافتها ثانوية علي بن أبي طالب ومتوسطة بلاط الشهداء في مكة المكرمة مؤخراً، أن عدم الإبلاغ نتجت عنه مشكلة التعايش مع العنف، وهي ظاهرة تعايش بسبب عدم قدرة المعنف على الدفاع عن نفسه والرضوخ للطرف الآخر، أو مخاطبة جهات الحماية.
أسباب عدم تواصل المعنفين مع الجهات الرسمية:
حدد المتخصصون النفسيون أبرز خمسة أسباب أبعدت المعنفين عن التواصل مع الجهات الرسمية، وهي:
- ضعف شخصية المعنف وعدم توكيده لذاته.
- صلة القرابة بين المعنف والطرف الآخر.
- جهل المعنف بالطرق الرسمية للحماية وطرق التواصل معها.
- الخوف من الفضيحة من جانب المعنف بين أقرانه في المجتمع.
- التسلط الشديد والسيطرة التامة من قبل من يمارس العنف.
مركز بلاغات العنف والإيذاء
يُذكر بأن وزارة الشؤون الاجتماعية في السعودية قد دشنت مؤخراً مركز مخصص لتلقي البلاغات الهاتفية الخاصة بحالات العنف والإيذاء على مستوى المملكة، من خلال تخصيص الرقم المجاني 1919، يستقبل البلاغات على مدار 24 ساعة، طيلة أيام الأسبوع بسرية تامة، ويستهدف النساء بجميع الفئات العمرية، والأطفال دون سن 18 سنة، والمستضعفين من كبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة.