ميل الطفل اكثر الى اقارب احد والديه مسؤولية من
كثيرا ما نجد في كل اسرة امرا متشابها، وهو ان الطفل قد يميل بشدة الى احد اقارب والديه، فتصبح علاقته بهم اكثر توطدا، فمثلا فقد يميل طفل ما في اسرة ما الى اقارب ابيه اكثر من اقارب امه، في حين يحدث العكس في اسرة اخرى، فميل الطفل اكثر الى اقارب امه، فما السر في ذلك؟ ومن المسوؤل؟
اظهار مشاعر الحب والاهتمام
يحتار كثيرون من موقف الطفل من احد اقارب والديه، سواء كان ذلك بالايجاب او السلب، وفي الحقيقة فان الامر طبيعيا للغاية، فالطفل وعلى الرغم من حداثة سنه الا انه انسان يشعر بمن يحبه، ويعطف عليه، و يظهر له مشاعر الدفء و المودة، ويلمس اهتمام الاخرين به، فماذا لو كان اقارب احد الوالدين قد برع في اظهار هذه المشاعر الحقيقية للطفل، بمعنى انه احب الطفل، و اهتم به، و عزم على التقرب منه؟، قطعا ستكون النتيجة ان الطفل سيتقرب اكثر اليهم، لان ما في قلوبهم قد وصل اليه كما هو دون زيف او خداع، و لانه سعد بحبهم، وباهتمامهم، وقد يحدث العكس، ويكون اهل، و اقارب الام هم الاقرب للطفل، ومن هنا يتضح ان المسؤولية تقع على عاتق الاقارب اولا، فهم الخيط الاول في هذا الموضوع الهام.
ميل الطفل الى اقارب الام
كثيرا ما تُتهم الام، بانها هي المسؤولة عن عدم انسجام الطفل مع اقارب ابيه، وهو اتهام باطل لا اساس له من الصحة، فالطفل هو الذي قال كلمته و ترجمها الى افعال بتقربه اكثر الى اقاربه الذين لمس صدق مشاعرهم، وحبهم له، و اهتمامهم به.
المشاعر المزيفة
للاسف الشديد، كثيرا ما يحدث وان يقوم بعض الاقارب باظهار مشاعر مزيفة، معتقدين ان سينخدع بها، وهو اعتقاد في غير محله، لان الطفل يستطيع ان يلمس صدق او كذب مشاعر من يتودد اليه، ويستطيع ان يميز المشاعر الحقيقية، و المزيفة انه حدس البراءة الذي لا يخطئ ابدا.
ومن هنا فعلى الجميع ان لا يستهين بالطفل ابدا، وبمشاعره، وبقدرته على فهم الآخرين، فعالمه البريء الذي يعيش فيه، قد اهله لفهم المشاعر الجميلة الحقيقية التي تصل اليه دونما استئذان.