ماركات سيارات فرنسية .. صناع السيارات من قلب باريس
من قال ‘ن فرنسا كانت موطن العطور فقط، ففي قلبها يستقر أعرق صناع السيارات في العالم مثل "بيجو" و"رينو"، إلى جانب مجموعة من العلامات التجارية الكبيرة، ورغم ذلك لم تكتف بحفر اسمها في الماضي ولكنها قفزت إلى قمة الحاضر بالصانعة "بوجاتي" التي أنتجت أسرع سيارة في العالم..
وفي ما يلي نبذة عن ماركات سيارات فرنسية شهيرة.
سيارة بيجو الفرنسية
دخلت عائلة بيجو عالم الصناعة منذ القرن الـ 19 ولكن في مجال إنتاج مطاحن البن والفلفل والملح، أما دخول عالم السيارات فسبقه عدة خطوات في الصناعات المعدنية بدأت بتصنيع"القرينول" وهو الجزء التحتي للفساتين لجعلها منفوشة، تبعتها هياكل المظلات وعجلات الأسلاك، وكان شغف "أرماند بيجو" بالمركبات ولقائه بالمهندس "جوتلب ديملر" هو ما قاد إلى تصنيع الدراجات عام 1882 بالمشاركة مع ابن عمه "يوجين"، ثم تصنيع أول سيارة في عام 1889 وكانت بثلاث عجلات وتعمل بالبخار.
في العام التالي تم إنتاج سيارة بأربع عجلات ويعمل محركها بوقود البنزين وتوالى إنتاج السيارات بعدها، ولما أراد أرماند زيادة الإنتاج أبدى يوجين تحفظًا على ذلك، فقام بالاستقلال بشركة خاصة وبنى مصنع لإنتاج السيارات، إلا أنه عاد للدمج مع شركة يوجين مرة أخرى في عام 1910 لعدم وجود وريث ذكر، لتصبح بيجو أكبر شركة تصنيع السيارات في فرنسا.
توالت طرازات بيجو بلا توقف، كما حصدت الجوائز في أوروبا وعدة دول أخرى، وكان أحدث جائزة نالتها سيارتها 3008 كأفضل سيارة في أوروبا عام 2017.. وتتضمن خطوط إنتاجها سيارات تعمل بالبنزين والديزل، كما أطلقت طرازات اختبارية هجينة وتعمل بالكهرباء، إلى جانب بصمتها في عالم السباقات والسرعة، وتعتبر في الوقت الحالي جزء من مجموعة PSA التي تضم العلامات ستروين وDS إلى جانبها.
ستروين
تأسست هذه الشركة على يد "أندريه جوستاف ستروين"، إلا أن هذا التأسيس جاء بعد حياة حافلة بالانجازات، حيث تم تعيينه مديرًا في شركة "مورس" للسيارات ليظهر نجاحًا كبيرًا في عمله، وخلال الحرب العالمية الأولى كان مسئولاً عن إنتاج الأسلحة لينال شهرة واسعة باعتباره خبيرًا في الإنتاج على نطاق واسع، وفي عام 1917 بدأ التفكير في أنه بعد انتهاء الحرب ستكون أفضل فرصة في عالم السيارات هي بإنتاج سيارات أخف وزنًا وأكثر قوة وفي الوقت نفسه أقل تكلفة، فاستعان بالمهندس "جول سالومون" لتأتي أول سيارة تحمل اسم Type A في 1918.
نالت ستروين شهرة في عالم السباق أيضًا، وتعتبر هي العلامة التجارية الوحيدة التي التي فازت في ثلاثة سباقات رسمية مختلفة تتبع الاتحاد الدولي للسيارات، وقد أصبحت جزء من مجموعة "بيجو ستروين PSA" منذ عام 1976 بعد قيام شركة بيجو بشراء 90% من أسهمها نتيجة تعرضها للإفلاس.
رينو
يعود الفضل في تأسيس اسم الشركة إلى ذلك الفتى الفرنسي الذي يُدعى "لويس رينو" والمولود عام 1877، حيث أبدى شغفًا شديدًا في مجال الهندسة والميكانيكا منذ سن صغير، وقضى ساعات طويلة في ورش تصنيع سيارات البخار ذلك الوقت، وفي عمر الواحد والعشرين قام لويس بتصنيع أول سيارة له أطلق عليها اسم Voiturette وذلك في عام 1898، واستعان بمحرك De Dion-Bouton منحها القدرة على بلوغ سرعة 32 كم/س، وكان أول من اشترى سيارته هو صديق والده بعد أن قام بجولة بها بصحبته على طريق Lepic المنحدر، ليندهش بقدرتها على السير في الشوارع الصاعدة بدون صعوبة، وفي اليوم نفسه تم بيع 12 سيارة أخرى، وفي عام 1899 تأسست شركة "رينو" بالتعاون مع شقيقيه "مارسيل" و"فيرناند"، ليقوما بمباشرة أعمال الإدارة فيما ينشغل "لويس" بالتصنيع، وبدأت الشركة إنتاج محركاتها الخاصة منذ عام 1903 بدلاً من شرائها من شركة De Dion-Bouton..
أدرك الأخوة أن المشاركة في سباقات السيارات قد تساعد في ترويج سياراتهم، فقام كل من لويس ومارسيل بالمشاركة في السباقات وقيادة سياراتهم بأنفسهم، إلا أن مارسيل قد تعرض لحادث في سباق (باريس-مدريد) انتهى بوفاته في مايو عام 1903، ولم يدخل لويس أي سباق منذ ذلك الوقت، إلا أن شركته واصلت المشاركة في السباقات وحصد الجوائز، وفي عام 1906 أصبحت مهام الشركة على عاتق لويس بعد أن تقاعد شقيقه الأكبر فيرناند لأسباب صحية، وبعد وفاته عام 1909 أصبح هو المالك الوحيد..
حافظت رينو على اسمها لعقود طويلة، وقد تم تصنيفها في عام 2015 كعاشر أكبر صانعة سيارات في العالم من ناحية الإنتاج.
بوجاتي
يحمل تاريخ شركة بوجاتي حقبتين مختلفتين، الأولى بدأت بتأسيسها على يد "إيتور بوجاتي" عام 1909، وهو مصمم وصانع ذو أصول إيطالية كما ينتمي لعائلة يسري الفن في عروقها، لذلك فكان أكثر ما ميز سيارات بوجاتي هو لمسات الجمال في تصميمها، إلى جانب السرعة والقوة التي أهلتها للفوز في العديد من السباقات، ولكن في عام 1939 تعرض Jean الابن الأكبر لإيتور لحادث إثناء تجربته لأحد الطرازات الفائزة في سباق Le Mans بجوار مصنع والده، ولكنه فقد السيطرة لينتهي الأمر بوفاته، وكأنها كانت بداية الغيمة السوداء، حيث انتهت الحرب العالمية الثانية بأضرار بالغة في المصنع، وقد خطط إيتور لبناء مصنع جديد وكذلك تصميم مجموعة من الطرازات الجديدة ولكن كل ذلك توقف بعد وفاته عام 1947، حتى خرج اسم بوجاتي من عالم السيارات في 1952.
في عام 1998 عادت الشركة للحياة بعد قيام مجموعة فولكس فاجن بشرائها،وقد أنتجت الشركة سيارتها "فيرون" التي سجلت رقمًا قياسيًا باعتبارها أسرع سيارة في العالم، حيث تجاوزت سرعتها 430 كم/س، وقد توقف إنتاجها في عام 2015، لتأتي شقيقتها الصغرى "شيرون" العام الماضي وقد وعدت الشركة بأن تواصل ما بدأته فيرون وتكون هي الأخرى صاحبة لقب السيارة الأسرع في العالم.
مرسيدس و بي إم دبليو أكثر شركات السيارات ربحاً