العنف ضد الاطفال يبدأ من المنزل
العنف ضد الاطفال كابوس يطارد البراءة ، و يقتل كل ماهو جميل فيها، فبدلا من أن يتمتع الاطفال بطفولتهم و بأوقاتهم ، و بدلا من أن يسعدون بكل مرحلة عمرية يمرون بها ، يجدون ما يدمرهم و يثقل نفسيتهم بالكثير من الأمراض ، و يجعل الحزن مرسوما دوما على وجوههم ، وهو العنف
و يعد العنف السبب الأساسي الذي يقف وراء انحراف الطفل ، و ضياع مستقبله ، و كذلك إصابته بالعديد من الهزات النفسية العنيفة لما يراه من عنف مقصود يدمر أجمل ما في شخصيته واعدا إياه بمستقبل بائس و مصير مجهول
أشكال العنف ضد الاطفال
يتخذ العنف ضد الاطفال أشكالا عديدة فمنه ماهو لفظي ، وماهو معنوي ، ومنه ماهو مادي ، و لكل منهم كبير الأثر على نفسية الطفل
فالعنف اللفظي هو كل ما ينطق به اللسان من ألفاظ مهينة ، كما يفعل بعض الآباء و الأمهات خلال تربية أطفالهم ، و العنف المعنوي هو كل فعل يسيء إلى نفسية الطفل و يضعه تحت ضغوط نفسية كبيرة جدا تفوق إحتماله ، كمقارنة الطفل بغيره من الاطفال و تعمد إحراجه أمامهم مثلا ، و قد يكون عنفا ماديا ، وهو الذي يتعلق بإهانة الجسد و ضربه
60% من حالات العنف ضد الاطفال سببها المنزل
أكدت مؤسسة دبي لرعاية النساء و الاطفال في إحدى تصريحاتها عن حالات العنف ضد الاطفال التي تتلقيها ، أن 60 % من تلك الحالات يكون سببها المنزل ، حيث رأت أن الطفل داخل المنزل معرض لكثير من العنف سواء كان لفظي أو جسدي أو معنوي
و هنا يجب التأكيد على أمر هام ، و هو أن المنزل يجب أن يكون مصدر للأمان و العطف و الإحتواء لا مصدرا للذعر و الخوف و العنف ، كما أنه يجب على الوالدين أن يحسنا التعامل إلى اطفالهما إذا كان يريدان لهما الصلاح و التقدم و الرقي
و على الوالدين أيضا أن يعيا أثر تعرض الطفل للعنف داخل المنزل ، و الذي قد يصل إلى حد الوفاة أو الإصابة بعاهة مستديمة ، كما أن اتخاذ العنف منهاجا أساسيا في التربية ، يقتل براءة الطفل و يدمر شخصيته ، و يخلق شخصا مهزوزا ، و غير مستقر نفسيا
لذا يجب على الأب و الأم الإهتمام بحضور دورات تثقيفية تهتم بتوضيح أثر العنف ضد الأطفال ، و كذلك توفير مراجع هامة لهم للتعرف على أساليب التربية الصحيحة التي تجدي نفعا كبير مع الاطفال ، حتى يكونا على دراية كاملة بالنتائج السلبية المدمرة التي تعود على الطفل جراء استخدام العنف معه
إقرأ أيضا
انتبهي.. العنف المدرسي يفسد شخصية الطفل
بهذه التوصيات نقضي على العنف ضد الأطفال