مكتبة الأطفال المنزلية .. هكذا تعدين لها
القراءة من المتع الثقافية الضرورية لتربية الطفل و تنمية شخصيته بطريقة صحية ، حيث تبنى المجتمعات المتطورة شخصية الطفل على مبدأ المعرفة و المتعة و الثقافة الضرورية ، المبنية على قراءات الطفل منذ الأشهر الأولى من حياته. و جعل هذا الجانب الأساسي في تربيته رفيقا ملازماً له حتى الكبر . وعلى الرغم من الأرقام الصادمة لضعف الإهتمام بالقراءة للطفل العربي ، إلا أن التوجه الصحيح لتشجيع القراءة عند الجيل الجديد من الأطفال يبعث الأمل بإنشاء أطفال لهم مستقبل واعد مبني على وعي صحيح للأهل باهمية القراءة . و لتحقيق و تثبيت هذه الهواية و الممارسة الأساسية في حياة الطفل ، ينصح المربون بإنشاء مكتبات منزلية للأطفال ، تصبح ملاذهم لقضاء أوقات سعيدة و مفيدة مع الكتب بشكل يومي ، لذا إليك هذه النصائح من إخصائية التربية بام ألين لإنشاء مكتبة منزلية ناجحة لأطفالك .
الكتب الألكترونية لا تلغي أهمية الكتب المطبوعة
مع تنامي إهتمام المجتمع بالقراءة الإلكترونية ، إلا أن سحر الكتاب المطبوع تبقى المسيطرة على عادة القراءة ، سواء كان للصغار أم الكبار ، لذا فإن متعة الكتاب و الرسوم و ملمس الورق المصقول أو المطفي تجعل من القراءة التقلدية أمر لا يعوضه أي نص موجود على شاشة إلكترونية. لذا فإن وجود الكتب في حياة طفلك ، تمنحه الفرصة للإستكشاف و البحث و إيجاد ملجأ له لقضاء أوقات الفراغ بشيء مفيد و منمي لفكره .
تنوع الكتب بالمحتوى و اللغات
عند تكوين مكتبة لأطفالك أعمل على إختيار كتب تمثل واقعهم و كذلك تفتح أعينهم على عالم من الإحتمالات الأخرى ، فالكتب هي مرآة لحياة الأطفال، كما أنها تريهم العالم فيما بعد بيوتهم و مجتمعاتهم و بلدانها، كما أنها تساعدهم على تنمية مشاعر التعاطف و المواطنة و الإيمان . لذا أحرصي على أن تكون الكتب في مجالات الثقافة ، الجغرافيا ، الإجتماع ، الفن ، الأدب و الشعر ، مجلات السيناريو المصور ، الروايات التي تناسب اعمارهم ، الكتب المتسلسلة، و الكتب الفكاهية . كما أحرصي على تنوع اللغات و عدم إقتصار قراءاتهم على لغة واحدة .
أقرئي للأطفال بصوت عال
أظهرت الدراسات الإجتماعية بأن الأطفال يحبون أن يقرا أبائهم لهم بشكل متواصل ويومياً حتى تتطور لديهم مهارة القراءة بمفردهم ، حيث بينت إحصائية أجرتها مؤسسة KFRR على 2700 والد ووالدة أن أغلب الأطفال من عمر 4-11 عاماً يودون أن يبقى أبائهم يقرأون لهم في البيت حتى وإن كانوا يقرأون كتبهم الخاصة لوحدهم . لذا أطلبي من أطفالك أن يضعوا كتبهم التي يودون أن تقرئينها لهم في رف أو سلة للقراءة ليلا قبل النوم ، و بذلك تصبح هذه العادة ، من الممارسات الأساسية لك مع أطفالك و تكون آخر شيء يقومون به قبل إنهاء يومهم .
دعي أطفالك يختارون كتبهم بأنفسهم
الكتاب شيء خاص و حميمي للأطفال ، حيث يقضي الطفل وقته الخاص متمعنا و سابحا في عالم القصة أو الرسم أو المعلومة التي في كتابه ، لذا أتركي له المجال ليختار العوالم التي يريد أن يستكشفها من خلال كتابه ، حيث أظهرت الدراسات و الإحصائات (لذات المصدر أعلاه) أن 91% من الأطفال الذين أعمارهم بين 6-17 عاماً ، يعدون الكتب التي أختاروها بأنفسهم هي الكتب المفضلة لديهم .
استغلي التكنلوجيا بشكل جيد
قد تكون التكنلوجيا عامل مشتت لتعليم طفلك و قراءاته ، فأطفال اليوم عادة ما ينشغلون بألعاب إلكترونية يمارسونها مرارا و تكرارا، على نفس الأجهزة و نفس الألعاب لأوقات طويلة. و بالرغم من أن الكتب قد تكون عنصر ضعيف لمنافسة هذه الأجهزة ، مع ذلك فإن بإمكانك إستغلال التكنلوجيا بشكل مفيد من خلال هذه النصائح التي تجعل من التكنلوجيا جزءً من المكتبة المنزلية ،
- توجيه طفلك لإستخدام تطبيقات تفاعلية فيها الكثير من القراءات مثل Storia, Reading Rainbow, Newslea, Ocean House Media, and News-o-matic، والتي تحفزهم على القراءة.
- عرفي طفلك و تعرفي أنت أيضا على خاصية برنامج Google Docs الذي من خلاله يسجل الطفل قراءاته من الكتب في صيغة تشبه المدونة أو اليوميات ، كما أن هذا البرنامج يسمح لهم بالعودة إلى هذه القراءات و ينصحهم بقراءات ممتعة أخرى قد تهمهم .
متعة إدامة المكتبة المنزلية مهمة مستمرة
إن تكوين مكتبة منزلية أمر لا يمكن التوقف عن العمل عليه و إدامته بالكتب الجديدة و المتميزة ، لذ احرصي على زيارة المكتبات و معارض الكتب الكبيرة مع أطفالك لإختيار العناوين الجديدة و المثيرة لتضيفينها إلى رفوف المكتبة المنزلية التي ستكون مرجع و مكان لذكريات أجمل الأوقات مع أطفالك ، و منها ستتكون شخصية أطفالك المستقبلية.
"كتبي".. لإنشاء كتب إلكترونية عربية تفاعلية