كريستيان لوبوتان.. كسر التقاليد الشرارة الأولى لإبداعه
الحرية والإبداع، أو الصدفة أيضا، كل تلك الأمور مجتمعة، مكنت صانع الأحذية الشهير كريستيان لوبوتان، أن تجعل من اسمه علامة لأشهر الماركات العالمية في صنع الأحذية.
فعشقت النساء في كل مكان بالعالم أحذيته، وتعامل هو بالمقابل مع صنعته، ومع كل ابتكاراته بحب وشغف، لا كمهنة تدر له المال الكثير فقط، حتى أنه اطلق على كل حذاء انتجه اسم، استلهم منه تصميمه.
لم يعرف نمطا معنا، في تصاميمه، ولم يصمم لامرأة دون أخرى، فجميع النساء بنظره ملهماته، وبالأخض المرأة التي تفاخر بأنوثتها.
فكان الأحمر، المصبوغ في نعل الحذاء، الشيء المميزة لعلامته، لتجذب أحذيته الفنانات وعارضات الأزياء وحتى الأميرات وسيدات المجتمع في كل مكان.
طفولته ودراسته
منذ أن ولد لوبيتمان في باريس عام 1963، وهو محاطا بعالم النساء، فهو أخ وحيد لـ 3 شقيقات، وأم كانت ربة منزل، وأباه كان نجارا للمفروشات الفاخرة.
لم يكن لوبوتان يحب مدرسته، وكان مستواه العلمي غير جيد، حتى تركها وهو في عمر الـ16، رغم المعارضة الشديدة التي واجهها لهذا القرار.
ووبعدها عمل في ملهى ليلي شهير في باريس، وهو في السابعة عشر من العمر، كمساعد للفنانين خلف الكواليس، وهنا أصبح يراقب النساء وهن يصعدن أو ينزلن على السلالم، وكان يبهر بوقفتهن ومشيتهن التي لا تتأثر بكل ما يرتدينه من أغطية وثياب ثقيلة براقة.
إلهامه الأول في صنع الأحذية
لم يحب لوبوتان القيود يوما، وربما تلك الصفة التي يتميز بها ، يعود لها الفضل الأول في ببناء امبراطوريتة المذهلة في عالم الأحذية.
لذا لم يكن من المستبعد أبدا أن يكون إلهامه الأول ناتجا عن شرط أو قيد، أراد كسره.
ففي عام 1976، زار لوبيتمان، ذلك الولد المراهق حينها، المتحف الوطني للفنون "Afrique et d’Océanie"، عندها شاهد علامة تمنع النساء من الدخول إلى المبنى، وهن مرتديات الأحذية بكعوب مدببة عالية، خوفا من أن يلحق ذلك الضرر بالأرضيات الخشبية الباهضة.
ظلت هذه الصورة معلقة في ذهنه، واستخدمها كمحرك قوي، في إبداعاته، حيث أراد أن يكسر القواعد، ويجعل المرأة تشعر بثقتها وسلطتها.
قصة الأحمر
كان يعاين لوبوتان حذاء باللون الأسود في محله، وشعر أن سواد الكعب غامق جدا، ولم يعجبه.
وبالصدفة كانت تضع موظفة لدية طلاء أظافر باللون الأحمر، فطلب منها حينها أن تعيره إياه، فأخذ يلون أسفل النعل بالأحمر.
وبعد الانتهاء وجد أن اللون أضاف للحذاء جمالية وجاذبية، ليصبح فيما بعد علامته الشهيرة.
عمله في عالم الأحذية ومدربه
تدرب في أول حياته المهنية وهو في عمر الـ 18، عند مصمم الأحذية شارل جوردان، وهنا تعلم كل شيء عن تجارة الأحذية، وبعدها عمل كمصمم حر لدى كبرى دور الأزياء العالمية، مثل ايف سان لوران وكريستيان ديور.
ثم افتتح محله الخاص في باريس، وكانت من أوائل زبائنه الأميرة كارولين دو موناكو ، وقد صدف أن تواجدت في المحل حينها صحفية أمريكية، وقد أثنت الأميرة أمامها على جودة أحذيته، ما زاد في شهرة محله، وكانت تلك من أجمل الأشياء التي حدثت في حياته.
في عام 1993، أدخل اللون الأحمر المذهل إلى أحذيته، ومنذ ذلك الوقت وعاما بعد آخر، حلق لوبيتان بعيدا في عالم الإبداع، وأصبحت علامته من أشهر العلامات التجارية، وامتدت متاجره في جميع أنحاء العالم، اذ لديه أكثر من 50 بوتيكا، بالإضافة إلى مكتبه الرئيسي في باريس.
في عام 2003، شمل انتاجه، الحقائب النسائية، ثم صمم الأحذية الرجالية في عام 2011.
وفي عام 2013، أدخل إلى خطه مساحيق التجميل، حيث بدأها بطلاء الأظافر و بعدها بأحمر الشفاه.
ولا بد من ذكر أن لوبوتان أصبح الأكثر بحثا في قائمة العلامات التجارية للأحذية على الإنترنت عام 2011.
شغفه بالسفر والشرق
ومن يعرف كريستيان لوبوتان جيدا عن قرب، يكتشف مدى شغفه بالشرق، الذي كان إحدى أبرز مصادر إلهامه خاصة مصر.
وكان كثير السفر حتى امتلك منازل في بعض البلدان التي يتردد على زيارتها.
كريستيان وإلهامه من الأميره ديانا
في عام 1992 وجد كريستيان لوبوتان الأميرة ديانا في صورة حزينة، وفكر ما الذي يمكن أن يجعلها سعيدة أكثر من الحب، لتكون هي مصدر ألهامه لحذائه المميز الذي اطلق عليه اسم "love
ووضع " lo" في فردة حذاء وفي الفردة الآخرى "vo"، وهذا الحذاء يعد من أشهر تصاميمه.